يحمل بيده,, ورقة بيضاء,, ربما وصية,, ربما وثيقة,, أو تصريحاً ليتسكع في شوارع دنيا الأمان,, يسير بخطوات مثقلة بعد عناء, يلمح مباني فخمة,, يقرأ خطوطاً عريضة,, يتأمل, صوراً,, وابتسمات مفضوحة,, وقف,, فكر,, ودبر,, ثم أدبر يسعى إلى تلك الأبواب,, طرقها,, حتى كل متنه,, وخاب ظنه,.
عاد,,ظمآناً أسفا,,.
أشار إليه من كان واقفا يبدو من سماء وجهه أنه عابر وطن ,.
أن يبل ريقه من تلك الزيرة (*) التي تقبع في مكان منزو,, ذهب,, وليته لم يذهب,, لم يجد إلا السراب,,, نظر إلى السماء,, إلى أشعة الشمس الساقطة عمودياً فوق رأسه,, ولكنه لمح,, تلك البروج المشيدة,, وصف خطواته,, وتجدد من كل شيء,, وانطلق ودار الف دورة,, ولم يجد السلم ولا,, اليد التي تشير أو تأخذ بيده إلى حيث تكون السلم الموصلة إلى تلك البروج,.
عاد,, يترنح ذات اليمين وذات الشمال وأخيراً ارتمى على قارعة الطريق,, تتخطفه,, السيارات وهو رافع يديه إلى السماء,, أما تلك الورقة فهاجرت إلى حيث,, لا يدري مع رياح وسراب,, وعذاب عمر,.
عبدالرحمن عبدالله المنصوري الطائف
* الزيرة مفرد زير وهو ما يوضع فيه الماء في فصل الصيف.
* القصة تثير عدة اسئلة منذ أن تقرأ أولى حروفها وحتى نهايتها,, من الورقة التي يجعلها الصديق عبدالرحمن المنصوري مثل اللغز فهي أي الورقة تحتمل ان تكون وصية أو ثيقة أو تصريحاً,, ولكنها قطعا ليست أيا من هذه الاشياء! وجمال القصة يأتي من هذه النقطة التي تجعل القصة مثل اللغز الذي يحتاج إلى اجابة وربما عدة اجابات! كأنها لوحة تشكيلية تختلف قراءتها من شخص لآخر!
تحية للصديق عبدالرحمن لهذه القصة المتميزة التي تأتي تواصلا مع قصص نشرت في هذه الصفحة.
|