| حوار
بصراحته المعهودة، وفي لغةٍ واضحة الألفاظ، محددة المعاني أجاب سمو وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز إجابات دقيقة على العديد من الأسئلة التي وجهها إلى سموه الكريم وفد صحافي من الزميلة جريدة 26 سبتمبر اليمنية، شملت أهم القضايا الثنائية، والخليجية والعربية الأخرى.
على الصعيد الثنائي للعلاقات السعودية/ اليمنية كشف سمو الوزير عن أن أعداء البلدين تلقوا ضربة بعد توقيع المعاهدة الدولية النهائية لحل مشكلة الحدود وكانوا الأعداء يشككون في أن الوضع السابق لتوقيع المعاهدة سيستمر لسنوات ولن ينتهي إلا باصطدام,, مؤكداً سموه أن توقيع المعاهدة أظهر للعالم قدرة العقل والإدراك السعودي / اليمني للأمور,, ونحن الآن ننظر إلى آفاق متعددة للعلاقات بين الدولتين والشعبين خصوصاً في مجال التعاون الاقتصادي والثقافي والاجتماعي.
ويعكس حديث سموه في هذا الخصوص صفاء الرؤية السعودية تجاه حاضر ومستقبل العلاقات مع اليمن الشقيق وهو ديدن السياسة السعودية الخارجية بكل أبعادها، الدبلوماسية والاقتصادية والتجارية والثقافية والأمنية والدفاعية في الساحة العربية مع جميع الأشقاء حرصاً منها على نموذجية هذه العلاقات عطفاً على الروابط الأزلية بين أطراف الأمة العربية عموماً ودول الجوار خصوصاً وفي مقدمتها اليمن الشقيق.
وفي حديثه عن إنجازات مجلس التعاون الخليجي كان حديث الرائد الذي لا يكذب أهله ويشعر بما يشعر به أهله سواء من خيبة الأمل أو من التفاؤل بالمستقبل، فقال سموه الكريم إن مجلس التعاون حقق أشياء ولكن أعتقد أن هناك أشياء أكثر مطلوبة منه على الأقل توحيد الموقف السياسي وكل ما يتعلق بالجوانب الإعلامية، والاقتصادية والموقف الدفاعي,, وأضاف كذلك مواطنو دول مجلس التعاون يطالبون بالأكثر ويرون بأن ما تم تحقيقه أقل مما كانوا يتوقعونه، ونأمل أن يتحقق لهم ذلك.
وفي موضوع يتصل بمنطقة الخليج، هو موضوع العراق قال سموه إننا نتألم لمعاناة الشعب العراقي الشقيق وأعرب سموه عن أمله في أن تزول أسباب هذه المعاناة التي يتسبب بها نظام الحكم هناك.
ويقر سمو الوزير حقيقة لم يعد في كل العالم من يختلف حولها وهي أن استمرار معاناة الشعب العراقي وليدة استمرار نظام الحكم الذي يرفض أن ينظر لهذه المعاناة بعين الحاكم الذي يخدم وطنه وأهله وليس يحكم ليتحكم في مصيرهما مهما تدهورت أحوال الدولة وتفاقمت معاناة ومآسي الشعب فيها.
إن النظام العراقي يرفض أن يمتثل لقرارات الشرعية الدولية التي يعرف أن نهاية معاناة العراق أرضاً وشعباً متوقفة على تنفيذه لها، ولكن شهوة الحكم والتشبث بكراسيه مع جنون العظمة تمنعان الطغمة المتحكمة في العراق من أن تخشى الله في شعبه الشقيق.
وفي حديثه عن فشل محادثات قمة كامب ديفيد لأن أمريكا لم تقم بما يكفي من جهود لإقناع إسرائيل باستحقاقات السلام، قال سموه إنه يتفق مع الرأي القائل بأن فشل كامب ديفيد هو نجاح للعرب لأن الفلسطينين تمسكوا بحقوقهم ولم يفرطوا في القدس، وقال إن الكرة الآن في ملعب إسرائيل .
وهكذا وبلغة واضحة يحدد سموه الكريم الموقف السعودي المعلن من قضية السلام العادل والشامل في الشرق الأوسط وهو موقف يرفض أي تفريط في القدس العربية الإسلامية كعاصمة للدولة الفلسطينية المستقلة والمرتقبة قريباً بحول الله,والموقف السعودي من قضية فلسطين تاريخي مشهود له بالقوة والصلابة في المناداة بصوت عالٍ لم يخفت أبداً في مختلف الظروف والأطوار التي مرت بها قضية فلسطين، المناداة بكامل حقوق الشعب الفلسطيني الوطنية والإنسانية وبانسحاب إسرائيل من جميع الأراضي العربية المحتلة تنفيذاً لقرارات الأمم المتحدة جمعية عامة ومجلس أمن .
|
|
|
|
|