| العالم اليوم
قد يستغرب المشاهد أو المستمع استهداف دولة عرفت بمكانتها وسجلها النظيف وتاريخها القومي الحافل بدعم القضايا العادلة ويزداد الاستغراب بأن تخص الاساءة لشخصية تحظى بالاقدام والتقدير وبالذات من المفكرين والكتاب الا ان الاستغراب والدهشة لا وجود لهما ممن يرصدون الأفعال ويسجلون الأقوال ويربطون بين الأحداث وما يحصل من ضجيج اعلامي ودعاوى سياسية ذلك لان الذين يقومون بعمليات الرصد والتقييم يخرجون بعد تحليل المعلومات التي يتوصلون إليها بنتيجة توضح كل أبعاد الصورة.
الذين تغيب عنهم المعلومات ولا تحتفظ ذاكرتهم بأحداث مرت قبل أعوام بل وحتى أشهر لا يمكن ان يفهموا الدور الذي تقوم به محطة الجزيرة القطرية من دور هدام للعمل العربي والاساءة المباشرة لدولة عربية معينة والذي يتزامن دائما مع اتخاذ تلك الدولة التي تستهدفها حملات محطة الجزيرة القطرية موقفا صلبا لا يرضي أعداء الأمة العربية والاسلامية لأجل أحداث تأثير أقوى وبفعالية أكثر لزرع الشكوك وزيادة مساحات الفتنة، وقد وجد أعداء العرب والمسلمين ان الوسيلة الناجعة ان تكون محاولات التشكيك وزرع الفتن موجهة ومصنوعة بأيدي العرب، وبالذات من داخل منطقة الخليج العربية التي عرفت بتماسكها ونقاوة مجتمعاتها وتأففهم وبعدهم عن ارتكاب النواقص، ولذا جاء الاختيار لموقع المحطة الفضائية الصانعة للفتن والناشرة للشكوك على ضفاف الخليج العربي امعانا في التضليل وزيادة في جرعات تفتيت المجتمعات الخليجية التي صمدت في وجه كل محاولات التفكيك.
وحتى تكتمل مهمة الجزيرة القطرية في تخريب الوطن العربي انطلاقا من تفكيك البيت الخليجي تخصصت هذه المحطة المشبوهة بالاساءة للمملكة العربية السعودية وتتسع مساحات اساءاتها بعد كل موقف حازم للمملكة دفاعا عن القضايا العربية والاسلامية وهو ما توصل اليه متابعو الأفعال المشينة لمحطة الجزيرة القطرية.
فبعد موقف المملكة الحازم والدفاع الصلب عن عروبة واسلامية القدس والدعم المؤزر لموقف الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في كمب ديفيد اعادت محطة الجزيرة القطرية ما روجت له قبل عامين زاعمة تقديم شخصية سعودية تحظى باحترام وتقدير المفكرين والكتاب والصحفيين العرب جميعا فضلا عن المواطنين العرب في مختلف الأقطار العربية، فالأمير سلمان بن عبدالعزيز الذي تزعم محطة الجزيرة القطرية، نقلا عن صحيفة نقلت عنها قبل عامين بأنه قدم بضع مئات الآلاف من الدولارات لقتل أسامة بن لادن,, هذا الأمير الذي يعتبره المفكرون والكتاب والصحفيون واحدا منهم,, رمزا للحكمة والفكر والكلمة الشريفة,, الكلمة التي تجمع ولا تفرق والنيل من هذه الشخصية لا يغضب السعوديين فقط، بل يغضب كل المواطنين العرب الشرفاء الذين يعرفون دور الأمير سلمان بن عبدالعزيز في مجالات الأعمال الخيرية والانسانية.
فالاساءة لهذه الشخصية يغضب كل حملة الأقلام ورجال الأدب والفكر,, وان كان من يضع لمحطة الجزيرة القطرية سيناريوهات التشكيك والتخريب ويضع لهم مسارات البراوكندا والدعاوي السياسية تنفيذا لمخططات موضوعة سلفا قد حاول تجاهل هذه الحقيقة فان هذه المرة تكشفت الأقنعة ووضحت الصورة تماما، ليس فقط تزامن الاساءة للمملكة ولرموزها الذين يحظون بالتقدير والاحترام مع التصدي الحازم من قبل المملكة لمخططات أعداء العروبة والاسلام لفرض سلام الاستسلام بل أيضا لأن ما روجت له الجزيرة القطرية سبق ان قامت به قبل عامين وبنفس الأسلوب حيث كررت نفس المزاعم وبغباء رددت نفس اسم الصحيفة التي نقلت عنها ونفس الحادثة وقد غاب عن معدي القصة الكاذبة ان الأمريكان يعرضون خمسة ملايين دولار لقتل أسامة بن لادن فكيف تؤثر مئات الآلاف التي يزعمون ان الأمير سلمان بن عبدالعزيز يقدمها لمن يقوم بنفس العمل,,!!
هل هو عمى ألوان,, أم غباء في الحساب لا يفرق بين الأصفار والأرقام,,؟!
أم السقوط في وحل العمالة يجعل ذاكرة العملاء مخرومة لا تتذكر ما سوقته سابقا.
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني Jaser @ Al-jazirah.com
|
|
|
|
|