| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله
الأمير الشاعر محمد بن أحمد السديري يرحمه الله غني عن التعريف والمدح والإطراء ولكن ذكريات الصبا والشباب لها طعم ومذاق خاص معه لأنه يتصف بصفات وسجايا حميدة قل أن تجدها عند غيره فهو شاعر مبدع وكريم وسخي وفارس شجاع ورياضي قوي، عرف عنه حبه للخيول الأصايل والهجن النجايب، مولع بالصيد والقنص، نفسه أبية تأبى الظلم والضيم ويكره الدنايا والرذائل ويحب مجالسة كرام القوم وعليتهم أنا حقيقة لم أعاصر حياته وشبابه الأول فهو يكبرني بعشرين سنة فهو من مواليد 1335ه وأنا من مواليد 1354ه ولكنني عرفته شاباً يافعاً قد بلغ الخامسة والعشرين من عمره يمتطي صهوة جواده ويسابق اقرانه فيسبقهم واذكر مرات عديدة انني شاهدته يأخذ الريال الفرانسي الذي وضع له على الأرض وهو على ظهر حصانه ومرمره ووقف مع أخي عبدالعزيز وكان من مواليده واركبني على جواده، وهو ممسك بلجامه وعمري حوالي ست سنوات ففرحت لهذا فرحاً شديداً وأذكر أنه نظم مسابقة جري على الأقدام بينه وبين صديق عمره محيسن الحيدر رحمه الله وصديقه الآخر محمد الصالح المنصور رحمه الله وأخوين من البدو اسم احدهما محداء واسم الآخر صنهات وكان السباق في مكان يقال له السهلية والمسافة 250 بوع والحكام ابو البدويين واثنان من أهل الغاط والمشجعون شباب الغاط وبعض البدو والغاطيين على حياة الغاط وجاء الأول في السبق محمد السديري والثاني محداء والثالث محيسن والرابع محمد المنصور والخامس صنهات، كما أنه مصارع قوي فقد جاء مرة ثلاثة شبان من البدو وهو مع أصدقائه في مكان يقال له الزويليه فقال تطارحونا يالحضر أنت يالسديري وخوياك فقال لهم نعم نطارحكم وصارعهم واحدا بعد الآخر وصرعهم جميعاً وكان رحمه الله رامياً ماهراً لا يخطئ الهدف فقد شاهدته مرات عديدة مع أقرانه يضعون الشارة ويرمونها وكان يصيبها بعضهم ويخطئها الآخر أما هو فلا يخطئها أبداً وكان يدرب من لايجيدون الرمي وإصابة الهدف وكان يجتمع مع بعض الشعراء في أماكن عدة في الزويليه أو في السهليه أو في البطحاويه أو في الحوطه يتسامرون وينشدون الشعر وكانت قلوبهم طاهرة وضمائرهم حية لم تطغ على حياتهم المادة فرحم الله الأموات ومتع بالصحة والعافية الأحياء.
والله المستعان
محمد بن عبدالله الفوزان محافظة الغاط
|
|
|
|
|