| محليــات
نضم صوتنا بقوة إلى صوت سمو الشيخ صباح الأحمد الصباح نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير خارجية دولة الكويت الشقيقة، الذي أطلق -أول أمس دعوة للدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي ممثلة في سفرائها في العاصمة الكويتية، كما دعا أيضاً الدول العربية عموماً ودول مجلس التعاون الخليجي خصوصاً - وجميعها ممثلة في سفرائها المعتمدين لدى الكويت - دعاهم جميعاً إلى أخذ التهديدات الهستيرية التي أطلقها يوم الثلاثاء الماضي طاغية بغداد صدام حسين ضد الكويت بشكل خاص وضد دول المنطقة الخليجية بشكل عام، حيث رمى حكامها الأوفياء لشعوبهم ولأمتهم العربية والإسلامية بكل ما تنضح به نفسيته المشوهة وقلبه المريض بالحقد، وأعصابه المضطربة رعباً مما ينتظر من حساب يجرى تشكيل محكمة دولية لجرائمه، وعقله الذي أصيب بداء الذهان بتخيلات العظمة المتوهمة .
ولو لم يكن صدام حسين بهذه الحالة المرضية المستعصية في موقع المسؤولية عن سلطة حكم بلد كالعراق وشعبه الشقيق أوصلهما بشروره وعدوانيته وجنون عظمته وأطماعه إلى ما هما عليه الآن من دمار وخراب ومعاناة لو لم يكن في موقع هذه المسؤولية، لما التفت إليه أو إلى ما يبدر منه من نفثات الحقد التي تشبه فحيح ثعبان يحتضر.
ولكن مصيبتنا في تسلطه على العراق وشعبه الشقيق لا تقل عن مصيبة العراق وشعبه في ذلك!.
ولهذا فإنه ليس من تجاوز حقوق السيادة الوطنية أو التدخل في الشؤون الداخلية لدولة العراق دعوة المجتمع الدولي لعدم التهاون مع تهديدات صدام حسين، وتركها تمر دون تحرك دولي جماعي لمحاسبته عليها.
إن قناعتنا كما هي قناعة غالبية إن لم يكن كل المجتمع بأن صدام حسين حاكم مجنون فقد القدرات العقلية والأخلاقية التي تبرر بقاءه حاكماً في دولة بحجم العراق وشعبها تاريخاً وحضارة وإمكانات هائلة، إن هذه القناعة تبرر ما ذهب إليه الشيخ صباح الأحمد ودعا المجتمع الدولي للتحرك ضد تهديداته الأخيرة لأمن دولة الكويت وأمن دول المنطقة الخليجية برمتها.
كما أن تفاقم معاناة الشعب العراقي إلى الحد الذي وصلت إليه الآلاف وعبر عنها سمو وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز في أحدث تصريحات صحفية له نشرناها أمس بقوله: نتألم لمعاناة شعب العراق، ولا أعتقد بأن أي عربي يسره الوضع العراقي الآن .
هذه المعاناة تقوم كمبرر ثانٍ لتحرك المجتمع الدولي سياسياً وإنسانياً إن لم يكن أمنياً وعسكرياً، لوضع نهائي لهذه المعاناة وإنقاذ الشعب العراقي من ويلاتها، وإعادة العراق كما قال سمو وزير الداخلية إلى الوضع الذي يصل به إلى موقعه وتفاعله مع جسم الأمة العربية، ونأمل أن تتغلب الحكمة والعقل لإزالة الأسباب التي أدت إلى هذه الأمور بالتفاهم مع هيئة الأمم بالذات أو مجلس الأمن، ولا أعتقد أن العراق بحاجة إلى مزيد مما هو حاصل الآن، وأحب أن أذكر أن المملكة العربية قيادة وشعباً تتألم كثيراً لمعاناة الشعب العراقي ومشاكله، وتتمنى اليوم قبل الغد أن تنتهي هذه المعاناة .
ونضم أيضاً صوتنا بقوة لتصريح سمو وزير الداخلية، ونضيف: أنه إذا كان من الحكمة والعقل أن لا يسكت المجتمع الدولي أكثر مما سكت وصبر على جنون حكام بغداد دون أن تظهر عليهم طوال عشر سنوات مضت على نهاية حرب تحرير الكويت، أدنى اهتمام أو اعتبار لما أصبح عليه العراق من دمار، وما أصبح عليه الشعب العراقي العزيز من مآس وهوان، فإن من الحكمة والعقل إذن أن يبذل المجتمع الدولي ممثلاً في الأمم المتحدة مصدر الشرعية الدولية ومجلس الأمن بما لديه من نفس الصلاحيات الواردة في الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة والتي خولته في يناير 1991م، التحرك والتصدي للعدوان العراقي على الكويت، أن يستخدم نفس تلك الصلاحيات وبالشكل الملائم لتخليص العراق من طغاته، وتحرير الشعب العراقي من جلادية صدام حسين وطغمته الحاكمة المتحكمة.
فلقد آن الأوان لذلك، ولا مبرر لأن تستمر المعاناة وتأسيها لأكثر من عشر سنوات مضت.
الجزيرة
|
|
|
|
|