| القرية الالكترونية
منذ فترة تزيد عن ثلاثين عاماً تقريباً ذاع مفهوم استثمار رأس المال البشري على ايدي الاقتصاديين امثال بيكر ودينيسون وشولتز وتقوم هذه الفكرة على اساس ان رأس المال المادي لا يمكن ان تتحقق الاستفادة القصوى منه ما لم يتم توفير العناصر البشرية المتعلمة المتدربة وقبل الولوج للموضوع احب ان اشير الى المقصود بتنمية الموارد البشرية وفقاً لتعريف المجلس الاقتصادي الاعلى للامم المتحدة ECSOCO بأن تنمية الموارد البشرية عبارة عن تنمية مهارات ومعارف وقدرات الجنس البشري الذين يساهمون في عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية لبلد ما او يمكنهم ان يساهموا فيها سواءً بالاشتراك المباشر او غير المباشر.
واذا كانت المجتمعات الغربية بدأت في التفكير في هذا النوع من الاستثمار في القوى البشرية منذ زمن بعيد فانه ينبغي ان نذكر ان هذا تم بعد ان اكتملت البنى الاساسية المادية لعصب الحياة لديهم وفي بلدنا الغالي وبعد ان اكتمل الاستثمار في البنى التحتية المادية وفقاً للاسس العلمية المدروسة جاء صدور قرار المجلس الاقتصادي السعودي الاعلى متوجاً بقرار مجلس الوزراء بانشاء صندوق تنمية الموارد البشرية تتويجا للخطط المدروسة والمنظمة لهذه البلاد.
والامر الذي اريد ان اصل إليه هنا ان مجالات التدريب كثيرة جدا وتزداد يوماً بعد يوم في ظل التقدم المعلوماتي السريع الذي تمر بها البشرية وينبغي ان توضع الخطط والدراسات التي تحدد الاولوية للبرامج التي يحتاج اليها المجتمع السعودي, ومن وجهة نظري الخاصة فان اولى الاولويات في مجال التدريب هو التدريب على الحاسب الآلي الذي اصبح بمثابة العمود الفقري لكل الجهات والمؤسسات بدون استثناء فالموظف يحتاج الحاسب الآلي وفي المصانع اصبحت خطوط الانتاج تدار بواسطته وفي التخطيط الهندسي اصبح الحاسب الآلي يلعب دورا كبيراً في التخطيط الهندسي وفي المجال الصحي اصبح تشغيل الاجهزة عن طريق الحاسب الآلي وفي الرسوم والخط اصبح الحاسب الآلي هو الاساس وفي الترجمة وفي الاخراج السينمائي وفي الانتاج التلفزيوني وفي التواصل الالكتروني وارسال التعاميم وفي تنظيم المكاتب وفي البحث في امهات الكتب وفي المكتبات وفي وسائل الترفيه والالعاب والتعليم الذاتي وفي كل صغيرة وكبيرة اصبح الحاسب الآلي هو الاساس,, الخ, واذا كان الامر كذلك فانني احسب ان من اولويات هذا الصندوق هو التدريب على الحاسب الآلي وتأهيل القوى البشرية في هذا المجال كمرحلة اولى.
واذا كان لي من اقتراح في هذه المناسبة فهو: من المعلوم انه يوجد في كل وزارة او مؤسسة او جامعة ادارة خاصة للتدريب وتقوم الدولة حرسها الله بتخصيص ميزانية خاصة للتدريب في كل قطاعاتها فان انشاء مكان خاص مستقل للتدريب حسب حجم الوزارة او المؤسسة مطلب اساسي وذلك لسبب واحد وهو ان التدريب على الحاسوب سيستمر في الوزارة او المؤسسة وذلك لان تجدد البرامج او تحديثها وظهور نسخ جديدة بين فترة واخرى وظهور برامج اخرى جديدة يعني ضرورة التدريب على تلك البرامج المتجددة او المستحدثة وهنا اطرح فكرة تستخدمها معظم الشركات والمؤسسات وبخاصة التعليمية في الولايات المتحدة الامريكية وهي ما يسمى بالمدرس القائد Lead Teacher بحيث يمكن تدريب معلم واحد على مهارة معينة ثم يقوم هذا المعلم بتدريب الآخرين ويمكن الاستفادة من هذه التجربة في مجال التدريب على الحاسب الآلي بحيث يتم تدريب شخص او شخصين من المؤسسة ثم يقومون بتدريب الموظفين في تلك الجهة.
كما لا انسى ان اشير الى اننا بحاجة لمسح امية الحاسب الآلي اولاً ثم محو امية الانترنت ثانياً ومن ثم محو امية التعامل الورقي الى التعامل الالكتروني ثم محو امية الارشفة الورقية الى الارشفة الالكترونية وهكذا,, والطريق طويل ولكن يسير لمن بدأ فيه ولعل هذا الصندوق يكون مفتاح خير وبركة لأبناء وبنات هذا البلد الغالي.
* جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. Almosa @ almosa. net
|
|
|
|
|