| الاقتصادية
* كتب عبدالله الرفيدي
ازداد الخوف من عواقب استخدام الهاتف المحمول على مستخدمه وقد ذهب الكثير من المستخدمين الى الاعتقاد بانه يسبب ضعف الذاكرة والتركيز وآلام الاذن بينما لم يثبت بعد قطعاً تسببه في امراض سرطانية حتى الآن.
ولكن يشعر الكثير من المستخدمين بآلام الاذن ولم يجد لها الطب اي تفسير الا ان ينصح بعدم الاكثار من استخدامه, وتطرح الجزيرة اخر ما توصلت اليه الابحاث وبدأ يظهر على السطح اصابات وشكاوى ضد شركات الهاتف المحمول والقارئ لا يبقى امامه الا الانتظار للنتائج.
حيث من المتوقع ان يبرهن تقرير يصدر قريبا على ان المخاوف السابقة من اضرار الهاتف المحمول الصحية هي مخاوف غير حقيقية او مبالغ فيها.
غير ان ذلك لا يبدو كافيا لطمأنة الكثيرين الذين مازالوا يشككون بسلامته، وان المزيد من الابحاث سوف تجرى للتأكد من انعدام الاضرار كليا.
وقد استغرق التحقيق عشرة اشهر في بحث مزاعم تأثير انبعاثات الاشعة من الهاتف على الدماغ، واستنتج التحقيق ان المخاوف لا اساس لها.
ومن المتوقع ان ينصح التحقيق الذي يرأسه البروفسور وليام ستيورات من جامعة تيسايد، بانفاق بعض أموال الارباح التي حققتها مبيعات الهاتف المحمول البالغة 22 مليار جنيه استرليني، او ما يقارب من اربعين مليار دولار، في المزيد من الابحاث للتأكد من سلامته.
ويعتقد ان فريق التحقيق الذي شكلته الحكومة يفضل فرض قيود على اقامة محطات تقوية واستقبال واسعة للهواتف المحمولة في اماكن كثيرة قريبة من الاحياء او المباني الآهلة بالسكان او المدارس.
ويضم فريق التحقيق خبراء في الفيزياء والهندسة والعلوم العصبية والاشعاعات الحيوية.
ويقول فيلبيس من جمعية مراقبة استخدام الهاتف المحمول ان فهمه لنتائج التحقيق ان الاستخدام المعقول للهاتف المحمول لمعظم الناس هو مأمون ولا يسبب على الارجح اي مشاكل صحية، لكن الامر لم يحسم بعد وان ارتباط استخدامه بتأثريات مختلفة بما في ذلك الصداع وآلام الاذن ومشاكل جلدية وفقدان الذاكرة.
واضاف انه يعتقد ان التقرير سيقول ان انفاق الحكومة على الدراسات والابحاث في تأثيرات الهاتف المحمول الصحية لم تكن كافية.
ويرى المحققون ان نسبة كبيرة من الاموال التي تحصل عليها الحكومة من تراخيص الهاتف النقال يجب ان تنفق على الابحاث الخاصة بتأثيرات الهاتف على عمل الدماغ.
ويعتقد ان فريق التحقيق في الابحاث التي اجراها فريق عسكري بولندي على الاشخاص الذين تعرضوا لاشعاعات منخفضة مثل اشعاعات المايكرويف لعدد من السنين والتي قادت الى ارتفاع في مرض اللوكيميا (سرطان الدم) عند البالغين قدره اربع عشرة مرة.
وقال متحدث باسم الصناعات الالكترونية ان الصناعة تعاونت كليا مع لجنة الخبراء المستقلين حول تأثيرات استخدام الهاتف المحمول وسوف ننتظر نتائج تحقيقاتها بشغف.
وكانت جمعية المستهلكين قد نشرت بحثا في مطلع ابريل اظهر ان الاسلاك الناقلة للصوت من الهاتف المحمول التي روج لها في السابق بانها تقي المستخدمين من اضرار الهاتف في الدماغ، هي في الحقيقة تضاعف الطاقة المستخدمة وتوصلها مباشرة الى رأس المستخدم.
