أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 14th August,2000العدد:10182الطبعةالاولـيالأثنين 14 ,جمادى الاولى 1421

عزيزتـي الجزيرة

لا لتمييز مديري المدارس عن غيرهم من العاملين
ما اكثر ما نقرأ ونسمع عن ما يعانيه مدير المدرسة من الهموم والمشاكل من مثل:
1 انه اول من يحضر من المعلمين وآخر من ينصرف.
2 ان المدرسة همه وشغله الشاغل في البيت وفي الحضر والسفر وايضاً في المنام بحيث اصبحت كابوساً مزعجاً في حياة المديرين.
3 مشاكل الطلاب واولياء امورهم التي لا تنتهي.
4 مشاكله مع زملائه المعلمين شبه اليومية بسبب التأخر عن العمل او عدم الحضور الى غير ذلك من المتاعب التي يرى البعض انها تستوجب تميزه عن غيره من العاملين في المدرسة بعدة امور مالية ومعنوية تشعره ان الوزارة تقدر صبره وجهوده, الخ, ومع احترامي الشديد وسروري بكل ما ينشر من الآراء والافكار التي تتعلق بهموم الناس واهتماماتهم الا انني مع ذلك لا ارى مبرراً لتمييز مديري المدارس عن غيرهم من العاملين في المدرسة ومن باب اولى وكلائهم لان ما يتعرضون له من مشاكل الادارة ومتاعبها لما تبقى لهم من طبيعة عمل اخرى تبرر استمرارية وجودهم, هذه مسألة والمسألة الاخرى ان هذا باب واسع ولو فتحناه امام مديري المدارس لوجدنا آلاف المديرين في الاجهزة الاخرى ممن يريدون مساواتهم بغيرهم ممن تميزهم جهاتهم باعتبار ما يكابدونه من هموم العاملين لديهم ومن مشاكل المراجعين لهم, اخذاً في الاعتبار ان هذه الهموم والمتاعب التي يشير اليها البعض في مجال الادارة المدرسية عليها بعض المآخذ والتساؤلات من مثل:
1 مثلما يمكن القول بان المدير هو اول من يحضر من المعلمين وآخر من ينصرف فانه يمكن القول ايضاً ان المدير هو اقدر المعلمين على التأخر في الحضور والتبكير في الانصراف عند الحاجة بحكم انه المدير وانه الشخص الوحيد الذي يستطيع الاذن لنفسه وبحكم وجود الوكيل الذي يمثل وجوده مديراً اضافياً بعكس المعلم الذي لا يستطيع في كثير من ادارات التعليم حتى على الحصول على اجازة اضطرارية الا بشق الانفس وحب الخشوم والتذلل الزائد عن اللزوم.
2 لماذا ننظر الى الانضباط في العمل بهذه النظرة البائسة واعتباره احدى المشاكل التي تواجه المديرين مع انه واجب وطني وديني يحمد عليه المرء ولا تستقيم مصالح المسملين الا بوجوده والمحافظة عليه من الجميع, فضلاً عن اهميته التي قد تغيب عن اذهان الكثيرين في تحليل الراتب الذي يطعم منه اهله واولاده وهي مسألة يفرط فيها مع الاسف الشديد الكثير من المسؤولين والموظفين عندما لا يبالون بقضية الغياب والتأخر.
3 مسؤوليات الادارة وارتباطاتها مهما ثقلت يمكن قسمتها على اثنين هما المدير والوكيل فضلاً عن المسؤولين الآخرين كالمشرف والموجه والمراقب وغيرهم, اما مسؤولية المعلم وارتباطاته مهما خفت فلا يمكن قسمتها الا على واحد ولا عبرة بالتضجر لدى بعض المديرين فقد قيل:


كل من لاقيت يشكو دهره
ليت شعري هذه الدينا لمن

4 هموم الادارة ومشاكلها بالنسبة للمديرين الناجحين ليست كابوساً مزعجاً يلاحق المديرين في بيوتهم وفي اسفارهم وفي مناماتهم ولكنها يمكن ان تكون كذلك بالنسبة للمديرين الفاشلين وغير المؤهلين ادارياً كما ينبغي وهؤلاء هم الذين يمكن ان تكون لهم مشاكل مع الطلاب واولياء امورهم لا تنتهي ولهم مشاكل مع زملائهم المعلمين على قدم وساق ومثل هؤلاء لن تصلح المميزات من احوالهم شيئاً مهما كثرت وهم بحق يخطئون بحق انفسهم وبحق الادارات التي يتشبثون بها كالاخطبوط وقد تجد منهم من يردد في قراره نفسه:


أتته الادارة منقادة
اليه تجرجر أذيالها
فلم تك تصلح الا له
ولم يك يصلح الا لها
ولو رامها احد غيره
لعاتبت الناس من رامها

ومعذرة لأبي العتاهية عن بعض التجاوزات اللفظية.
5 لا ادري ان كانت هناك مشكلة حقيقية تواجه ادارات التعليم في الحصول على مديرين لمدارسهم تستدعي التفكير في ايجاد بعض الحوافز المادية منها على وجه الخصوص وقد سألت بعض الاخوة في محيط ادارة التعليم في منطقتنا ان كانوا يواجهون شيئاً من هذا القبيل فردوا بالنفي وزادوا بان الاقبال على ادارات المدارس في كثير من الجهات هو من الامور المرغوبة ولم يحدث فيما نعلمه ان تعين مدير مدرسة وتخلى عن الادارة بنفسه بل ان اكثر ما يزعج بعض المديرين هو ترقب تغييرهم وفقاً للتنظيم الذي يحدد فترة بقاء المدير باربع سنوات وهي بالمناسبة فترة قصيرة تجعل المدير لا يتحمس لعمل اي شيء ينافس به المدارس الاخرى كما كان الحال في السابق.
6 الادارات المدرسية لا تفرض على المديرين وانما يتم إسنادها اليهم بموافقتهم او حسب طلبهم وباستطاعة اي مدير ان يتخلى عن الادارة متى شاء لكن لا احد يفعل فشعار الجميع: يا حبذا الادارة حتى ولو على الحجارة وقد كان حب الرئاسة وممارسة السلطة على الآخرين ولا يزال مما يسعى اليه الكثيرون ويجهتدون في تحصيله بكل الوسائل وهو في المدارس ينظر اليه باعتباره اهم الحوافز والمميزات.
7 المطالبة ببعض المميزات المالية التشجيعية للمشمولين بكادر المعلمين تبدو وكأنها غير منطقية باعتبار ما في هذا الكادر من الافضلية المالية على غيره من الكوادر وباعتبار ان مثل هذه المكافآت التشجيعية قد اثبتت عدم جدواها عند تطبيقها في سنوات مضت في قطاع الخدمة المدنية على هيئة علاوات اضافية ومكافآت تشجيعية سنوية للموظفين فصارت تعطى لمن يستحقها ومن لا يستحقها وصار لها من الآثار العكسية على نفسيات الموظفين ما كان سبباً في تجميدها, هذه بعض الحيثيات التي أبرر بها وجهة نظري حول هذا الموضوع وفوق كل ذي علم عليم.
محمد الحزاب الغفيلي
محافظة الرس

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved