| مقـالات
** لكم صدق ابن المقفع عندما سئل عن توقفه عن الكتابة في بعض الأحايين فأجاب: الذي أريده لا يأتيني والذي لا أريده يأتيني,,! اجل لقد صدق كثيرا.
ونحن هؤلاء الكتاب وأشباه الكتاب، تمر علينا مثل هذه الحالة,,!
آونة يتدفق القلم على الورق كأفواه القرب فتكتب في يوم ما لا تكتبه في شهر,,!
وآونة يظل قلمك في جيبك لا يخرج الا لتوقيع، أو لتعديل، أو تصحيح مقال.
وهذا بالنسبة لنا نحن الوراقين والعاملين بالمطبوعات قمة المعاناة.
وحقا لم يكذب الفرزدق هو الآخر حين قال ان خلع ضرس ما أدراك عن صعوبة خلع الضرس على وقت الفرزدق أهون علي من قول بيت من الشعر في بعض الأوقات .
***
الكتابة قبل ذلك وبعد مزاج,, يطاوعك حينا، ويستعصي عليك أحيانا.
ولعل البعض يذكر عندما لمت أستاذي شيخ الأدباء ابي عبدالرحمن بن عقيل,, على تأخره في ارسال تباريحه للمجلة العربية,, وكان ما كان من شأن رسالة اللوم التي بعثتها اليه، ووقتها نزع غازي القصيبي من باب فزعة العون لا فزع الخوف لشيخنا ابي عبدالرحمن بن عقيل بمعلقة جميلة انتصر واعتذر فيها للشيخ، وعذلني فيها.
وقد قال في هذه القصيدة الجميلة عن الكتابة:
تبغى الكتابة في ميعادها
عجلا ان الكتابة انثى ذات تبريح
أما رفقت بشيخ شاعر فطن
جم المواهب ذي دين وتسبيح
الخ هذه القصيدة.
ونص هذه القصيدة ومعارضتها النثرية والشعرية موجودة في كتاب شيء من التباريح للأديب ابن عقيل.
وبعد,,!
أجل ان الكتابة انثى ذات دلال وتمنع بل وغرور أحيانا.
بل ان تمنعها أشذ من تمنع الأنثى ودلالها وغرورها.
ولكن لعل حلاوتها تجيء من دلالها وتمنعها,,!
والجميل عندما يكون مبذولا لا قيمة له
وكذلك الحرف
أليس كذلك؟
,, الشح
بمشاعر الشكر,,!,.
** نتساءل أحيانا
هل لا يوجد احساس عند بعض البشر؟
لقد طرح علي صديق هذا السؤال بعد أن أورد حكاية مع صديق له اذ يقول: لكم أسديت لهذا الصديق من معروف ولكن هذا الصديق لم أسمع منه مرة كلمة شكر، وأنا لا تهمني كلمات شكره، لكن ما يهمني شعوري انه يحس بعطاء الآخرين له ونحوه.
ترى: ماذا يضيرنا أن نقول للمحسن شكرا, أو نرسل دعاء لمن أسدى لنا معروفا بالقول أو بالعمل.
هل نكون بخلاء حتى بكلماتنا,, وحتى ازاء عطاء ومشاعر الآخرين نحونا,,!
لماذا لا نبادر عندما يسدي لنا عزيز أو صديق عملا نبيلا أو قولا جميلا برد تحيته بأحسن منها، أو مثلها على الأقل ان لم نستطع أن نكون اليد العليا,,!
ان الإحجام عن شكر الناس.
هو أسوأ مراتب الشح.
حمد القاضي
|
|
|
|
|