أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 14th August,2000العدد:10182الطبعةالاولـيالأثنين 14 ,جمادى الاولى 1421

المجتمـع

الخلل كيف يمكن تفاديه وإصلاحه؟
التفكك الأسري ضريبة وسائل العصر الحديث
تحقيق:محمد السيد
لاشك أن التكاتف والتكامل هما الأساس في بناء المجتمع الإسلامي المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً وقوله صلى الله عليه وسلّم مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى لذا فالاسرة هي بناء المجتمع وكل مايحيط بالأسرة أو يهدد كيانها يؤثر في المجتمع.
لهذا فالأسرة تلعب دوراً أساسياً في سلوكيات الفرد والمجتمع,, والتفكك الأسري يقضي على المجتمع لأن الأسرة تتشتت وتنهار وبالتالي يضعف المجتمع ويتأثر بذلك وحول هذا الموضوع التفكك الأسري وأسبابه وهل فعلاً يرجع السبب إلى البيت والأسرة أم لوسائل العصر الحديثة وتقنياته وثورته المعلوماتية دور في ذلك؟!
استطلعنا آراء البعض من وجهاء المجتمع ومثقفيه واعلامه والمتخصصين وطرحنا عليهم هذا الموضوع وكيف يرون اصلاح هذا الخلل من وجهة نظرهم؟
الرجوع للدين الإسلامي
فقد أكد الشيخ غازي سعيد آل مسبل رئيس كتابة عدل أبها الأولى بمحاكم منطقة عسير بأنه لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها وهو الرجوع الحقيقي والصادق إلى الدين الإسلامي والتمسك به ففيه الحلول الناجعة لكل هذه الأسباب .
وقال إذا نظرنا للتفكك الأسري فهو جانب كبير له آثاره ومؤثراته وهو ظاهرة غريبة ودخيلة على المجتمع الإسلامي لأن الأساس في بنائه هو التكاتف والتكامل لقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلّم مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ولذلك فالرعاية الأساسية للأبناء أثرها يمتد لاصلاح الأسرة فإذا كان الصلاح الأسري قد أثر فيها قبل الزواج أتى ثماره بعد الزواج والأسرة هي المحضن الأول للتربية فإذا كان هذا المحضن صالحاً كانت الثمار يانعة والعكس صحيح,, وعدد الشيخ غازي أسباب هذا التفكك وقال إن من أهمها البيت فمن أهمل رعاية أسرته سواء أكان الأب أو الأم أو الولي أي كانت صفته فلاشك ان التفكك أمر وارد إلى جانب المؤثرات الخارجية لأن الحياة لها متطلبات وتختلف كل أسرة في ذلك حسب وضعها الاجتماعي، واستبعد الشيخ غازي ان يكون للثراء سبب فهناك من عاش في أسرة لها طابع الثراء ولكن الأساس في التربية سليم فكان النجاح طريقها أما إذا كان الأثر السلبي هو أساس التربية فيها فالعكس السلبي هو المؤثر.
ولم يستبعد أن تكون العادات الاجتماعية من هذه الأسباب المؤثرة في هذا الجانب وأكد ان وسائل العصر الحديثة والثورة المعلوماتية مثل البث الفضائي والانترنت لها أثر كبير وملموس لأنها للأسف الشديد تحمل عروضاً مغرية براقة وثقافات إباحية متحللة من كل القيود الدينية والاجتماعية والنفس البشرية بطبيعة الحال إذا لم يكن لها لجام يكبح جماحها ديني أو اجتماعي فهي أمارة بالسوء, وهذا الأمر يؤثر سلباً على الأسرة وتماسكها وليس معنى هذا أن التقنية الحديثة خالية من الفائدة.
ولكن للأسف بحجم بثها قليلة وأثرها محدود,, واعتبر الشيخ عازب أن الجانب المادي في حياة الأسرة وبالتحديد مرتب الزوجة عامل رئيسي في هذا الموضوع إلى جانب النمط السلوكي للأسرة ويرى اصلاح هذا الخلل بالعودة الصادقة إلى الدين الإسلامي والتمسك به ففيه الحلول الناجعة لكل هذه الأسباب وبدون ذلك لن يصلح الحال ولن تحلو الحياة ولن تستقر الأسرة الا مع هذا الدين تصديقاً لقول الحبيب محمد صلى الله عليه وسلّم لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها .
ضريبة التطور وثورة الاتصالات
فيما يؤكد الاستاذ / محمد عبدالله الحميد رئيس نادي أبها الأدبي وعضو مجلس الشورى سابقاً أن مجتمعنا الحديث يدفع ضريبة التطور والعلمنة وثورة الاتصالات ولن يكون أحد بمعزل عما يدور في الساحة إلا من عصم الله تعالى: ولذا لابد من تطبيق المثل المعروف الوقاية خير من العلاج .
ويرى الاستاذ/ الحميد أن واجب البيت والمدرسة في وقت واحد هو اعطاء الابن والبنت جرعات من النصائح والارشادات النابعة من العقيدة السمحة والمثل العليا مع المراقبة المهذبة وغير المباشرة للاطمئنان من وجود عدم الانجراف لاسمح الله وايضاح النافع والضار من وسائل التقنية المعاصرة.
