وفي مساء السبت 11/5/1420ه من العام الماضي سالت دمعة طويلة على خد الوطن,, حزن عارم تسلل الى القلوب,, والناس يستمعون الى نعي أمير الشباب/ فيصل بن فهد بن عبدالعزيز يتنازعهم هول الصدمة,, وقوة الإيمان بقضاء الله وقدره,, حزن قاتم جثم على صدور الناس الذين هالهم أن يترجل هذا الفارس المقدام باكرا قبل ان ينداح في الأعماق مشاعر فياضة بالأمل والأسى.
إن فقدك فاجعة كبيرة ومصيبة لا نملك أن نقول فيها إلا إنا لله وإنا إليه راجعون ورحمك الله يافيصل رحمة واسعة,, فإذا كانت الفضائل تموت فقد مات فيصل,,
وإذا كانت الأخلاق تموت فقد مات فيصل,.
وإذا كان التراحم يموت فقد مات فيصل,.
كيف يموت من يسارع الى الخيرات,, ويدعو اليها وكيف يموت من كان يسعى الى الفضائل ويتمثل بها,,.
وكيف يموت من كان يسير الى المكارم فيتحلى بها.
إن هذه الصفات لم تكن تأتي إليه بل كان هو الذي يرحل إليها، كانت آخر رحلاته الى الأردن الشقيق فلم تشده الأضواء ولم يفتنه البريق بل كانت تقوده صفاته,, وعطفه,,, ومكارمه,,, وقلبه الرحوم,, حتى قادته الى دار الأيتام,, كنت اعرفه وأعرف صفاته,, ومكارمه أبا,, وأخا,, مشجعا لي في مشواري ومشوار الحركة التشكيلية، لا أنسى كلماته وتشجيعه لخدمة هذا الوطن,, انا وغيري في جميع المجالات الشبابية كنت أعرفه,, وأعرف ذلك ولكن في الأردن وفي دار الأيتام تعرف عليه ذلك الطفل البائس,, وذلك الطفل اليتيم,, وكيف استطاع هذا الطفل اليتيم ان يرى نور الرحمة يشع من قسمات وجهه فارتمى في احضانه,, هل تعلمون لماذا؟
لأن الرحمة لا تراها العيون,, بل يدركها الوجدان,, فالأيتام والبؤساء وحدهم هم القادرون على معرفة الرحماء,.
فرحمك الله يافيصل رحمة واسعة,,.
وأسكنك فسيح جناته,.
فهد بن سعد البديع رئيس نادي المزاحمية سابقا
|