| متابعة
* الما اتا مايك كوليت وايت رويترز:
تذكر أعمال العنف المتصاعدة على طول الحزام الجنوبي لدول آسيا الوسطى الغنية بالنفط القادة والدبلوماسيين والشركات في المنطقة بأن زوال الاضطرابات في المستقبل القريب أمر مستبعد.
ووقعت مصادمات بين مجموعة تضم ما بين 30 و 40 مسلحا من طاجيكستان مع القوات الحكومية جنوب قيرغيزستان في وقت مبكر من صباح أمس الأول الجمعة بعد ساعات فقط من صد حرس الحدود الروس محاولة قام بها نحو 40 مقاتلا للعبور شمالا من أفغانستان الى طاجيكستان.
وفي الوقت نفسه تقاتل قوات في أوزبكستان ضد نحو مئة متمرد في المناطق الجنوبية بالقرب من حدودها مع أفغانستان وتقول ان المجموعة عبرت الحدود من طاجيكستان وهو ما تنفيه الأخيرة.
وهذه أسوأ أعمال عنف تشهدها المنطقة منذ أغسطس آب من العام الماضي عندما تدفق مئات من المسلحين على قيرغيزستان من طاجيكستان واحتجزوا أربعة جيولوجيين يابانيين ليسود التوتر البلاد على مدى شهرين.
وفي فبراير عام 1999 نجا رئيس اوزبكستان اسلام كريموف بأعجوبة من محاولة اغتيال اثر سلسلة تفجيرات في العاصمة طشقند وحمل كريموف معارضيه الاسلاميين المتشددين المحظور نشاطهم مسؤولية التفجيرات ويعتقد انهم وراء بعض المصادمات الأخيرة على الأقل.
وقال ديفيد لويس من مجموعة كونترول ريسكس هذا النوع من عدم الاستقرار يمكن ان يستمر طويلا,, لا أتوقع ان يزول سريعا .
وقال في المااتا المركز التجاري في قازاخستان كلما قمع قادة المنطقة الدين والمعارضة وتفاقمت حالة الفقر كلما تدهورت الاوضاع .
ويقول محللون ودبلوماسيون غربيون ان أفغانستان هي لب المشكلة حيث يعتقد ان حركة طالبان الحاكمة يسعدها على الأقل استضافة الجماعات المتمردة المتمركزة في آسيا الوسطى ان لم تقدم لها مزيدا من الدعم المباشر.
وقال محلل سياسي غربي لولا أفغانستان ما وجد هؤلاء الأشخاص ملاذا .
وتنفي حركة طالبان ايواء أو تصدير الجماعات التي تمارس أعمال العنف الى الخارج.
ويبدو ان الحركة الاسلامية في أوزبكستان هي الجماعة الرئيسية التي دبرت هجمات هذا الاسبوع كما انها مسؤولة عن غزو قيزستان في اغسطس 1999 وانفجارات طشقند ويعتقد ان جزءاً منها يتمركز في أفغانستان.
وتهدف الجماعة التي يتزعمها جمعة نمانجاني الى الاطاحة بكريموف الذي ينتابه القلق من اتساع نطاق الحركة في منطقة وادي فيرجانا التي تضم أيضا أجزاء من قيرغيزستان وطاجيكستان.
وانطلق الهجوم على قيرغيزستان في العام الماضي من طاجيكستان وكان هدفه النهائي الوصول الى القطاع الاوزباكستاني في الوادي وقد أظهر جليا كيف يمكن لجماعة مسلحة صغيرة نسبيا ان تقوض العلاقات داخل المنطقة.
وفيما تركزت معظم المعارك في السنوات القليلة الماضية في الحزام الجنوبي النائي في منطقة آسيا الوسطى الشاسعة التي يقطنها 55 مليون نسمة فان الشركات الكبرى يساورها القلق من ان تمتد أعمال العنف اليها في يوم ما.
ويوجد في قازاخستان بعض اكبر احتياطيات النفط وهي منتج هام لمعادن وتطفو تركمانستان على سطح حقل غاز ضخم بينما تصدر أوزباكستان كميات كبيرة من الذهب والقطن.
غير ان أنباء المصادمات تثير قلق الشركات التي انفقت مليارات الدولارات بالفعل في قطاع الموارد الطبيعية وتلك التي تدرس أعمالا مماثلة.
وقال لويس: الخطوة المهمة هي اذا قرر من يركزون في الوقت الحالي على النظام في أوزباكستان الانتقال الى حملة أوسع عبر عدة دول واستهدفوا دبلوماسيين أو شركات غربية .
وذكر انفجار طشقند الذي راح ضحيته 16 قتيلا على الأقل بأن حتى أكبر مدن المنطقة غير آمنة.
وفيما يعتقد ان انتشار أعمال العنف على نطاق واسع أمر بعيد الحدوث فان جمهوريات آسيا الوسطى الخمس تشعر بأنها مهددة أكثر من أي وقت مضى منذ انهيار الاتحاد السوفيتي.
وسعى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى استغلال هذه ليؤكد من جديد سيطرة موسكو على أراضيها السابقة واعدا بتعاون عسكري ودعم سياسي, ويقول سياسيون واقتصاديون ان بوتين يضع نصب عينيه الثروة الهائلة من النفط والغاز في منطقة بحر قزوين.
وعالج القادة الاقليميون المشكلة بشن حملة اجراءات صارمة على المعارضة والجماعات الدينية وهي السياسية التي يقول البعض انها قد تأتي بنتائج عكسية.
وقال محللون ان الخطر يتنامي كلما فشلت الثروات الطبيعية في تحقيق مستوى معيشة أعلى للمواطنين اذ يعيش قطاع كبير منهم على أجور بائسة.
|
|
|
|
|