أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 14th August,2000العدد:10182الطبعةالاولـيالأثنين 14 ,جمادى الاولى 1421

مقـالات

أريد أن أقول
إلى موعد ربما يطول!
الرياض هذه الأيام مصابة بالحمى فقد ارتفعت درجة حرارتها الى معدلات غير معقولة أدت الى الإضرار بالبيئة ووسائل التدفئة والذهاب للاستحمام ما بين ثلاث الى خمس مرات يوميا, هذا الأمر ليس مستغربا أبداً فالمناطق الحارة يكون جوها ساخنا صيفا، وأذكر هنا ان أحد العارفين بالأوضاع المناخية للعالم قال لي مطمئنا ذات مرة ان تلك الأحوال ستتغير رأسا على عقب خلال المائتين أو الثلاثمائة سنة القادمة، وبالتالي فالمسألة مسألة وقت لا أقل ولا أكثر، لكن الملفت أن هذه الحرارة المعتادة جاءت متوافقة مع سخونة غير معتادة للأوضاع في المحيطين العربي والدولي، إذاً لو راقبنا الوضع الكائن قليلا لوجدنا تلك الأصوات التي تقول بأن مفاوضات كامب ديفيد الثانية لازالت قائمة والدخول في حلول نهائية لقضية القدس المختلف عليها أصبح أمرا وشيكا جدا، بينما الأصوات الأخرى تعلن عن قرب إعلان الدولة الفلسطينية كما حدد لها، ومخالفة الرغبة الأمريكية الرافضة للقبول بحل من طرف واحد، على الجانب الآخر تشتعل المنافسة الرئاسية لخلافة كلينتون بسياسة: ارفع أوراقك الجاهزة وغير الجاهزة قبل نوفمبر!! والعرب أمام ما يحدث متوجسون خائفون أن يختل توازن القوى داخل الشرق الأوسط، وتصير الأدوار فردية للاعب واحد ضد مرمى فارغ وفريق منسحب، لذا فهم يجهزون لقرارات مصيرية تسابق الوقت أيضا لحماية أنفسهم مما سيسفر عنه نوفمبر المشؤوم، لقد تحول نوفمبر العربي الى الكونت دراكولا مصاص الدماء الأسطورة الشهير وبالذات مع احتمال الصعود الى الرئاسة، والمؤسف ان النسخة العربية ليست لأفلام دراكولا الجادة بل لفلمه الكوميدي الأخير!! الذي مسخ الشخصية المرعبة وأحالها لاطلال تثير الضحك والبكاء معا, كذلك التحقيقات الأمريكية بشأن قضية سقوط الطائرة المصرية شارفت على الانتهاء، وخطوطها العريضة والنهائية مثلما أعلن عنها، تستبعد إمكانية الخلل الفني وتقيم فرضية انتحار الطيار، بدليل مؤكد لا يقبل الجدل أو المناقشة ردد مرارا وتكرارا ولم يفهم جيدا وهو أنه نطق بالشهادة قبل وفاته! لا أدري حقيقة ما الداعي لأخذ المواضيع بصورة جدية أكثر من اللازم ما دامت النهايات واضحة ومعروفة، وما دام الإنسان العربي يشاطر نفسه العداء ولا ينظر للآخرين كيف يتربصون به ويدسون له الدسائس؟! ألا يكفي تأجيل النظر في قضايا البطالة والإصلاح الإداري وغيرها كمسائل اقليمية داخلية لدول المشرق والمغرب العربي، حتى نعتبر بأن الشمس لن تزور المساء العربية صباحا وتغادرها ليلا مثل بقية الناس، لأن سماءنا ببساطة ملحقة بالقطب المتجمد نهاره شهور ضوئية وليله شهور ضوئية! ألا ترضينا الصورة المشوشة للإسلام في الذهن الغربي، كي نرسم مونوليزا خاصة وفق التعابير السريالية الرمزية للرسوم التشكيلية! بحيث يكون أفضل ألوانها الأحمر بدرجاته المختلفة، وخطوط اطارها سوداء قاتمة! الواقع العربي باختصار حالة صعبة على التغيير، تماما كالسجناء الذين يعذبون داخل السجون فيتعودون التعذيب ثم يغادرون السجون، وإذا لم يجدوا أحدا ليقوم بتعذيبهم قاموا هم بذلك! طبعا تلك مأساة قررت لأجلها التوقف عن الكتابة فأما أن ينصلح الحال او ينقضي عمري,, أراكم على خير بإذن الله والى موعد ربما يطول قليلا، سامحوني والعذر موجه لكم وللسيد رئيس التحرير بخاصة.
خلدون السعد

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved