| حوار
*
اجرى الحوار: احمد الجبلي - عبد المنعم الجابري
وأنت تلتقي بسمو الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية السعودي لأول مرة تكتشف أنك أمام إنسان متواضع لأبعد حدود التواضع وتشعر بأنك أمام مسؤول من الطراز الأول حاضر البديهة وجاهز للإجابة على كل ما يدور في ذهنك من تساؤلات وبكل الصراحة والشفافية والوضوح.
فما أن دخلنا إليه في مكتبه الخاص وكانت عقارب الساعة المعلقة على احد الجدران تشير الى الواحدة بعد منتصف الليل حتى بادر بالاعتذار لنا عن تأخير موعد اجراء المقابلة وكان لابد ان نقدر ذلك لأننا نعرف ان رجلا مسؤولا عن توفير الامن لنحو 17 مليون نسمة لابد ان تكون له ظروفه التي لا يمكن الا ان يحترمها الإنسان.
وخلال الحوار الذي استمر لساعتين إلا ربعاً تحدث الينا سمو الأمير نايف عن معاهدة جدة الحدودية وكان سعيداً ومتفائلا بمستقبل العلاقات بين البلدين واكد لنا ما سمعناه من الكثيرين هنا في المملكة بأن المواطن اليمني يحظى بتقدير كبير من الشعب والحكومة السعودية تجعله يقف في مقدمة المواطنين في المملكة.
وفي حديثه الينا تطرق سموه الى مسيرة مجلس التعاون لدول الخليج العربي والوضع العربي الراهن والقمة العربية ومسيرة السلام في الشرق الأوسط وأبدى قلقة من معاناة الشعب العراقي وتمنى أن يعمل العراق على إزالة الأسباب التي أدت الى هذا الواقع,, وفيما يلي نص الحوار:
* خلقت معاهدة جدة أجواء من الثقة والتفاؤل في أوساط البلدين,, في ظل هذه الأجواء كيف ترون سموكم مستقبل التعاون والشراكة التي يمكن ان تكون بين البلدين؟
الحقيقة ان المعلوم لدى المسؤولين في البلدين والعقلاء انه كان لابد ان يكون هناك اتفاق بين البلدين الشقيقين، لكن بحجم الشحن والتعبئة التي كانت موجودة اعلاميا في الخارج او الداخل كان هناك اثر كبير لتوقيع المعاهدة بين البلدين وهزة قوية، ولكنها هزة مفرحة وايجابية وانجاز كبير بحجم المشكلة, وما يسر حقيقة ان هذه المعاهدة اظهرت قدرة العقل والادراك السعودي اليمني للامور وضربة توجه الى اعداء البلدين والتشكيك في ان هذا الوضع سيستمر لسنوات الى درجة ان هناك من كانوا يرون ان هذه المشكلة لن تنتهي الا باصطدام ولكنهم تجاهلوا او استبعدوا حكم الواقع والمنطق، فلا اعتقد ان السعودية تعمل ضد نفسها كما لا اعتقد ان اليمن يعمل ضد نفسه، طبعا امر له اكثر من ستين سنة يحتاج الى سنوات ونحن كمشاركين في هذا الامر كنا نعرف ان هناك ارادة وقرارا بالاتفاق، وهذا ما كان قد تحقق وبالتأكيد ان المعاهدة في حد ذاتها هي انجاز وقفل ملف فيه من السلبيات الكثير جدا وقد تكون الايجابيات معدومة وبالتالي اصبح هناك تفرغ كامل لأن يتجه البلدان الى التعاون الاقتصادي والاجتماعي.
والربط الكبير بين البلدين مبني على امور متوازية فأولاً نحن اصحاب دين واحد واصحاب عنصر واحد يجمعنا، فلا احد يستطيع ان يشكك في عروبة المملكة او عروبة اليمن ونحن في هذه البقعة كرمنا الله بنزول الرسالة على سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام واذا كان نبع الاسلام من هنا وشرف الله الامة العربية بان اختار منها نبياً كريماً وانزل القرآن بلسان عربي وهو لسان القول في اليمن وفي الجزيرة العربية كلها إلا ان الرسول عليه الصلاة والسلام قال: والحكمة يمانية، هذه الاسس لا تتغير إضافة إلى الجوار والمصير المشترك، ولو كان المتشائمون وأصحاب الاهداف السيئة وظفوا عقولهم للتفكير لتأكدوا انه كان لابد ان يصل البلدان الى هذه النتيجة.
ونحن الآن ننظر الى آفاق متعددة للعلاقات بين الدولتين والشعبين وخصوصا في مجال التعاون الاقتصادي والثقافي والاجتماعي، وكما تعلمون ان اليماني في المملكة لا يحس او يشعر بالغربة ونحن نحس امام اليماني - مع احترامنا لكل اشقائنا العرب انه قريب منا، فالآن المسؤولية على كل الفعاليات ان ينشطوا ويكثروا من اللقاءات والحوار والنقاش، واعتقد ان الاعلام سيكون له دور كبير في هذا المجال.
