| القرية الالكترونية
موضوع السياحة هو موضوع متشابك ومتداخل بين التخصصات والقطاعات المختلفة فهو موضوع اقتصادي وهو موضوع معلوماتي وهو موضوع قانوني تشريعي وهو موضوع ديني وهو موضوع ثقافي وتاريخي وهلم جرا,, وقبيل ايام وصلت من رحلة سياحية في ربوع الوطن استغرقت قرابة الشهر قمت خلالها بزيارة المناطق الشمالية الغربية من المملكة كالمدينة المنورة وخيبر والعلا ومدائن صالح، وبعد ذلك عرجت على مدن المنطقة الغربية كجدة ومكة ثم نزلت الى المنطقة الجنوبية وبالتحديد ابها والنماص وجيزان وما حولهما من المدن والقرى، وقد كتبت بعض الملاحظات التي يمكن أن الخصها في هذه المقالة عسى الله ان يجعلها ملاحظات موفقة واذا كانت كذلك فعسى ان ينتفع بها من بيده صلاحية التطوير والتغيير.
اولا: يمكن ان نُصنف السياحة في المملكة الى بعض الفروع او الاقسام التالية:
الآثار: وتقع في هذا القسم من السياحة الاماكن الاثرية كمدائن صالح مع عدم التطرق للمحظورات او الاعتبارات الدينية والتي في نظري يمكن تحقيقها مع وجود السياحة والاخدود وقصر مرحب والقلاع والقصور الاثرية المختلفة وغيرها بالاضافة الى المتاحف الاثرية المنتشرة في ربوع المملكة, وحسب علمي فإن وكالة الآثار والمتاحف التابعة لوزارة المعارف هي الجهة التي تشرف على هذا النوع من السياحة.
المنتزهات والاماكن الترفيهية: وتقع تحت هذا الفرع من السياحة جميع المنتزهات المنتشرة في المملكة كشعف الوليد بالنماص والسودة بأبها وكالمحفاره بتنومة وغيرها من المنتزهات وكذلك وسائل الترفيه الصناعية الخاصة في المناطق الاخرى وحسب علمي البسيط ايضا فإن هذه المنتزهات الطبيعية قد تتبع وزارة الزراعة والمياه او وزارة الشؤون البلدية والقروية والله اعلم.
الاماكن الإسلامية والمقدسة، ومن امثلتها شد الرحال الى المسجد الحرام والمسجد النبوي ويأتي بعد ذلك رؤية المساجد الاخرى واماكن المعارك والغزوات الإسلامية وقبور الشهداء وما شابه ذلك وهذا الى حد علمي قد يتبع وزارة الشؤون الإسلامية او وزارة الحج والاوقاف.
ثانيا: من وجهة نظري فإن السياحة في المملكة يمكن ان تتحول الى مصدر رئيس بعد البترول يدر اموالا طائلة على الدولة بدون ان تخسر الدولة ريالا واحدا، وقبل الخوض في كيفية تحويل السياحة الى ملايين ومليارات دعوني اوضح بعض الملاحظات التي تحول دون ذلك والاقتراحات باختصار شديد والتي من شأنها ان تدفع السياحة في الاتجاه الصحيح وخاصة انني عايشتها كما اسلفت بعين المراقب وعن كثب.
من الملاحظ ان الدخول لزيارة اغلب اماكن الآثار والمنتزهات هو مجاني وهذا شيء جميل ولكن لو كان هناك رسوم بسيطة للدخول 5 ريالات مثلا على كل سيارة مقابل وضع بعض الخدمات الضرورية او زيادتها كدورات المياه وصناديق القمامة والاسفلت واللوحات الارشادية والمطبوعات التعريفية والمطاعم وترميم المندثر من هذه الآثار لكان اجمل.
من الملاحظ كذلك عدم توفر المعلومات السياحية الوطنية فعند التفكير بالسفر لغرض السياحة في وطننا الكبير مثلا وبزيارة واحدة لإحدى المكاتب السياحية في المدن الكبيرة كالرياض مثلا، فإنك ستجد الإعلانات الكبيرة والصغيرة والكتيبات والمجلات الملونة والنشرات الجذابة للسياحة الخارجية سواء كانت في البلدان الشرقية او الغربية والتي تبعد آلاف الاميال عنا بالاضافة الى توافرها بالإنترنت.
فمثلا سيجد الذاهب الى هذه المكاتب السياحية جميع المعلومات الخاصة والتفصيلية لزيارة باريس او لندن او لاس فيغاس او حتى قرى وضواحي ويلز, هذه المعلومات التفصيلية تصور وتصف المناظر السياحية والامكنة الاثرية والمحتويات التي سيجدها الزائر هناك، والشقق المفروشة والفنادق القريبة واسعارها واشكالها وبالتحديد كل شيء يحتاج السائح معرفته، وتجد النقيض من ذلك عندما تتكلم عن السياحة الداخلية مع اننا نعيش في نفس المكان وان المسافة الفاصلة بيننا وبين مصائفنا والاماكن الاثرية لا تتعدى مئات الاميال!,, ولضيق المساحة المخصصة فإنه في الاسبوع القادم ان شاء الله سأتحدث عن طريقة مقترحة لتوفير هذه المعلومات في الإنترنت بالاضافة الى ذكر الملاحظات الاخرى على السياحة كضرورة المحافظة على هذه الآثار والمنتزهات والمواقع الإسلامية من التلف والسرقة والعبث، وككثرة إدارات السياحة وضرورة دمجها وتوحيدها وكذلك فوائد خصخصة السياحة، واخيرا ضرورة توفير المراكز الخدمية الكبيرة على الطرق الطويلة, صفحة الالكترونية
http://go.to/ alsalloum
|
|
|
|
|