| مقـالات
القبول في الكليات العسكرية بالمملكة يواجه أزمة خطيرة، هذه الأزمة لا علاقة لها بالاجراءات أو أساليب القبول أو المراحل التي ينبغي للمتقدم اجتيازها حتى يتم قبوله بشكل نهائي!، وإنما تكمن المشكلة في شكل التوجه العام للانخراط في وظائف العسكر وحجم الاقبال عليه، فالكليات العسكرية كما نعلم مدة الدراسة بها ثلاث سنوات باستثناء التعديل الاخير الذي طرأ على كلية الملك فهد الامنية وزاد المدة لأربع سنوات، وإذا ما نظرنا لنسب المتقدمين نجدها متفوقة جدا بل ان بعضها يتخطى حاجز التسعين في المائة وصولا إلى الخمسة والستة والسبعة وأحياناً التسعة والتسعين وفي تخصصات علمية تحتاجها كليات مهمة تظل مقاعدها شاغرة وأعداد الراغبين فيها طبقاً لمواصفاتها المطلوبة قليلة كالطب والهندسة وما شابه, وهذا يؤثر بالتالي في خطط التنمية الوطنية للمرحلة المقبلة ويوفر زيادة لا داعي لها, تلك الزيادة قد ترتب مصروفات جديدة بدون عوائد حقيقية، بخلاف ان الأمان الوظيفي ليس مضمونا دائما للعسكريين بعد التقاعد وتحديداً أصحاب التخصص العسكري فقط, بينما لو أحدث تطوير جديد لنظام القبول بالكليات العسكرية يربط قبول الطلب باشتراط حصول المتقدم على الشهادة الجامعية وليس الثانوية العامة لأصبح الامر مختلفا تماما كما انه في نفس الوقت ضمان للمستقبل عند ترك الوظيفة العسكرية ومناسب جداً للمرحلة التنموية الراهنة, ثم ان القبول في الكليات العسكرية كان أولا لحاملي الشهادة الابتدائية فالكفاءة المتوسطة وأخيراً الثانوية العامة، ولعل السبب الرئيس لما حدث هو اختلاف النظرة للمؤهل العلمي خلال المراحل المذكورة، أما الآن فقد اصبحت الشهادة الجامعية مطلباً أساسياً لخوض معترك الحياة المعاصرة، أيضاً هي محققة لفائدة إضافية بوجود تخصص آخر إلى جانب التخصص العسكري الصرف يمكن الاستعانة به وقت الحاجة والحاجة أم الاختراع,, أليس كذلك؟!
|
|
|
|
|