ونحن ان شاء الله نأمل ان نرى الاعلام اليمني يتحدث عن المملكة العربية السعودية كما يتحدث عن اليمن وكذلك الاعلام السعودي,, سواء في التناول اليومي أو عن طريق الدراسات والابحاث والكتب، فهذا قدرنا اننا وجدنا على ارض واحدة,, واظن بان هذا طرح بين القيادتين، لو كان كل في مكان الآخر ماذا يرى؟ بالتأكيد كان يرى الاتفاق، لهذا الامر اعتقد ان شاء الله ان يتم الكثير لكن يجب ان يكون النشاط في مستوى متطلبات العصر ومتطلبات التاريخ والجوار، ولعلنا لاندع العاطفة هي التي تطغى ودراسة الامور من حيث التأكد من الجدوى الاقتصادية في الاعمال المشتركة.
ومثلما شاهدتم ردود الفعل لتوقيع المعاهدة في اليمن نحن شاهدنا ذلك هنا في المملكة والله لم أر مواطنا سعوديا مهما كان موقعه بكل شرائح المجتمع الا وكان مسرورا جدا لتوقيع المعاهدة، وما يسرنا كثيرا هو ان اليمن والمملكة وصلا الى حلول متكاملة بقوة الارادة وبإدراك صحيح للامور ليكونا مثالا قويا يمكن ان تحتذي به كثير من دول العالم لحل مشاكل الحدود، ولاشك ان هذا رفع من مستوى الدولتين لدى العالم بأن العرب لديهم القدرة على حل مشاكلهم, الآن المسؤولية علينا جميعا ان نعمل بجد واخلاص وان شاء الله تكون الآمال والاعمال تصب في هذا الاتجاه لخدمة البلدين والشعبين الشقيقين.
ما قبل التوقيع
* سمو الأمير كنتم قريبين من اللحظات الأخيرة التي سبقت توقيع المعاهدة التي كانت مفاجأة بالنسبة للكثيرين الذين كانوا يأملون على الأكثر في اتخاذ خطوات تقرب المسافات بين البلدين، هل يمكن إلقاء الضوء على هذه اللحظات التي سبقت التوقيع؟
في الحقيقة كانت الاتصالات في الفترة الاخيرة مستمرة واتسمت بالموضوعية سواء كان على مستوى القيادة او على مستوى اللجان المتفرعة، وكنا ننتظر لقاء، وتم اللقاء اثناء احتفالات الجمهورية اليمنية بالعيد العاشر للوحدة وخلاله جرى لقاء قصير بين فخامة الرئيس علي عبدالله صالح وسمو ولي العهد واتفقوا على ان يتفقوا بدون الدخول في تفاصيل وقرر فخامة الرئيس ان يزور المملكة ويلتقي بخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد وشعرنا جميعا بان هناك قرارا لابد ان يصدر وكان هناك تبادل في هذه الفترة لوجهات نظر ايجابية من الجانبين, ولما وصل فخامة الرئيس يوم الاحد وتم لقاؤه بخادم الحرمين الشريفين وكان القرار قد اتخذ بالتفاهم وجرى لقاء بين سمو ولي العهد وفخامة الرئيس وطبعا تشرفنا بالمشاركة في هذه اللقاءات بحضور المسؤولين في البلدين والمسؤولين الفنيين والقانونيين، وكانت هناك لقاءات وحتى عندما كان النقاش يرتفع مستوى كنا نحس بان هناك قرارا، وكانت هناك وجهتا نظر جاهزتان ونوقشت الامور بدقة وكل ما تم خلال السنوات تم استعراضه بايجاز وتم اتخاذ القرار بعد ان استمر النقاش نحو ساعتين ونصف حددت فيه كل الامور، وطلب من القانونيين والفنيين في الجانبين صياغة المعاهدة وبالفعل تمت صياغتها بشكلها النهائي، وفي صباح اليوم التالي كنا نطلع على الصيغة النهائية وبعدها كان هناك لقاء بين سمو ولي العهد وفخامة الرئيس علي عبدالله صالح وكنا نعرف نحن المشاركين بان الامور انتهت ووقعت المعاهدة في ذلك الوقت,, وما اريد ان اقوله هو ان الجو كان حينها مشحوناً بالادراك بالمسؤولية الكاملة والتصميم على الاتفاق، والمهم في ذلك ان الاحساس بالقربى كان له اثر على التوصل الى حلول مما سهل الامر.
