| متابعة
* القدس هاوارد جولر رويترز
في بداية حياته العملية اختار شلومو بن عامي السياسي الاسرائيلي المعتدل العمل في مجال تدريس التاريخ لكن بعد تعيينه قائما بأعمال وزير الخارجية فانه قد يسهم في صنع التاريخ, ويشير تعيين بن عامي المغربي المولد البالغ من العمر 57 عاما في المنصب الذي شغر باستقالة وزير الخارجية دافيد ليفي بسبب خلاف حول خطوات السلام الى ان رئيس الوزراء ايهود باراك عازم على المضي قدما في محادثات السلام مع الفلسطينيين, تولى بن عامي منصب وزير الأمن العام منذ 13 شهرا عندما وصل باراك للسلطة وسيحتفظ بهذا المنصب الى جانب عمله الجديد بالخارجية.
ولعب بن عامي الهادىء الطبع دورا رئيسيا في عملية السلام منذ ان اوفده باراك للسويد لاجراء محادثات كانت سرية في ذلك الوقت مع الفلسطينيين وكان كبير المفاوضين الاسرائيليين في قمة كامب ديفيد للسلام في الشرق الأوسط الشهر الماضي.
وأعلن مكتب رئيس الوزراء نبأ تعيين بن عامي في الوقت الذي بدأ فيه جولة تشمل تركيا واسبانيا وايطاليا والفاتيكان والاتحاد الأوروبي ردا على حملة فلسطينية تهدف لتحميل اسرائيل مسؤولية فشل القمة التي استمرت 15 يوما.
والعمل الدبلوماسي ليس بجديد بالنسبة له فقد عمل سفيرا لدى اسبانيا في الفترة من 1987 الى 1991م وكان عضوا في وفد اسرائيل لمؤتمر مدريد عام 1991, ويتحدث بن عامي العبرية والفرنسية والاسبانية الى جانب الانجليزية لغة الولايات المتحدة الأمريكية الحليف الأكبر لاسرائيل وهو ما يضيف اليه نقطة تميزه عن ليفي, ولكن يبقى ان نرى الى متى سيشغل هذا المنصب.
فباراك يواجه احتمالات اجراء انتخابات مبكرة في الأشهر القليلة المقبلة بعد ان أبدى استعداده لتقديم تنازلات للفلسطينيين كلفته فقد وزير خارجيته واحزاب اليمين التي خرجت من ائتلافه الحاكم الى جانب فقد أغلبيته في البرلمان.
هاجر بن عامي لاسرائيل قادما من المغرب عام 1955 وحصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة اكسفورد وعمل أستاذا للتاريخ بجامعة تل أبيب وألف ثمانية كتب عن تاريخ أسبانيا واسرائيل وايطاليا.
دخل بن عامي البرلمان عام 1996م وأدى اتجاهه الأكاديمي فضلا عن كونه من يهود السفارديم ذوي الأصول الشرقية الأقل حظا في اسرائيل من المنحدرين من أصول غربية الى زيادة شعبيته داخل حزب العمل الذي يتزعمه باراك, فقد حصل على أغلب أصوات أعضاء الحزب المسجلين وعددهم نحو 170 ألفا في انتخابات البرلمان العام الماضي, ونظرا لاعتباره ضمن اللوبي الاشتراكي داخل الحزب ترددت شائعات العام الماضي عن ترشيحه لمنصب وزير المالية وشعر المستثمرون في اسرائيل بالقلق من تشجيعه لخفض اسعار الفائدة وزيادة مستوى التضخم الذي تستهدفه الحكومة.
لكن بن عامي يرى كذلك ان نجاح عملية السلام من شأنه دعم الاقتصاد.
وهو يردد رسالة وجهها وزير الخارجية المعتدل الأسبق شمعون بيريس مفادها ان الحكومات الأجنبية لن تنقذ الشرق الأوسط بل ان الأعمال المحلية الساعية للربح هي التي يجب ان تكون أساسا للتعاون الاقليمي.
ولا ينمق بن عامي كلماته,.
ففي مايو أيار الماضي عندما كان باراك يحاول تعزيز حكومته الهشة قال : أروني رئيس وزراء اسرائيليا واحدا في الأعوام الأخيرة لم يكرس نصف وقته في مجرد محاولة البقاء في السلطة,, الديمقراطية الاسرائيلية مريضة,, مريضة للغاية .
وفي مارس اذار عندما اختتم البابا يوحنا بولس الثاني اول رحلة حج بابوية للأراضي المقدسة منذ 36 عاما قال بن عامي وقعنا في غرام الرجل,, انه شخص غير عادي مفعم بالنوايا الطيبة, رجل عدالة وطيبة قلب .
ومن ناحية أخرى عندما تردد ان شيخا اسلاميا بارزا بالقدس قال ان اسرائيل بالغت في تصوير اضطهاد النازي لليهود من أجل كسب تعاطف دولي قال بن عامي انصح المتحدثين الاسلاميين بألا يتدخلوا في هذه النفايات من الكتابات أو التأويلات التاريخية .
|
|
|
|
|