غير ان بعض العلماء يعتقدون انه لا يوجد اي دليل ان استخدام الهاتف المحمول يلحق اضرارا بالدماغ.
وقد بدأ طبيب اعصاب امريكي بمقاضاة شركة موتورولا للهواتف المحمولة بسبب اصابته بسرطان في الدماغ الذي نتج حسب ادعائه عن استخدام الهاتف المحمول.
ويطالب الدكتور كريستوفر نيومان، البالغ من العمر واحدا واربعين عاما، بمبلغ ثمانمئة مليون دولار من شركة موتورولا ومنظمات اتصالات اخرى.
وتتهم الدعوى التي اقيمت في بالتيمور في الولايات المتحدة الشركات بالاخفاق في اعلام مستخدمي الهواتف المحمولة بانها تبعث اشعاعات راديوية عالية يمكن ان تسبب السرطان واضرارا صحية اخرى.
وقد اكتشف الورم السرطاني عند الدكتور نيومان، الذي يقع خلف اذنه اليمنى، في عام 1998، ويقول محاميه ان موكله استخدم التلفون عدة مرات في اليوم بين عامي 1992 و1998.
ويقول الدكتور نيومان انه لو كان امامه خيار اخر لما استخدم الهاتف المحمول، لان استخدامه ليس ملحّاً او ضرورياً او مبرراً حتى عند الاطلاع على اضراره البعيدة الاحتمال.
موتورلا تنفي
وقال متحدث باسم شركة موتورلا ان هناك عددا من الدعاوى التي تزعم بوجود علاقة بين استخدام الهاتف المحمول والمشاكل الصحية، لكن مثل هذه العلاقة لم تثبت على الاطلاق.
لكن محامي الدكتور نيومان يعتقد بان هناك ادلة طبية على طبيعة وموقع الورم السرطاني الذي يعاني منه الدكتور نيومان، وهذا يجعل قضيته اقوى من القضايا السابقة التي رفعت ضد شركات الهواتف المحمولة.
ومن الجدير بالذكر ان اكثر من تسعين مليون امريكي يمتلكون هواتف محمولة وانهم بدأوا باستخدامها خلال السنوات الخمس الماضية.
وكانت احدى نقابات العمال قد تبنت سياسة تطالب شركات الاتصالات بتقديم كل المعلومات المتعلقة بالاشعاعات التي تطلقها الهواتف التي تصنعها هذه الشركات.
ويذكر ان ادارة الاغذية والعقاقير الامريكية تجري ابحاثا في التأثرات المحتملة للهواتف المحمولة، ويقوم بتمويل هذه الابحاث شركات تصنيع الهواتف المحمولة.
مخاطر الهاتف المحمول على الأطفال
توصل تحقيق اجرته الحكومة البريطانية عن الاخطار الصحية للهواتف المحمولة الى التوصية بحظر استخدامها على الاطفال.
وجاء في التحقيق الذي اشرف عليه السير ويليام ستيوارت انه لا يوجد ما يثبت خطورة الموجات الدقيقة المستخدمة في ارسال المكالمات الهاتفية وتلقيها.
غير انه قال ان التجارب توصلت الى احتمال ان تكون البروتينات تتعرض لضرر بسبب الاشعاع مما قد يمثل خطرا على الاطفال.
وكانت الحكومة البريطانية قد رفضت التعليق قبل نشر التقرير كاملا يوم الخميس القادم.
وينصح التقرير ان يحد الاطفال من استخدام الهواتف المحمولة حتى يستكمل التحقيق، وان لا تستهدف اعلانات شركات الهواتف النقالة الاطفال,
ويذكر ان اكثر من اربعة وعشرين مليون هاتف نقال يستخدم الآن في بريطانيا.
وقد طالبت الحكومة البريطانية باجراء هذا التحقيق بسبب المخاوف الدولية من سلامة الهواتف النقالة.
فيروسات الكمبيوتر تزحف على الهواتف المحمولة
ولم يكتف الحديث عن الامراض بل بدأت فيروسات الكمبيوتر في الزحف على اجهزة الهاتف المحمول.
