| مقـالات
لكي نضع الأمور في نصابها فلابد أن نؤكد بداية على ان المسؤول الذي يفتقد لحسن التعامل مع الآخرين ولا يحترم كرامتهم، ولايبش في وجوههم ولا يقدر مشاعرهم، ولا يتفهم دوافعهم، ويتجاهل حاجاتهم، ويتعالى عليهم،، اقول إن مسؤولا هذه بعض من سماته غير جدير على الإطلاق بأن يولى أو يؤتمن على اي أمر من أمور الناس، وهذا أمر لا مشاحة فيه, ولكننا في الوقت نفسه نؤكد ايضا على ان مجرد توفر مثل هذه السمات العالية المرموقة في الشخص لن تجعل منه إنساناً جديراً بقيادة اي كيان يخدم قطاعا عريضا من المجتمع, وغالبا ما يحكم أحدنا على أداء المسؤول (وبالتالي أداء المؤسسة) من خلال مقابلة عابرة أظهرت له عدم تكلف ذلك المسؤول مع الناس، وتقبله لهم، وإنصاته باهتمام لما يقولون، ولكنه ينسى أن هناك جانباً آخر في شخصية المسؤول لايقل أهمية.
ما هو هذا الجانب الآخر ياترى؟ انه باختصار مستوى أداء هذا المسؤول مقاسا بالنتائج المتحققة على الارض لمؤسسته, ان حسن تعامل المسؤول ولين جانبه على عظم أهميته لن يحقق بمفرده أهداف المؤسسة التي يقودها ذلك المسؤول, المطلوب (فوق ذلك) ان تكون لدى المسؤول القدرة على تحديد وتبني رؤية ناضجة وواضحة لما تستهدفه وتتطلع إليه مؤسسته ومن ثم بث الحماس في روح العاملين معه ليحققوا هذه الرؤية, أي أنه يجب ان يكون قادرا على رسم وتمثل الصورة المستقبلية المثالية التي يجب ان يكون عليها أداء مؤسسته، ومن ثم يحكم صياغة الخطط التي تقود الى تلك الحالة الراقية للمؤسسة, ليس هذا فحسب، بل يجب ان تكون لدى المسؤول القدرة على ترجمة هذه الخطط الى واقع مشاهد مستغلا وبأقصى كفاءة ممكنة كل ما يمكن ان يتاح له من المصادر والإمكانيات.
ليتمكن المسؤول من التحليق عاليا بمؤسسته أو بالقطاع الذي يقوده فلابد له من جناحين: جناح الخلق الرفيع (والذي يضمن له التحام الناس به، والتفافهم من حوله، وإعطائهم إياه عن رضا وطواعية اقصى ما يستطيعون من جهد ودعم)، وجناح القوة والمهارة في الأداء والذي يضمن للمؤسسة وضوحاً في الرؤية وجودة في التخطيط ودقة في التنفيذ, واذا كنا نحتاج لمثل هذه السمات في اي مؤسسة فنحن أشد احتياجا إليها في مؤسساتنا التربوية.
E-mail: Alomar20@yahoo.com كلية المعلمين بالرياض قسم الفيزياء
|
|
|
|
|