الحديث عن المرأة في مقال الجمعة الماضي لا يخص المرأة وحدها,, نعم قد تكون المرأة ذاتها سبباً في التبرج,, ولكن المصيبة تعظم والخطر أفدح إذا صاحب ذلك رضا الزوج عن تلك الأفعال الشنيعة,, ولعلك أخي القارئ,, تلحظ بعض الأزواج وقد سار بجانب زوجته متأبطاً يدها وقد تلفحت بلباس الزينة وتدثرت بعباءة مطرزة فيبادلها الابتسامة والضحكات، وكأنه يعرض بضاعة على المارة,, أوصلت غيرة رجالنا على نسائهم إلى هذا الحد؟,, ولعلهم لم يسمعوا عن ذلك الأعرابي الذي طلق زوجته غيرة على محارمه بسبب رجل كان ينظر إليها,, فلما عوتب في ذلك، أنشد أبياتاً نذكر منها:
وأترك حبها من غير بغض وذاك لكثرة الشركاء فيه إذا وقع الذباب على طعام رفعت يدي ونفسي تشتهيه وتجتنب الأسود ورود ماء إذا رأت الكلاب ولغن فيه |
أما النساء المتبرجات بالزينة وقد أظهرن جانباً من مفاتن أجسامهن وعيونهن فلم يسمعوا عن تلك المرأة التي سقط خمارها عن وجهها فالتقطته بيدها، وغطت وجهها بيدها الأخرى,, وفي ذلك قال الشاعر:
سقط النصيف ولم ترد إسقاطه فتناولته واتقتنا باليد |
أين هؤلاء النسوة من تلك المرأة العربية؟
وأين مسؤولية الأب التي أكد عليها المصطفى صلى الله عليه وسلم بقوله: والأب راع ومسؤول عن رعيته , حمانا الله وإياكم من خطر الفتن وخطر التعرض لها, ورزق نساءنا العفاف والحشمة إنه سميع مجيب.
|