دور التنشئة الأسرية
أما الاخصائي الاجتماعي بمستشفى الصحة النفسية بأبها محمد عبدالله المشعان فيرى أن التنشئة الأسرية تلعب دوراً أساسياً في سلوكيات الفرد والمجتمع ويقول ان شعور الأبناء بعدم الطمأنينة نتيجة المشاحنات المستمرة بين الوالدين يولد الاحساس بالضعف والخوف والحرمان وعدم تحمل المسؤولية وهذا يدفع الأبناء إلى طرق غير مشروعة كالسرقة والاعتداء على حقوق الآخرين وتخلق فيهم العداء للمجتمع انتقاماً لأنفسهم من تلك الشريحة التي يعيشون معها.
ويؤكد أن من أسباب تصدع أركان الأسرة الطلاق وتشرد الأبناء وحرمانهم من العطف والحنان والعائل الذي يهيىء لهم الحياة الاجتماعية الكريمة, ويعد المشعان العوامل التي تتسبب في تفكك الأسرة ومنها انشغال رب الأسرة عن ابنائه وأسرته وانفصال الوالدين بالطلاق، وعدم التوافق العاطفي بين الزوجين إلى جانب انحراف رب الأسرة أو الاهتمام باحدى الزوجات عن الأخرى وهضم حقوق أولاده من زوجاته الأخريات والتقصير في حقهم وعدم المتابعة ويجزم أن التطور العصري الحاضر والتكنولوجيا تتعارض مع قيم الأسرة ومع القيم التي اكتسبتها الأسرة من المجتمع الخارجي مما يجعلهم فريسة سهلة لكثير من الصراعات النفسية.
ويرى المشعان ان اصلاح هذا الخلل ان تتاح الفرصة لافراد العائلة في مناقشة أمورهم بكل صراحة ووضوح والحرص على عدم اظهار الخلافات العائلية امام الأبناء في البيت وخارجه والحرص على معرفة الأصدقاء لافراد الأسرة ووجود ولي الأمر ورب الأسرة في البيت بشكل دائم للإشراف والمتابعة وحل الخلافات أولاً بأول والمتابعة الخفية ومقاومة الأخلاق الرديئة وتوفير وسائل الراحة في البيت للأسرة.
ظاهرة غريبة
أما الوالد الشيخ احمد محمد عسيري فيقول هذه ظاهرة غريبة على مجتمعنا السعودي العربي المسلم بشكل خاص فالمعروف في هذا المجتمع التكاتف والتعاضد واعتقد أن تطور الحياة في المجتمع احد الأسباب ان لم تكن الرئيسية وطريقة كسب المعيشة وتعددها والانتقال من مكان لآخر لهذا السبب يجعل العائل ورب الأسرة بعيداً عن أسرته,.
وأجزم أن هذه الظاهرة محدودة جداً وخاصة في مجتمع المنطقة بحكم العادات والتقاليد الحميدة ولا أقول كل العادات والتقاليد لأن هناك أموراً في هذا الجانب يجب التخلص منها فهي مؤذية أكثر من أن تكون نافعة وأرى أن الحل والاصلاح لهذه الأمور يقع على عاتق الأسرة أولاً والمجتمع ثانياً فيجب أن تراعي الأسرة وتبحث عن كل مايقرب أفرادها وتبتعد عن كل مايفرقها وأن تأخذ الأمور بالتي هي أحسن والعودة الصادقة إلى ثوابت العقيدة الإسلامية ومنهاج الرسول الكريم صلى الله عليه وسلّم وعدم التشنج في الأمور وأن تكون الأسرة قدوة حسنة وخاصة رب الأسرة لكي يقتدي به الآخرون,, فلا يجب أن ننهي عن خلق ونأتي مثله,, والتضحية من الولي بالمال والوقت والجهد في سبيل المحافظة على أسرته، خاصة في المراحل الأولى المبكرة للأولاد والبنات ومسايرة الركب في كافة المراحل واختر ماهو مفيد ونافع من تطورات العصر وبما يتلاءم مع قيمنا وثوابتنا الإسلامية وعاداتنا وتقاليدنا الحميدة لكي تكون كما قال الله تعالى كنتم خير أمة أخرجت للناس والله الهادي إلى سواء السبيل.
دور البيت والمدرسة
فيما يرى الاستاذ/ عبدالله يحيى التيهاني معلم لغة انجليزية أن البيت والمدرسة لهما دور كبير ومهم في نشأة وتنشئة الجيل ويجب مراعاة مايقرب أفراد الأسرة إلى بعضها البعض والبعد عما يشتتها ويتفق التيهاني مع من يقول ان تطور العصر بثورته المعلوماتية سبب في تفكك الأسرة إلى جانب ظروف الحياة المعيشية التي تجعل رب الأسرة بعيداً عن بيته وأسرته ويدعو إلى الالتزام بالدين الإسلامي الحنيف وقيمه ومنهاج الرسول الكريم صلى الله عليه وسلّم.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved