| العالم اليوم
* غزة/ عماد الدريملي د,ب,أ
توافد الآلاف من المواطنين الفلسطينيين يوم الجمعة إلى مدينة القدس لأداء الصلاة في المسجد الأقصى استجابة للنداء الذي دعت إليه حركة المقاومة الإسلامية حماس والعديد من المنظمات الأهلية الأخرى للتأكيد على التمسك بالمسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية في القدس.
ويأتي ذلك في الوقت الذي تعيش فيه المدينة المقدسة أجواء مشحونة، وتوتر لم يسبق أن عرفته منذ احتلال اسرائيل للشطر الشرقي من القدس عام 1967م.
وكثف الجيش الإسرائيلي وقوات حرس الحدود من تواجدها في المدينة وقامت بالتدقيق في البطاقات الشخصية لكل من يمر داخل المسجد من جميع أبوابه.
وأعلنت دائرة الأوقاف الإسلامية استمرار قرارها الذي أصدرته يوم الخميس بمنع دخول أي شخص غير مسلم باحة الحرم القدسي الشريف، في أعقاب محاولات متطرفين يهود من جماعة جبل الهيكل اقتحامه للصلاة فيه بمناسبة ذكرى التاسع من آب أو ذكرى خراب هيكلهم الأول والثاني على يد الرومان عام 70 ميلادية.
وشن خطباء المساجد وخصوصا خطيب المسجد الأقصى في صلاة الجمعة هجوما عنيفا على الكيان الإسرائيلي وحاخامات إسرائيل الذين نعتوهم بالعنصريين ومحاولاتهم تزوير التاريخ .
وفند هؤلاء بقرار الحاخامية الرئيسية اليهودية الشروع في مخططات لإقامة كنيس يهودي في محيط الحرم القدسي الشريف .
وقال الشيخ إسماعيل نواهضة خطيب المسجد الأقصى لقد تجاوز هؤلاء الحاقدون العنصريون بأعمالهم كل الأعراف والمواثيق الدينية والدولية وضربوا بها عرض الحائط.
وحذر بقوله: إن خُيل للطغاة الجبارين وللأبطال المصنوعين على عين الصليبيين وغيرهم أنهم بالغوا هذا الهدف البعيد فليستعدوا إلى حرب من الله وجرى قدر الله أن يظهر هذا الدين وأن ينتصر.
وقال وإن مثل هذه الاعتداءات والانتهاكات لا تتوقف إلا من خلال رد فعل عربي وإسلامي غاضب مثل رد فعل القائد الإسلامي صلاح الدين الأيوبي الذي حرر مدينة القدس من الصليبيين.
وعكست الصحف الفلسطينية الصادرة يوم الجمعة القلق والغضب الشديدين اللذين يسودان الشارع الفلسطيني من تصاعد وتوالي الأنباء بشأن المكان المحدد لإقامة كنيس يهودي.
ويتزامن ذلك مع أنباء صحفية نقلتها وسائل الإعلام الإسرائيلية حول وجود مفاوضات سرية بين مفاوضين فلسطينيين وإسرائيليين لبناء كنيس في محيط الحرم غير أن المسؤولين الفلسطينيين رفضوا هذه الأنباء على أساس كونها بالونات اختبار جديدة من قبل الإسرائيليين .
ونددت الصحف الفلسطينية بهذه المحاولات معتبرة أنها محاولات فاشلة وقالت وسيتصدى المسلمون المرابطون في القدس وسائر فلسطين لكل المحاولات الرامية إلى المساس بعقيدة المسلمين وكرامتهم .
واعتبرت صحيفة القدس في افتتاحيتها اليومية المخططات الرامية إلى إقامة كنيس يهودي داخل الحرم القدسي الشريف خطيرة لا تقل خطورتها عن إعلان حرب .
ودعت الصحيفة السلطات الإسرائيلية أن تضع نصب عينيها أن القدس العربية والأماكن المقدسة بها قد احتلت عام 1967م ومن ثم فإن قرارات الشرعية الدولية التي طالبت بانسحاب القوات الإسرائيلية من كافة الأراضي العربية المحتلة تنطبق على القدس.
وقالت إن المحذور الأكبر الذي يتوجب على إسرائيل توخيه وتجنب مواجهته هو ما سيترتب على أي محاولة تقوم بها لتنفيذ مخططاتها داخل المسجد الأقصى المبارك من إثارة وتفجير لمشاعر العرب والمسلمين.
وحذرت من أن ذلك سيؤدي لا محالة إلى نسف عملية السلام نهائيا وإشعال حروب وكوارث قد لا تقتصر على المنطقة وحدها,, وستكون بداية لمرحلة قاتمة لن يعرف أحد كيف ستنتهي ,غير ان الرد الأعنف جاء على لسان حركة حماس التي دعت في بيان لها إلى التصدي بحزم للأخطار التي تحدق بالمسجد الأقصى والدفاع عنه.
كما دعت جماهير الأمة العربية إلى التعبير عن موقفها وإسماع صوتها لقادة الأمة ومطالبتهم بالوقوف أمام هذه المحاولات وقطع أية علاقات مع دولة العدو الصهيوني وطرد سفراء الاحتلال من الدول التي أقامت معه علاقات.
وأعلنت الحركة عن فتح باب الجهاد للتدريب والإعداد لحماية القدس والأقصى وبذل الأرواح رخيصة في سبيله.
ويقول أبو محمد قراعين أحد المواطنين أثناء توجهه للصلاة في الأقصى إن هذا المسجد مسجد إسلامي ومسرى النبي محمد وأولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين وسيبقى كذلك حتى لو بقي مسلم واحد في هذه الأرض .
واستبعد أبو محمد أن يكون هناك حل في القدس إلا بعد حرب بين اليهود والمسلمين يكون فيها النصر حليف المسلمين .
وقال ما فيش حل في القدس لأنها وقف إسلامي,, وإذا كان اليهود نفذوا أهدافهم فهذا معناه إن الآخرة اقتربت .
ويقول أمجد السمهوري بعد أن فرغ من تفتيش بطاقته من قبل الشرطة الإسرائيلية عند باب المغاربة القدس لن تكون لهم بأي حال من الأحوال لأن القضية قضية إسلامية وليست قضية عربية أو فلسطينية والحل مع اليهود هو حل وجود وليس حل حدود .
وبين رد الفعل الفلسطينية من جهة وتصاعد الحملة الإسرائيلية ومحاولات المتطرفين اليهود ايجاد موطىء قدم لهم في الحرم القدسي الشريف من جهة أخرى فإنه بات من الصعب الآن التوصل إلى اتفاق قريب بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي حول القدس.
يذكر أن القدس تعتبر أكثر القضايا تعقيداً ومن المستبعد التوصل لحل وشيك حولها بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على الأقل قبل الثالث عشر من سبتمبر القادم وهو الموعد النهائي الذي قال الفلسطينيون إنهم به سيعلنون دولتهم المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية.
|
|
|
|
|