| محليــات
تشهد الساحتان العربية والإسلامية الآن تحركات شخصية واتصالات دبلوماسية مكثفة كما تزدحم بتصريحات سياسية وجميعها بدافع التضامن والتعاون والعمل المشترك من أجل تحرير القدس الشريف المحتل، وإنقاذ وتأمين سلامة المسجد الأقصى المبارك الذي وصل العدوان الاسرائيلي الصهيوني عليه حد محاصرته بالجيش الاسرائيلي منذ خمسة أيام، ومنع دخول المصلين المسلمين للصلاة فيه بعد أن منعت هيئة كبار علماء القدس دخول غلاة اليهود الصهاينة إليه بقصد الصلاة فيما يزعمون أنه موقع هيكل سليمان الذي لم يقم قط دليل ثابت على وجوده في المسجد الأقصى (حائط المبكى).
وتدل التحركات الإسلامية والعربية، ومن بين أهمها زيارة المبعوث الرئاسي الإيراني إلى المملكة أول أمس، حيث حمل رسالة من الرئيس محمد خاتمي رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية ورئيس الدورة الحالية لمنظمة المؤتمر الإسلامي إلى خادم الحرمين الشريفين حول التطورات والتعديات الإسرائيلية الخطيرة جداً على سلامة المسجد الأقصى المبارك في القدس الشريف المحتل.
كما أن سمو ولي العهد الأمين استقبل مبعوث الرئاسة (وكيل وزارة الخارجية الإيرانية).
ومحور هذه التحركات والاتصالات هو دراسة سبل تفادي هذا الخطر المحدق بالمسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين الذي يفرضه غلاة اليهود الصهاينة في إسرائيل كتحدٍ وقح لقدرة العرب والمسلمين على العمل المشترك لمنع ماينتوونه اليهود الصهاينة من أهداف تهدد سلامة وبقاء المسجد الأقصى المبارك، وتكرس ضم القدس الشرقية إلى القدس الغربية كعاصمة موحدة لإسرائيل.
ومما يدل على خطر أهداف اليهود الصهاينة ممن ينتمون إلى ما تسمى (جماعة الهيكل) لتهويد القدس، وتدمير المسجد الأقصى بتجاوز كل حقائق التاريخ والقانون، والازدراء بكل قرارات الشرعية الدولية التي قضت بعدم شرعية أي إجراء اتخذته أو تتخذه إسرائيل لتهويد القدس، مما يدل على ذلك كله أن الاهتمام بهذا الخطر تجاوز الساحتين العربية والإسلامية إلى الساحة الدولية وكدليل على ذلك تحرك (اللجنة الأمريكية من أجل القدس) أمس عندما طالبت السيناتور اليهودي جوزيف ليبرمان المرشح لمنصب نائب الرئيس الأمريكي عن الحزب الديمقراطي الذي بدأ مؤتمره القومي امس لتأييد ترشيح آل جور وليبرمان لمنافسة جورج بوش الابن وديك تشيني في انتخابات الرئاسة في شهر نوفمبر القادم.
لقد طالبت اللجنة الأمريكية من اجل القدس ليبرمان بسحب تصريحاته السابقة عقب اختياره ثائبا للرئيس والتي أعلن فيها تأييده لنقل السفارة الأمريكية في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس، وقالت اللجنة (إن وضع المدينة المقدسة يجب ان يتحدد في إطار محادثات الوضع النهائي في المفاوضات الإسرائيلية/ الفلسطينية).
ومن جانبهم رفض زعماء طوائف الكنائس المسيحية الأهداف الإسرائيلية في القدس الشريف الذين قالوا كما قال الرئيس الفلسطيني - ليس لليهود فيها أي حق أو تاريخ أو تراث.
ومن الواضح أن غلاة اليهود من (جماعة الهيكل) وغيرها من زعماء الأحزاب الإسرائيلية المتشددة إنما يتذرعون بأسباب دينية لتمرير أهداف سياسية يبررون بها كل أفعالهم المنافية للأخلاق والأعراف وللشرعية الدولية، بما في ذلك الاعتماد على القوة العسكرية لأنها المنطق الوحيد الذي يملكونه لفرض ما يريدون فعله في القدس وبالمسجد الأقصى المبارك.
على أن ما يدعو إلى التفاؤل بالنتيجة المرجوة من التحرك والاتصالات بين الزعماء العرب من أجل القدس والمسجد الأقصى هو أن جميع القادة يجمعون على أنه ما من أحد من بينهم يقبل أو يجرؤ على قبول أن تستولي إسرائيل على القدس الشرقية وأن يصبح المسجد الأ قصى المبارك تحت رحمة غلاتها المطالبين بهدمه وبناء الهيكل المزعوم مكانه.
أيضاً إن القوة العسكرية التي تتباهى بها إسرائيل ويعتمد عليها غلاة الصهاينة فيها لا تنقص العرب والمسلمين الذين يملكون معاً ما لا تملك منه إسرائيل شيئاً.
إنه العمق الاستراتيجي البشري وفيه من سيبايعون الله على الجهاد والاستشهاد فداء للمسجد الأقصى والقدس الشريف.
فلتحذر إسرائيل طوفان الغضب العربي والاسلامي، ولا تراهن كثيراً على قوتها العسكرية أو حتى قوة من يحرضونها ويساندونها في أي جزء من العالم.
فقضية القدس والمسجد الأقصى هنا، وفي هذا المنعطف التاريخي الحاد,, هي قضية حياة أو موت!
|
|
|
|
|