|
| الريـاضيـة
*كتب يوسف العيسى
الاستاذ ابراهيم بن محمد التركي يعتبر من معاصري كرة اليد السعودية حيث بدأ معها لاعباً فحكما ومن ثم رئيسا للجنة الحكام الفرعية بالقصيم وعضو اللجنة الرئيسية وحاليا محاضر في مجال اللعبة حيث يعتبر اول محاضر سعودي في كرة اليد بالاضافة الى تأليفه لعدد من الكتب ومنها موسوعة قواعده كرة اليد وفن ادارة المباريات حيث استعان الاتحاد الدولي لكرة اليد ببعض النقاط الهامة التي تم شرحها لحكام بطولة العالم خاصة التي اقيمت في جمهورية مصر واثناء بطولة العالم للشباب التي اقيمت في دولة قطر بالاضافة الى تلقيه العديد والعديد من خطابات الشكر ومن شخصيات هامة في الاتحادات الدولية والعربية والخليجية ومن فرط اهتماماته في لعبة كرة اليد فهو دائما مع اللعبة في كل مكان وعلى نفقته الخاصة!!
من هذا المنطلق حاولنا ان نسلط الضوء أكثر على هذه اللعبة التي بدأت تشق طريقها لتحتل المركز الثاني بعد كرة القدم.
* المنتخب السعودي ينخرط في معسكرات ومشاركات خارجية متواصلة هل لنا ان نعرف وجهة نظرك الخاصة؟
لقد مررت بهذه التجربة عندما كنت لاعبا ومن ثم مدربا وحكما ومن وجهة نظري فأنا ضد المعسكرات الطويلة لأنها تسبب حالة نفسية للاعب وتؤثر عليه سلبا فتنعدم الاستفادة من هذا المعسكر فاللاعب بعيد عن اهله ووطنه ويعيش في اجواء مختلفة تماما بالاضافة الى الجهد الكبير المبذول من خلال التمارين واللقاءات هذا اذا سلم اللاعب ايضا من الاصابات التي قد يتعرض لها اثناء المعسكر وما اكثرها وقد يكون لعامل الملل دور كبير في انخفاض المستوى.
لذا يلاحظ بين الحين والآخر كثرة اعتذارات اللاعبين عن الالتحاق بالمنتخبات خوفا من طول المعسكرات وخير دليل على ذلك مشاركتنا الاخيرة في بطولة العالم الاخيرة التي اقيمت في مصر حيث سبق هذه البطولة معسكرات طويلة لا فائدة منها ولا تنس ايضا التكلفة المالية.
لذا فأنا من المؤيدين لإقامة المعسكرات الداخلية القصيرة حيث تتوفر لدينا المنشآت الضخمة مع جلب فرق عالمية حتى تكون الجماهير على مقربة من منتخباتها الوطنية وكذلك اقامة بطولات دولية مصغرة.
* الدوري الممتاز لكرة اليد شهد خلال الموسمين الماضيين هبوطا في مستوى اللعبة فما هو السبب؟
انا في اعتقادي ان الاتحاد السعودي لكرة اليد اتجه في الآونة الأخيرة اتجاها كليا لإعداد المنتخبات مع التفكير في المشاركات الخارجية وتناسى الاساس واعني فرق الدوري الممتاز والاولى والدرجة الثانية حتى اصبح البرنامج الداخلي للفرق مهزوزاً ومشاكل الاندية مع الاتحاد والحكام تزداد وليس لدى الاتحاد برامج علاجية أو حتى وقائية او لجنة لدراسة مشاكل كرة اليد وتطوير اللعبة.
وسبق ان اشار رئيس الاتحاد الى هذه النقطة بوضوح والثقة قائمة في الاتحاد السعودي على العمل لاعادة توازن اللعبة من جديد وتشكيل لجان من اصحاب الكفاءات العالية والتخصصات الذين يستطيعون اعادة الكرة في الأندية الى المسار الصحيح وسبق ان اشرت قبل سنوات وعبر صفحات هذه الجريدة وقلت بالحرف الواحد ان كرة اليد سوف تشهد تراجعا في مستواها بسبب برامج الاتحاد وفعلا حدث ما توقعناه واعترف بذلك الرجل الاول بالاتحاد, والسبب ان معظم رموز كرة اليد القدماء اصبحوا كالغرباء فذهبت خبراتهم هباء منثورا فيما لو تمت المقارنة مع العاملين حاليا في لجان الاتحاد.
