| المجتمـع
* كتب احمد حسن القرني
قال اللواء سعد بن عبدالله التويجري مدير عام الدفاع المدني بالنيابة ان الامن الوقائي يعتبر من اهم ما يجب ان يلتفت اليه المجتمع في حداثة المستجدات التطورية للحياة العصرية، حيث انه يقي من كوارث الحريق وتطوراتها ان حدثت لا قدر الله تعالى وللامن الوقائي محاور متعددة منها ماهو قبل وقوع الحدث ومنها ماهو اثناءه ومنها ماهو بعده.
واضاف اللواء التويجري اما ما قبل حدوث الحدث فيرتكز على دور الاعلام والتوعية الاعلامية مما له من اثر كبير على تحفيز المجتمع بكافة مؤسساته في اتخاذه للضروريات الاساسية لتفادي المواد المحفزة لتفادي الخطر, فعلى سبيل المثال لا الحصر,, ان كمية وطبيعة المباني هي من اكثر العوامل المتحكمة في مدى خطورة الحريق واستمراره فيجب ان تكون لعناصر انشاء المبنى درجة مقاومة للحريق تتناسب مع الحمولة الحرارية والمحتمل ان تنتج عند احتراق محتويات المبنى وهذا يتم من خلال دراسة انشاء هندسة المباني والتفصيل في ذلك يحتاج الى دراسة علمية ميدانية لذوي الاختصاص في الامر ، ثم عرض النتائج على افراد المجتمع من خلال وسائل الاعلام المختلفة والسعي على اخذ الاحتياطات الواجب اخذها عند الانشاء، هذا من ناحية ومن ناحية اخرى فان الموطن والمقيم هو في احوج ما يكون للوقاية التوعوية حيث انه هو اقدر فئات المجتمع حماية لنفسه من الخطر اذا ما زود بالمعلومات الكافية لتفادي الخطر, واشار الى ان الحريق اذا حدث فان عنصر الوقت له دوره المهم في تفادي تفاقم الخطر حيث يجب ان يدرك المواطن ان سرعة الاشتعال لا يفوقها سرعة في حالة حدوث الحريق والاهم من ذلك سرعة انتشار الدخان الذي يصعب تفريغه من المبنى الا بعد جهد ليس بالبسيط بواسطة استخدام اجهزة شفط الدخان والتهوية الجيدة للموقع.
وذكر ان استنشاق ابخرة الغازات المتصاعدة من النار تؤدي الى الوفاة مباشرة بعد نشوب الحريق بخمس دقائق فقط، فمن واجبات الشخص عند اكتشافه للحريق ان يهرع الى تشغيل اجهزة الانذار ان وجدت، ثم اخطار الدفاع المدني عن وقوع الحريق مباشرة ومحاولة مكافحة الحريق باستخدام اجهزة الاطفاء المتوفرة فان لم يجد او يتمكن فافضل سبيل للوقاية الامنية في هذه الحالة هو الهروب من اقصر وآمن مخرج من مكان الحريق بأقصى سرعة ممكنة وان حيل بينه وبين منافذ الخروج فليسع للصعود الى الاسطح ذات التهوية المفتوحة في المنشأة المعمارية.
وقال ان الاخلاء هو السهل الممتنع، وبمعنى آخر فان ابسط طريقة للنجاة من ان اي خطر هي الهروب منه والابتعاد عنه لموقع اكثر اماناً ويكون اكثر فاعلية ان يساعد القادر العاجز والصغير والمحتاج على عملية الاخلاء حتى يحصل من يتولى كامل المهمة وماهي إلا إرشاد وجهد بسيط قد تنقذ به حياة آخرين هم في امس الحاجة للتوجيه والمساعدة اثناء الحريق والحادث, هذا ما هو مطلوب من الشخص اثناء نشوب الحريق او وقوع الحوادث ولكن الدور الاهم هو ايجاد السبل والوسائل التي عليها تعتمد اعتماداً كلياً تنفيذ عمليات الاخلاء وهذا الدور يقع على عاتق المؤسسات والمنشآت اهلية كانت ام حكومية وذلك بتنفيذ متطلبات السلامة في المباني والمجمعات السكنية والتجارية والصحية ومن ضمنها مخارج للطوارئ تساهم في انجاح وتسهيل عمليات الاخلاء بل هي العنصر الرئيسي والاساسي الذي يلعب دوراً مهماً في خطط الاخلاء، واكد ان الدفاع المدني رغم مطالبته بايجاد هذه المخارج والتركيز على اهميتها في المباني والمنشآت المهمة الا ان البعض يتهرب من تنفيذها بحجة انها شروط تعجيزية او تحصيل حاصل.
والبعض الآخر يعي اهميتها ويحرص على توفيرها.
واشار الى افتقارنا الى العنصر الاعلامي المتحور حول الاعلام لأهمية الاخلاء وتنظيمه فمن الواجب ان يلم جميع افراد المجتمع سواء في المنازل السكنية او في المؤسسات التعليمية والصحية والصناعية او ما سواها من المنشآت الوطنية المختلفة الاهلية والحكومية بقواعد الاخلاء وتدابير المكافحة الاولية لحين وصول الفرق المسؤولة والمتخصصة عن متابعة الحادث, وضرباً للمثل لما نعانيه من سوء التعامل مع حوادث الحريق اثناء نشوبها حدث في الاسبوع الماضي حريق في احد المنازل يسكن بداخله خمسة من العمالة الاجنبية الرجال اذ نشب الحريق بعد منتصف الليل وداهم السكان عنصر المفاجأة فما كان منهم جميعاً الا ان القوا بأنفسهم من خلال النوافذ الى الارض حيث اصيبوا جميعاً بكسور ونقلوا الى المستشفى وكان بالامكان ان يصعدوا الى سطح المنزل ريثما تصل الفرق المسؤولة وهم جميعاً يرقدون على السرير الابيض بأحد المستشفيات بمدينة جدة, واكد اللواء التويجري ان الالمام بقواعد الاخلاء وتنظيمه من اهم ما يجب علينا متابعته بين الفينة والاخرى من خلال جميع وسائل الاعلام ولقد اهتم نظام الدفاع المدني ولوائحه التنفيذية الصادرة عن سمو وزير الداخلية على اعداد وتنفيذ خطط الاخلاء, ونصت على طرحه في انظمة تنظيم المحلات والمنشآت العامة الصناعية التعليمية الصحية التجارية السكنية, والمنشآت الحكومية، واوجبت ضرورة تدريب العاملين في هذه الاماكن على التصرفات الواجب اتخاذها عند حدوث الحريق ولابد ان تقوم مديريات الدفاع المدني بالمناطق من جانبها بالاشراف والتنفيذ لهذه التدريبات ومن ثم تحديد اشخاص معينين في كل منشأة ليتولوا مهمة الاخلاء وتنظيم الاخلاء ان حدث الحادث لا قدر الله, فهلا ادركت وزاراتنا ومؤسساتنا، ومجمعاتنا التعليمية والصناعية والصحية والمنشآت التجارية على مختلف مشاريعها دور الاخلاء واهميته اتمنى ذلك.
|
|
|
|
|