| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,, وبعد
في ظل هذا الزمن الملىء بالمؤثرات بل والمتغيرات يظل مجتمعنا المسلم بشكل عام ومجتمع ممكلتنا بشكل خاص اكثر ثباتا واقل تغيرا من غيره يرجع ذلك الى تمسكه بالكتاب والسنة.
ولكن للاسف ان البعض ممن ينتسب الى مجتمعنا قد ينظر الى الامور الحياتية والاجتماعية بنظرات يشوبها شيء من هذه المتغيرات بل لا تتوافق هذه النظرات مع مقاصد الشرع او تخالف مبادئه ولعلي في هذه العجالة ان اطرح بعض النظرات وبعض التصرفات التي نطمح الى تغييرها وتصحيحها مع العلم ان هذه النقاط متفرقة في نواحي شتى فليتحمل القارىء العزيز تنقلي من موضوع الى آخر على ان يكون ذلك على عجل:
1) نظرة المجتمع الى المرأة المطلقة وكأنها عنصر قد انتهى من المجتمع بل قد يهزأ بها في المجالس او يترحم عليها، وانعكست هذه النظرة على الخاطبين واولياء امورهم في البعد عن خطبة المطلقة هذه النظرة القريبة من السطحية ان لم تكن كذلك ناتجة عن الاعتقاد ان اسباب الطلاق ناتجة من جهة المرأة التي لم تنجح في تسيير دفة الاسرة.
ولهؤلاء نقول رويدكم ايها الاحبة فان اسباب الطلاق كثيرة وربما ردت المرأة الى اهلها من غير ذنب ارتكبته كما ان للمرأة المطلقة حقوق نص عليها الشارع الحكيم ومن ذلك حقها في حياة زوجية اخرى.
2) نظرة البعض للرجل المطلق وكأنه ارتكب جرما عظيما او انه مريض نفسيا او منتكس دينيا فإذا قيل له ان فلانا طلق زوجته تعوذ بالله وبين انه كان يشعر بهذا التغير منذ زمن او ربما قال نسال الله الثبات او ما اشبه ذلك.
وينبغي ان يدرك اصحاب هذه النظرة ان كل انسان له ظروفه الخاصة به وله الحق في الطلاق، فلا تشغل نفسك بالتفكير في اسباب ذلك، كما انك ربما اغتبت هذا الرجل وتكلمت في عرضه مما يعرضك للاثم.
3) نظرة البعض الى بعض الاخلاق الحميدة انها ضعف شخصية او انها من نقاط الضعف لدى المتصف بها فربما سئل احدهم في بعض المقابلات عن نقطة ضعفه فيقول: (اني حبيب زيادة على اللزوم).
قال عليه الصلاة والسلام: (ألا اخبركم بأهل الجنة كل ضعيف متضعف لو اقسم على الله لابره الا اخبركم بأهل النار كل عتل جواظ مستكبر).
ان التواضع واللين والحلم والتغافر بين المجتمع المسلم من صفات قوته واسباب عزته والمتحلي بهذه الصفات يغبط عليها، ولا يفهم من كلامي هذا انني ادعو الانسان ان يكون محط الاذلال والاهانة بل المقصود تبادل اسباب المحبة مع اخوانك المسلمين.
4) البعض ينظر الى امور الدين بمنظار وامور الدنيا بمنظار آخر فمثلا لو اتيت تنهاه عن منكر او معصية ظاهرة لقال لك انني افضل من غيري انظر الى فلان وفلان ممن وقعوا في معاصي كثيرة وان نظرت اليه في امور دنياه تجده يكد ويكدح وان سألته عن اسباب ذلك قال لك الا ترى فلانا كم يملك من الارصدة والعقارات,, الخ.
سبحان الله اين ذهبت هذه النظرة العلوية عن امور الاخرة ونحن بذلك لا ننهي عن طلب الرزق ولكن القصد والتوازن واعطاء كل شيء حقه امور مطلوبة.
قال عليه الصلاة والسلام: (انظروا الى من اسفل منكم ولا تنظروا الى من هو فوقكم فهو اجدر ان لا تزدروا نعمة الله).
5) ومن التصرفات الخاطئة اهمال كثير من الناس للمعاملة الحسنة مع بعضهم ويتضح ذلك جليا في ممارسة الحاجات اليومية الدنيوية حيث يطغى حب الدنيا والحرص عليها على حقوق الناس ومعاملتهم وامثلة ذلك كثيرة فمثلا عند الاشارات المرورية تجد الممارسات الخاطئة تجاه الواقفين امامه او خلفه وربما الذي بجواره لم يسلم من النظرات الغريبة التي لا يسبقها سلام ولا يعقبها كلام وكذلك ما نراه في الطرق والاسواق من حصول المشادات الكلامية وربما تمتد الى اليد لاسباب حقيرة وامور تافهة ويا ليت شعري كيف نلوم الاطفال الذين تحصل منهم هذه التصرفات اذا كان اولي النهي قد سبقوهم قال عليه الصلاة والسلام (الدين المعاملة).
6) ومن النظرات الخاطئة ايضا النظر الى الغرب نظر اجلال واعظام بغض النظر عن دينه بل قد يعلم بعض اصحاب هذه النظرات ان هذا الرجل الغربي غير مسلم بل ومن اعدائه قال تعالى (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصاري حتى تتبع ملتهم,, الآية).
بل العجيب انه يثني عليهم ويمدح حسن تعاملهم واخلاقهم ونسي انه بهذا الثناء يقدح في نفسه المسلمة فديننا هو دين الخلق والتعامل ونحن الذين فرطنا في ذلك وان كان هذا المخدوع قد غره ان هذا الغربي قد ادى حقه وتعامل معه معاملة حسنة فليتذكر ان هذا الغربي لم يؤد حق الله عليه بل كفر بالله وبرسوله صلى الله عليه وسلم.
فهلا سعينا أيها الأحبة ان نصحح هذه النظرات التي قد تفسد علينا ديننا وعقيدتنا ومجتمعنا نسأل الله العون والسداد.
متعب محمد الرشود الرياض متوسطة حي السلام
|
|
|
|
|