فقد اكتشفت شركة روسية تعمل في مجال مكافحة فيروسات الكمبيوتر احد البرامج وهو يحاول ارسال بعض الرسائل الفتاكة الى الهواتف المحمولة.
هذا النوع من الفيروسات نادر، ولا يحتمل ان يؤدي الى ضرر كبير، لكنه من اول البرامج التي تستغل العدد الكبير من الاتصالات بين الاجهزة التي نستخدمها اليوم لتنظيم حياتنا ويتوقع خبراء مكافحة الفيروسات انه مع تطور الهواتف المحمولة اكثر فاكثر، فانها ستصبح هدفا لواضعي برامج الفيروسات.
وقد اخذت بعض الشركات بالفعل في وضع برامج لمكافحة الفيروسات في الهواتف المحمولة.
وتقول معامل كاسبيرسكي في موسكو انها عثرت على الفيروس الجديد الذي يطلق عليه تيموفونيكا في اسبانيا.
أسلوب المحاكاة
ويحاكي الفيروس الجديد الفيروس الذي عرف باسم فيروس الحب الذي سبب فوضى كبيرة في الشهر الماضي، وذلك في تأثيره في مستخدمي برنامج مايكروسوفت للبريد الالكتروني.
ويقلد الفيروس ايضا اسلوب فيروس الحب في الانتشار عبر البريد الالكتروني، وهو يظهر خلال رسالة تحت عنوان تيموفونيكا.
واذا فتحت الرسالة المصاحبة للرسالة الاصلية انتشر الفيروس الى جميع عناوين البريد الالكتروني الموجودة على الجهاز الكمبيوتر، محاولا ارسال نسخة منه اليها.
وكل رسالة بريد الكتروني ترسل تولد رسالة اخرى وترسلها الى عنوان الموقع الخاص الذي يضم ارقام هواتف نجوم السينما.
ويسمح هذا الموقع في الاصل بارسال رسائل مكتوبة عبر الهاتف المحمول للمشتركين في الشبكة الخاصة به في اسبانيا.
وعبر هذا الطريق يسعى الفيروس الى اغراق مستخدمي الهواتف المحمولة بفيض من الرسائل التي لا جدوى من ورائها.
وقال متحدث باسم شركة سوفوس لمكافحة فيروسات الكمبيوتر انها لم تتسلم اي شكوى من اي من عملائها يعلمها فيها بان الفيروس اصاب هاتفه.
وقال المتحدث ان استخدام الاسبانية في هذا الفيروس، وانتشار انواع مماثلة مؤخرا من الفيروسات سيجعل الناس اكثر حرصا، ولا يحتمل اصابة اجهزتهم.
وكان من المقرر ان تكشف شركة مايكروسوفت النقاب عن برنامج يوقف عملية نسخ الفيروس لنفسه اكثر من مرة، ولكن اصدار البرنامج تأخر.
الأهداف المتحركة
وتعتقد بعض شركات مكافحة الفيروسات انه لن يمر وقت طويل قبل اصابة الهواتف المحمولة ببرامج الفيروسات التي وضعت خصيصا لها وذلك لان الهواتف الحديثة يمكن توصيلها بشبكة الانترنت ويستخدم بعض الهواتف الآن برامج حساسة تساعد في الاتصال بحسابات البنوك لمعرفة كشف الحساب، وقريبا ستحل هذه الهواتب محل بطاقات الائتمان والتذاكر وحافظات النقود.
ويعني تطور الهواتف المحمولة ان التحكم فيها وتغيير الطرق التي تعمل بها سيتم عن بعد بواسطة الشركات التي تمد المستخدمين بالخدمة.
وتخشى شركات مكافحة الفيروسات من ان هذا سيستغله المبرمجون من ذوي الميول الشريرة الذين يسعون الى اثارة الفوضى او سرقة المعلومات.
وقد وضعت شركة اف سيكيور الفلندية لمكافحة الفيروسات بعض الفيروسات للهواتف المحمولة في معاملها، وتعمل الآن بالتعاون مع شركات الهاتف المحمولة على وضع برنامج يستطيع البحث عن مثل هذه الفيروسات وتحديد مكانها.
|
|
|
|
|