| مقـالات
** في رد على سؤال وجه للكاتبة والشاعرة الأستاذة سلطانة السديري حول إمكانية اصدارها لديوان صوتي تتلو فيه بصوتها أجمل قصائدها كانت إجابتها أن الفكرة شعرياً جيدة لكن الحياء عيفها من أن تشيع صوتها بين عامة الناس,.
ولعلني أدرك مع الشاعرة أن تلاوة الشعر مختلفة عن أي شيء آخر فهي بحاجة إلى تمثيل صوتي للمعاني وهو ما عنته الأستاذة سلطانة بأن الحياء عيفها عنه,.
والحياء لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه,, ولست على دهشة من إجابة سيدة الحرف الأولى والتي احتملت وعورة طريقه الصعب لكنني ازاء إجابتها وجدتني محاطة بقهر أحسسته يجوب مداخل قلبي في كل مرة تواجهني الساحة الإعلامية بمن نأى عنهن الحياء ورحل,.
فها هي مطبوعة تستضيف شاعرة يفترض أنها من ربعنا ترتدي النقاب الذي يظهر عينيها المكحلتين المحسنتين بعدستين زرقاوين تتحدث في بيتها وحين تقرأ ما تقول تبكي الحياء وأهله وتنعى الشعر ومريديه وقائليه بدءًا بامرئ القيس ومروراً بابن العيون وانتهاءً بآخر شاعر محترم مازال يلون الفضاء بقصائده البيضاء,.
إن أحاديث بعض النساء الذي ابتلي منهن الشعر هو أقرب لأحاديث صفحات الجُنح السلوكية في المجلات الوافدة,.
اتهامات وتشهيرات ومفردات خارجة وفي النهاية يعدن لتذكير الناس بأنهن بنات أصايل وقبايل وهذه هي ثبوتاتهن منشورة للملأ!
** ولا يتراكم فيك القهر على غياب الحياء فيما تقرأ فقط بل هو يتضاعف حين تسمع فإليك هذه الدواوين الشعرية الصوتية النسائية بكل آهاتها الحارقة ولوعاتها الساخنة,, يتبادلها المراهقون والمراهقات وهي لأسماء مناوفينا بنات هن من بناتنا,, يغيب عنهن أن الخروج عن ربقة الحياء لا يعد تميزاً,, ولا يضير المرء أن يبقي عليه في كل مناخاته الإبداعية والعملية والأسرية وثارات الحياء فالحياء خلق كان عليه سيد الخلق عليه الصلاة والسلام,.
ونساء كثيرات يتحدثن في الإذاعة وحديثهن مقبول لا أثر عليه للتغنج والتميع وهن بذلك يبقين على احترام الناس لهن لأنهن أبقين على حيائهن لكن ذلك الغنج الذي دفع بمسؤول خليجي لقطع برنامج كان يُبث على الهواء ويستضيف فيه المذيع فتاة متغنجة هو لا شك تعد على الذوق العام وعلى سمة الحياء التي يلزم أن تكون عنواناً دائماً وتفضيلاً دائماً لكل أمورنا,.
ولا تخلو برامجنا الإعلامية العربية من غنج المتصلات المؤذي الذي يربك المذيعين ولا يعلمون ما هي أسبابه وماذا تريد أن تصل إليه المتغنجة!!
ولا تخلو حتى البرامج الدينية من جرأة نسائية غريبة تتحدث فيها المتصلات بتفاصيل بإلامكان الإشارة اليها والإيعز إليها,, وكثير من الفتاوي النسائية تشملها كتب تولى إصدارها فضيلة الشيخ ابن باز رحمه الله وفضيلة الشيخ ابن عثيمين عافاه الله وأطال في عمره,.
ومن الأفضل أن تترك مثل هذه البرامج للفتاوي المستجدة أو للمتصلين من الخارج الذين يحتاجون لمن يعينهم على دينهم,.
لكن ثمة من يتسللن بغياب حيائهن حتى لمثل هذه البرامج,.
فيخدشن ذوق الأسر العام وأفرادها يتحلقون حول تلفزيونهم المأمون الذي اعتادوا على احترامه لمشاعرهم وهو ما نرجو من وزراء الإعلام العرب الاهتمام به والحرص على بقائه فوسائل الإعلام هي جزء من حياتنا ولابد أن تحترم ذوقنا العام فيما نسمع أو نشاهد أو نقرأ,, وأعانهم الله على اختلاف المفاهيم وتضعضع موازين الحياء عند بعض المتطفلين والمتطفلات!!!
ولي عودة للحديث عن حياء الرجال في زاوية قادمة,.
رائحة مطر
لا تفتأ أيها
الزمن
تمنحنا الغريب والعجيب
لكنك في كل مرة
تمعن في حقننا
بجرعات الثقة
بكل ما يشبهنا
بكل ما يتواءم
مع لون التراب
وصوت المطر وعذوبة الورد
وارتعاشة الحياء
في عروقنا!
*عنوان الكاتبة البريدي 26659 الرياض 1149
|
|
|
|
|