| العالم اليوم
ليس جديداً على الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات التنقل من عاصمة إلى أخرى، فالمؤكد أن أكثر من نصف العمر النضالي لأبي عمار استهلك على متن الطائرات، فالرجل من أجل كسب التأييد العربي والإسلامي والدولي للقضية الفلسطينية ما ان ينتهي من زيارة حتى يبدأ زيارة أخرى.
ورحلات ياسر عرفات حققت الكثير من أهدافها، وهو من أجل هذه القضية يقدم على مجاملات قد يراها البعض زائدة أكثر من اللزوم مثل تقبيله رؤوس القادة الذين يلتقيهم وبعضهم أقل سناً منه وهو الذي وصل عمره إلى الثالثة والسبعين، ومع ان بعضاً من هؤلاء القادة يستحقون ذلك لكبر سنهم ووقوفهم الذي لا غبار عليه مع القضية الفلسطينية، إلا أن أبا عمار يجامل حتى الذين لا يستحقون المجاملة، إلا انه من أجل فلسطين يفعل كل شيء.
حركة أبي عمار الأخيرة بعد انتهاء قمة كامب ديفيد الأخيرة دون نتائج، حققت نتائج كبيرة ومهمة للقضية الفلسطينية، فعلى الصعيد العربي يحظى صمود الرئيس الفلسطيني بتأييد ومؤازرة الدول العربية جميعاً وخصوصا المملكة العربية السعودية ومصر اللتين لا ينكر أحد قيادتهما للعمل العربي المعاصر، كما أنه حصل على تأييد الدول الإسلامية غير العربية وبالذات تركيا وإيران وماليزيا وإندونيسيا وباكستان، وقبل ذلك حصل على تأييد حكيم أفريقيا نلسون مانديلا ورئيس جنوب أفريقيا الذي خلف مانديلا وبالتالي كسب كل التأييد الأفريقي.
واليوم يستكمل جولته الأوروبية بزيارة النرويج وفنلندا بعد زيارته لفرنسا وروسيا العضوين الدائمين في مجلس الأمن الدولي.
هذا النشاط المكثف للرئيس الفلسطيني الذي يعجز عنه القادة الشباب، يعيد الذاكرة إلى السنين الأولى لانطلاق الثورة الفلسطينية حينما ظهر ياسر عرفات على ساحة النضال القومي,, ويذكّر بالوقفة الصلبة لأبي عمار أثناء حصار بيروت,, ليؤكد أن النضال والإصرار على تحقيق النصر للقضية التي يؤمن بها لا تحده السنون ولا تقف في وجهه الصعاب.
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني Jaser @ Al-jazirah.com
|
|
|
|
|