* بصفتك كحكم دولي سابق ورئيس للجنة الحكام الفرعية وحاليا محاضر ما رأيك في مستوى حكام كرة اليد؟
الملاحظ على معظم الحكام وخصوصا الخليجين ان اطلاعهم على علوم كرة اليد وأساليبها الحديثة قليل جداً فالحكم بأمس الحاجة الى الإطلاع ليستفيد منه خلال قيادته للمباريات وتعامله مع اللاعبين والمدربين والجهاز الاداري حتى الجماهير فالاطلاع فقط على مادة القانون لا يكفي فسلاح العلم والمعرفة من خلال الاطلاع المستمر على خطط اللعبة واساليبها الحديثة التي ينتهجها المدربون الى جانب الرغبة الحقيقية والطموح للوصول الى صفوة الحكام هذا للاسف ما يفتقد اليه معظم الحكام!! حيث ينحصر هدفه الوحيد على الحصول على الشارة الدولية فقط ثم يميل الى التكاسل الذي لن يكون ابدا في مصلحة اللعبة.
لذا يجب على الحكم الاطلاع على المباريات التي ادارها واستشارة اصحاب الخبرة والمقدرة على التوجيه وان يكون هدفه الحقيقي في كل مباراة تقليل الاخطاء التحكيمية وان يعيش في جو المباراة حتى يتمكن من مشاركة اللاعبين والمدربين والجماهير مشاعرهم وأود في هذه المناسبة ان انصح لجنة الحكام على ان يبحثوا عن حكام يدخلون هذا المجال في سن الشباب مع وجود حكام بجانبهم اصحاب خبرة ومقدرة مع تكثيف الدورات بأنواعها لتوعية الحكم.
* ما هو السبيل من وجهة نظرك لتطوير مستوى اللعبة او اعادتها الى مسارها الطبيعي؟
كما ذكرت مستوى اللعبة للأسف الشديد ضاع في زحمة المشاركات الخارجية الى جانب عدم وجود لجنة لتطوير اللعبة هذا بالاضافة الى ضعف مستوى اللجان بالاتحاد دون تطلعات تذكر يعقبها بين الحين والآخر قرارات ارتجالية تعيق مسار اللعبة وتطورها, كذلك مستوى التحكيم وما يصاحبه من مشاكل بصفة مستمرة اثرت بالتأكيد على علاقة الاندية بالاتحاد!!
النهوض بمستوى اللعبة يجب ان يكون اساسه من داخل اتحاد اللعبة وذلك من خلال تجديد دماء اللجان بكفاءات رياضية قادرة على وضع البرامج والتطلعات المستقبلية للعبة ودراسة اوضاعها داخل الاندية وهذا الاهم والعودة للاهتمام باللعة عن طريق المدارس والمعاهد والجامعات,, الخ والعمل على اعادة منتخبات المناطق لجميع الدرجات للتعرف على المواهب عن قرب والموجودة داخل الاندية البعيدة عن الانظار حتى يتمكنوا من ايجاد الفرصة.
ايضا يجب النظر في طريقة الدوري العام ودوري المناطق, ويجب الاستعانة بالكفاءات واصحاب الخبرة والأهم أن يتقبل اعضاء الاتحاد النقد الهادف لتطوير اللعبة والتخلي عن مبدأ (أن لم تكن معي فأنت ضدي!!),وأهم من هذا وذلك الاهتمام بالاندية التي تتبنى اللعبة ودعمها وتشجيعها ومد يد التواصل معها وخصوصا الاندية ذات الشعبية الكبيرة للوصول لهدف واحد وهو الرفع من مستوى كرة اليد السعودية.
|
|
|
|
|
