| أفاق اسلامية
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده,, وبعد:
فإن الله خلق الإنسان وعلمه البيان وفضله على الحيوان قال تعالى ولقد كرمنا بني آدم والإنسان يمر بثلاث مراحل مذكورة في كتاب الله عز وجل قال تعالى الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة يخلق ما يشاء وهو العليم القدير سورة الروم، وهذه المراحل هي:
أ مرحلة الطفولة, ب مرحلة الشباب والفتوة, ج مرحلة الكهولة والهرم.
ودائماً خير الأمور أوسطها كما يقال، فخيرية الإنسان ونشاطه في شبابه وهذه الفترة من حياته سيسأل عنها كما في الحديث وعن شبابه فيما ابلاه فإذا عرفنا هذه الحقيقة ورأينا واقع شبابنا في هذا الزمان فإن القلب ليوجل والعين تدمع من شباب ضيع رسالته وتفسخ عن دينه وأخلاقه ونسي ما خلق من أجله قال تعالى و ما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون والشباب الآن لا يعبدون الله إلا من رحم الله فتجدهم لا يدخلون المساجد إلا نادراً وتجدهم على الأرصفة دائماً ولا يخدمون أهلهم ويؤذون مجتمعهم برفع الأغاني على الأرصفة والتسلل ليلاً بالسرقات والاتصال على المنازل ويقلدون شرقاً وغرباً في الموضات والويلات بل وتقليد النساء في أصواتهن ولباسهن وقد ينزلون الى مستوى أدنى ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون صياح ونباح وتفحيط ولعن وألفاط بذيئة والمشتكى الى الله علمهم في أمور الدنيا كثير وفي الدين حقير وسلامهم لعن وشخصياتهم منهزة اشمتوا الأعداء وأبكوا الأمهات والأباء والله المستعان.
لذا فإنني أهيب بهم وادعوهم ان كانوا من قراء مقالتي هذه ان يرجعوا الى رشدهم ويتقوا ربهم ويتبعوا رسولهم صلى الله عليه وسلم، ويقتدوا بأسلافهم من شباب الصحابة فهذا علي يبيت في فراش الرسول صلى الله عليه وسلم ليفديه بنفسه وهذا أسامة بن زيد بن حارثة يقود الجيش وهو شاب وفي الجيش كبار الصحابة ومنهم أبو بكر، وعمر، وهذا ابن عفراء، عامر، وعمير ينتقمان من فرعون هذه الأمة ذوداً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن هذا الدين وهذا محمد بن القاسم يفتح بلاد السند والهند وهو شاب, والامثلة كثيرة ولو أني اعلم علم اليقين ان الشباب المبتعد عن خط الحق سيقرأ هذه المقالة لكثرت الأمثلة ولكني اعرف ان ثقافة بعض شبابنا ثقافة الشارع فهم لا يدخلون مسجداً حتى يسمعوا خطبة او موعظة ولا يقرؤن صفحات إسلامية في الجرائد والمجلات ولا ينظرون الى برامج دينية في الوسائل المرئية ولا يسمعون شريطاً إسلامياً ولا يقرؤن كتاباً دينياً وبهذا يبقون في غيهم وفي بعدهم وفي غفلتهم حتى يأتيهم اليقين أو قد يفيقون إذا اراد الله لهم خيراً ويرجعون للدين.
لذلك فاني أوجه الكلام للآباء والمدرسين والقائمين على الأندية بان يتقوا الله ويثقفوا الشباب ثقافة إسلامية كما اني اطلب من وسائل الإعلام الا ينشروا إلا خيرا فسيسألون عما نشروا وعما عرضوا لشباب الأمة من أمور تطغيهم وتلهيهم.
وختاماً: اسأل الله ان يرد الشباب الى دينهم رداً جميلاً وان يجنبهم دعاة الشر والفتنة وان يحفظ هذا البلد من كل سوء.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
* مدير عام فرع الرئاسة العامة للهيئة بمنطقة الباحة
|
|
|
|
|