أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 14th August,2000العدد:10182الطبعةالاولـيالأثنين 14 ,جمادى الاولى 1421

الاخيــرة

الرئة الثالثة
لماذا فشل (كامب ديفيد)؟ محاولة فهم!
* لماذا فشل (كامب ديفيد) الثاني؟
* سؤال جدير بالطرح,, والتأمل,, والجدل!
* لكن الرد عليه رداً يروي غليل السائل، والمتسائل والمتأمل معاً,, أمر عسير على معظم البشر,, خلا أولئك الذين عاصروا الحدث نفسه عن قرب,, قولاً وعملاً، ومعهم نفر من العقلاء من عرب وعجم آتاهم الله عمق الرؤية، وموهبة الاستنتاج! وانا لست من اولئك ولا هؤلاء، ولذا، لا ازعم القدرة على مواجهة ذلك السؤال، ناهيك بالرد عليه!
***
* رغم ذلك كله، سأمنح نفسي حرية الاجتهاد تأملاً لمضمون ذلك السؤال، فقد أدرك باجتهادي المتواضع شيئاً من حقيقة، وشيئاً من حق، وقليلاً من صواب!
***
* أعود الى السؤال: لماذا فشل (كامب ديفيد) الثاني، واقول:
*أولاً: فشل لأن اطرافه الثلاثة، (امريكا وفلسطين واسرائيل) لم يعدوا انفسهم العدة المثلى لامتحانه العسير، فأخفقوا جميعاً (بامتياز)!
*ثانياً: فشل (كامب ديفيد) الثاني، لان طموح امريكا في التعامل مع (الاجندة )الصعبة الثلاثية الابعاد القدس، عودة اللاجئين، والحدود النهائية ل(دولة فلسطين) كانت اكثر من قدرة كل الاطراف المعنية، بما في ذلك امريكا نفسها، على مواجهة تلك المسائل، ناهيك بحلها حلاً ترضى عنها كل الاطراف!
***
* ثالثاً: فشل (كامب ديفيد) الثاني، لان المواجهة مع تلك المسائل الصعبة سالفة الذكر، كانت تؤجل عن سابق نية وإصرار، عاماً اثر عام، لحساب اتفاق جزئي هنا,, او تسوية سرية هناك، يظفر من خلالها الفلسطينيون بحفنة من تراب ارضهم المحتلة، هنا او هناك!
***
*رابعاً: فشل (كامب ديفيد) الثاني، لان الامريكيين كانوا في عجلة من امرهم ل(لفلفة) قضية العصر في فلسطين على نحو او آخر! كانوا يطمحون ان يحققوا عبر يوم او يومين او حتى اسبوعين حلاً لمعضلة قائمة منذ ثلاثة ارباع القرن! ويسأل سائل: لِمَ استعجال المؤجل,, فجأة؟!
* لان الانتخابات الرئاسية في امريكا تقرع طبولها كل يوم وليلة، منذ نهاية الربع الاول من هذا العام! ولان الحزب الديمقراطي الحاكم، ممثلاً بنائب الرئيس الامريكي، (الجور),, ما برح يحث الخطى لحاقاً بموكب المرشح الجمهوري (بوش الابن) المتفوق عليه في العديد من الولايات! وهو الأمر الذي ربما دفع (الجور) مؤخراً الى دخول حلبة الرهان للفوز بتأييد (اللوبي) الصهيوني في بلاده، فرشح السياسي اليهودي (ليبرمان) ليقاسمه (ماراثون) السباق اللاهث صوب البيت الابيض!!
* وهناك امتحان انتخابي عسير من نوع آخر تواجهه السيدة الاولى، هيلاري كلينتون في نيويورك للفوز بمقعد الولاية في مجلس الشيوخ (عن الحزب الديمقراطي)!
***
*خامساً: فشل (كامب ديفيد) الثاني، لان امريكا حاولت عبر اكثر من(سيناريو) ظاهر ومستتر، ان (تطعم) الفلسطينيين (اشلاء) من القدس ، في الوقت الذي تغدق فيه على الاسرائيليين (اللحم والشحم والعصب) ايضاً!!
* وهنا، كان لابد ان يرفض الفلسطينيون تلك (القسمة الضيزى)! متسائلين ومعهم كل المسلمين وكل العرب كيف (نصوم) دهراً من القهر، املاً في العودة الى القدس، والصلاة في مسجدها الاقصى، ثم (نفطر) على فتات منها,, لا يسمن ولا يغني من شيء!
***
* سادساً: فشل (كامب ديفيد) الثاني، لان الاسرائيليين انفسهم راهنوا بكل قواهم كي تفلح آلية (الجزرة والعصا) التي مورست على المفاوضين العرب,, عبر اسبوعين كاملين لفرض اي حل,, باي ثمن ينقذ جبهتهم السياسية المتصدعة في (ارض الميعاد)! لكنهم فشلوا ايضاً,, و(بامتياز)!
* سابعاً: فشل (كامب ديفيد) الثاني لان الفلسطينيين تصوروا في لحظة تفاؤل بائس، انهم قد دعوا الى (وليمة دسمة) في (كامب ديفيد) تضع حداً لجوع الشتات، وقهر السنين، وهاجس العنف والفرقة والخصام,, فإذا الذي بين ايديهم,, مما ظنوه حلاً لقضية العصر,, ليس حلاً، ولكنه جزء يسير من حل! واذا بهم يُطالَبُون بالمزيد من المرونة والمزيد من التنازلات، بل لقد وضعوا اكثر من مرة في زاوية حادة كادت تفقدهم الصواب وصولاً الى ذلك,, وكانت صيحات (الويل والثبور وعظائم الامور) الصادرة من الحناجر البعيدة المدى خوفاً من (لفلفة) القضية في (كامب ديفيد) تتلقف المفاوضين الفلسطينيين ذات اليمين وذات الشمال!
***
* امام هذا التحدي العنيف، لم يكن امام الرفاق من حل سوى الرفض ، والعودة الى الاهل ب(نصر الفشل) الذي حفظ لهم ما بقي من ماء الوجه!!
مرة ثالثة اسأل : لماذا فشل (كامب ديفيد) الثاني؟ فلا اجد ردا يشفي الغليل! لكن عزائي يكمن في بعض ماطرحته عبر السطور الماضية من افكار ورؤى واحتمالات رأي، فقد يكون جزء من الرد المنشود رابضاً بين تلك السطور!!
عبدالرحمن بن محمد السدحان

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved