| عزيزتـي الجزيرة
سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
من المعضل أن تأخذ العزة بالاثم الحيز الثابت في سلوك البشر وتعاملاتهم مع بعضهم البعض في حين يراوح زجر الضمير الحي للمخالف مكانه دون تأثير، ولكن مع الأم الوضع مختلف تماما بداعي الأمر الرباني الذي شرع الطاعة للأم والوصل وسن المنهج الذي يدعو الى رعاية الأم أيما رعاية بدءا بالاحترام والتقدير وخفض جميع أجنحة الذل التي تقل بعيدا عن رضاها وتملك الرحمة في التعامل معها ومراعاة مشاعرها وتجسيد تلك الرعاية بالطاعة والمحبة.
الأم التي لم تكن يوما ما محطة يجاوزها عبث عاق في مجتمع ديانته الاسلام, عاق لا يعي من أمومة أمه سوى اسمها يدرجه في جواز سفره يجوب به العالم وهي أبعد ما تكون عن مشاعره وقلبه تعيش في مأتم دائم لبعده وتجاهله وتعذره بالبعد الزماني والمكاني والظرف الممزوج بالأعذار واهية الأساس.
وعلى اختلاف أساليب التخطي غير المقبول لحق الأم تظل أحن وأسرع تجاوبا في العطاء والعفو والرأفة وتسعى جاهدة الى تعطيل كل ما يحرك غضبها على أبنائها أو حتى بناتها ممن لا يحسون بنتاج عقوقهم وصدودهم لها.
عزيزي المتجاهل قطعت خطواتك البعيدة عن أمك صلة الرحم المعلقة بالعرش فماذا تحسب نفسك؟ بادر بطلب الرضى والتواصل ليحسن لك في كبرك عدا ذلك من الاستهانة والتكاسل أن تكون خصيم نفسك ولكنك لست الحاكم هذه المرة فلا شهود على برك لها ولا نصير لفعلك بها فلماذا كل هذا البحث الجاد عن غضبها وعدم راحتها ورضاها؟ قد يكون في الحقيقة لا شيء سوى التسويف والتمني الذي لا يقرب قدر الأنملة من بساط حنانها وعطفها أو حتى اعتمادك على غيرك من اخوانك وأقاربك بوصلها بيد أن هذا لا يعفيك خطأ البعد والقطيعة فهي تريدك واصلا لها لتعطيك فيض طيبتها ودعائها الراقي الى أفق السماء يلبسك ديباجة الرضى ممن يعلو تلك السماء فليس في شرع الأمومة والأم ما يهمش من تعده جزءا منها.
والله من وراء القصد,,.
محمد سعود الزويد الرياض
|
|
|
|
|