| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة
ليس الحديث عن السياحة بدعا بالنسبة للقارىء العربي فقد عرف العرب السياحة للعلم وللترفيه ولأغراض دينية وعرفوها كجانب من حياتهم بل وعرف بعض العرب من ظل حياته كلها سائحا وليس حديث ابن بطولة ببعيد ذلك السائح العربي الشهير القادم من أقصى المغرب ليحج بيت الله فزاوج الرجل بين الهدف الديني والهدف العلمي فراح يصف كل ما مر به وصفا دقيقا ثم قصر بعض رحلاته بعد ذلك للغرض العلمي وقد قدم لنا ابن بطوطة من الطرائف وأخبار الشعوب الكثير مما كنا سنجهله لولاه ولكن بعض النقاد ذكروا ان ابن بطوطة كان واسع الأذن يصدق كل ما يسمع واسع العين يقنع بكل ما يرى والواقع ان ما ذكره النقاد وان كان ينطبق على ابن بطوطة فهو بمثابة نصيحة لكل السواح في عالمنا هذا بأن لا ينقلوا ما يرونه بلا تمحيص او تدقيق وإنما ينظرون إليه من خلال نظرة شاملة أو من خلال حضارات هذه الشعوب التي يرونها مختلفة العادات والتقاليد والأعراف عن الشعب الذي قدم منه السائح,, لقد روى لنا ابن بطوطة عن أرض تذيب البشر وعن عرائس البحر وعن اشجار تصيح واق,, واق تبارك الله الخلاق وهي أمور تدخل الآن في باب الخرافة ولكن لها يقينا أساس من الواقع كان يتعين على الباحث او السائح ان يتحقق منه قبل روايته ويضيق هنا المجال لو أردنا استعراض السواح في تاريخنا العربي فمنهم الرحالة العظيم ابن جبير ومنهم في القرن التاسع عشر محمد بن الأمين الشنقيطي الذي روى طرائف غريبة يسمع بها الإنسان صوت الجن يتضاحكن ويتغامزن إذا مر بها,ولم ينقطع المد الفكري او أدب الرحلات في الوقت الحاضر فالرحلات مصدر للأدب أيضا الى جانب كونها مصدرا للحقائق العلمية والترفيه وقد خصصت بعض مجالس الفنون والآداب العربية والأجنبية جوائز لأدب الرحلات وللسياحة في أكثر من بعد، البعد التربوي فهي مصدر للدرس والتحصيل بالنسبة للطلبة وغير الطلبة وهناك البعد الترفيهي وإذا كان دعاة الوئام بين الشعوب اليوم يسعون لإيجاد روابط بين شعوب العالم تجمعهم في وحدة إنسانية شاملة فإننا نقول ان مناهج التعليم والسياحة هما أهم أداتين لذلك.
محمد سعيد بن صبر أبها
|
|
|
|
|