| القرية الالكترونية
الفارق المبدئي لدي ولدى جل القراء معلوم، لكنه سؤال يرد إلى ذهني حين أرى الحاسبات تباع بالطريقة ذاتها التي تباع بها الطماطم وغيرها من المواد الاستهلاكية وذلك على أساس العبارة التسويقية الدراجة: (كومك وريالك).
الحاسبات كغيرها من مقتنيات العصر لا ينبغي أن تباع وتتداول بنفس الطريقة التي تباع المواد الاستهلاكية حتى ولو كان المكسب المادي هدفا للبائع في الحالتين فاتحاد الهدف من التجارة لا يعني اتحاد الاسلوب الذي يتبعه التجار.
حين يقدم تاجر الحاسبات بضاعته فإنه ينبغي في حسبانه الكثير من الأمور التي لا أظنها تخفى على الجيل الجديد من المستثمرين الذين اقترنت رغبتهم في المكسب المادي بالمعرفة الإدارية والتسويقية والتخطيطية، وقبل ذلك كل المعرفة التقنية ووضعها حيز التنفيذ.
إن من الجوانب التي ترسم الخط الفاصل بين بيع الطماطم وبيع الحاسبات أن علاقة بائع الطماطم بالمشتري تنتهي بمجرد نقل البضاعة إلى المنزل فيها عدا الرغبة لدى المشتري في العودة لذلك البائع دون غيره، أما إذا كان الحاسب الآلي هو البضاعة، فإن اقتناءه ينبغي أن يشكل بداية العلاقة وليس نهايتها فابتداء من تلك اللحظة، تبدأ مسؤوليات البائع في تقديم الدعم الفني للبرامج وللجهاز حسب المدة التي يتفق عليها للدعم الفني التي تصل إلى عام في المعتاد.
إن بائع الحاسبات يختلف عن غيره لأن مايبيعه يعد تقنية متقدمة يعتريها الكثير من الاختلاف عن غيرها من المقتنيات الإلكترونية، فالحاسب الآلي لا يتمتع بالثبات والصلابة التي يتمتع بها التلفاز أو الراديو كجهاز يقتنيه مختلف الناس ولا يجد أكثرهم صعوبة في تشغيله أو التعامل معه، بينما لا ينطبق الحال على الحاسب الآلي ومقتنيه الذين قد لايكون لهم سابق خبرة في التعامل معه، لذا، فإن على بائعي الحاسبات أ لا يتعاملوا مع عملائهم كغيرهم من التجار، بل يضعون في حسبانهم أن كل جهاز يخرج من محلاتهم يؤسس جسراً من التواصل يقدمون من خلاله الخدمات التي تستمر وتثمر معرفة وخبرة ترغب المشتري في استمرار التعامل مع هذا التاجر وإحالة الآخرين إليه، وما أدراك ما أهمية هذا الجانب على وجه الخصوص.
إن تقديم الدعم الفني للمشتري ليس خسارة يتكبدها التاجر، بل هي استثمار بعيد المدى، ولكن أين من يملك الصبر والرغبة وبعد النظر لانتظار نتائج هذا الاستثمار؟ الكثيرون يرددون: (اللهم ارزقني واعجل).
ومن خلال جولاتي على منتديات الحوار التقنية، لمست من مختلف المتحاورين أن أكثر العوامل التي تدفع البعض للتوصية بالتعامل مع مزود إنترنت أو تاجر حاسبات دون غيره نوعية ومستوى الخدمة التي يتلقاها العميل بعد أن يقع اختياره على ذلك التاجر، فقد انهارات أسماء لامعة في تجارة الحاسبات والتزويد بخدمة الإنترنت حين تعلق الأمر بمستوى الخدمة بعد الاشتراك أو البيع، ولو أن بعض هؤلاء التجار ألقى نظرة إلى تلك المنتديات لرأى فيها ما يدعوه إلى تغيير سياسته والانتباه إلى ما فيه مصلحته التي ينبغي أن تقوم على اقتسام المصالح مع عملائه فليس من الحصافة ولا بعد النظر أن يحصر التاجر حسن المعاملة والعناية الفائقة بالمرحلة التي تسبق اقتناء الجهاز أو طلب الخدمة، فخسارة عميل الحاسب الآلي ليست كخسارة عميل الطماطم، فالأول يملك القدرة على تشويه سمعة التاجر على نطاق واسع يشمل منتديات الحوار، وشبكات التخاطب المتناوب والحوار الحي، هذا بخلاف معارفه وأقرانه الذين لن يترددوا في قبول نصحه بالابتعاد عن ذلك التاجر.
وقد سمعت في المقابل عن بعض شركات الحاسب الآلي التي حصلت على قبول واسع وسمعة فائقة بين مختلف العملاء الذين أجدهم يقدمون النصائح باختيار شركات معينة لحسن خدماتهم بعد البيع بتقديم الدعم الفني والسعي لإرضاء العمل بأقصى قدر ممكن، وذات الحال ينطبق على مزودي خدمات الإنترنت الذين وصل الحال ببعض عملائهم إلى إنشاء صفحات على الإنترنت لتقييم مزودي الخدمة وما على الراغبين في الاشتراك إلا زيادة تلك المواقع والاطلاع على التقييم ثم الاتجاه إلى من ارتفعت اسهمهم لثبات مستوى الخدمة وتميزها ونالوا الحظ الأوفر من تأييد القراء على ضوء ما وجدوه من حسن معاملة أو معاناة.
وللتواصل يمكنكم الكتابة لـ Khalid@4u.net
|
|
|
|
|