صحيح اننا كمشاركين سعدنا بهذا الامر ولكنا كنا نعرف ماهي ردة الفعل عندما يعلن في البلدين وفي العالم العربي وفي العالم كله، وما نحب ان نؤكده انه لم يكن هناك تشدد وكان هناك ادراك بانه لابد ان نتفق خصوصا انه كان هناك شيء موجود ومحدد.
وأؤكد لكم انه خلال هذه اللقاءات لم نكن نشعر الا اننا فريق واحد يعمل بكل بساطة وهدوء والحمد لله كنا سعداء بالعقل والادراك السعودي واليمني وهو امر كان مشرفا حقيقة للبلدين.
ليست هناك أسرار
* معاهدة جدة نصت على الالتزام بمعاهدة الطائف 1934م هل هذا الالتزام يتعلق بجانب الحدود ام انه يشمل كل ماورد في معاهدة الطائف؟
هو حقيقة يشمل كل ماورد في معاهدة الطائف وجميع ملاحقها وهناك نص واضح في معاهدة جدة وغطته الملاحق ايضا، فقط احب ان أؤكد بانه لم يكن هناك شيء سري وكل ما تم الاتفاق عليه هو ما اعلن.
*سمو الامير,, في ضوء المعاهدة هل ستشهد الفترة القادمة اعادة النظر في وضع العمالة اليمنية بالمملكة؟
نحن نعلم ونقدر اهتمام اليمن قيادة وشعبا بهذا الامر، ولكني اعتقد في نفس الوقت ان الاشقاء في اليمن يدركون واقع المملكة، وبكل صدق نؤكد في المملكة اننا نرحب باليمنيين قبل أي جنسية اخرى مع احترامنا للجميع، ونعتقد بان اليمنيين اكثر الناس تفاعلا مع المجتمع السعودي بشكل كبير، انما ارجو من اخواننا في اليمن ان ينظروا الى مشكلة سعودية قد تكون في اولويات المشكلات الداخلية والمعاناة الكبيرة وهي مجالات عمل السعوديين، فالقضية لم تعد ان نسمح لهذا او نستقدم هذا، فنظرتنا الآن لمشكلة قائمة اثرها كبير على حاضر البلاد ومستقبلها، فقد لا تعرفون ان معدلات النمو السكاني في المملكة من اكبر المعدلات في العالم، واصبحت المعاهد والجامعات تقذف اعداداً هائلة، ولهذا اصبحت عندنا مشكلة اقتصادية واجتماعية وامنية وثقافية، فأصبح من اولى الاولويات الاستراتيجية تشغيل السعوديين، واعتقد انه ليس هناك من ينكر على أي بلد او دولة ان تهتم بايجاد فرص العمل لكل مواطن سواء كانوا رجالا او نساء لان البطالة سلبياتها كثيرة جدا وكل دولة معذورة في ان تعالج امور مواطنيها، ولا اعتقد أن هناك من يعترضني كدولة او قطاع خاص في ايجاد عمل لهذا المواطن، فالمواطن السعودي لديه القدرة والدولة نشطة الآن والقطاع الخاص على انشاء مراكز التدريب والتأهيل للسعوديين,, فنحن مثلا عندنا ثماني جامعات ولدينا عدد كبير من الكليات والمعاهد والخريجين اكثر من سوق العمل، واعتقد أنه ليس المطلوب في كل امة ان يكون الجميع جامعيين او اصحاب مؤهلات عليا لاننا محتاجون لاصحاب الحرف الصغيرة، ولذلك التوجه الآن ينصب لبذل جهود اكثر لانشاء معاهد التدريب التي لاتزيد فترة الدراسة فيها على سنة والدولة الآن تبحث مع القطاع الخاص انشاء مراكز تدريب في كل مصنع او شركة في الاعمال والخدمات العامة، وانا كرئيس للمجلس الاعلى للقوى العاملة اعرف بأن عملية سعودة الوظائف هدف من الاهداف التي لها الأولوية في استراتيجيتنا خصوصاً ان الشباب يلحون الحاحاً كبيراً ويحملون الدولة المسؤولية في ايجاد فرص عمل لهم فاصبحنا كدولة ندخل في الاشياء البسيطة مثل اسواق الخضار وقيادة السيارات بمعنى ان أي شيء نحققه لتشغيل عدد من السعوديين نعتبره شيئاً مهماً، ولذلك واقع الحال يقول إن عملية السعودة وتشغيل السعوديين هدف استراتيجي للدولة، فنرجو ان يعذرنا الاخوان واولهم اليمن لان القضية ليست انكفاء على الذات واختيار جنسية على جنسية، فنحن عندما نقول ان الدولة فيها 17 مليون انسان فلو حققنا 30% نعتبر ذلك شيئاً طيباً فأول شيء ان يجد المواطن السعودي عملاً، الشيء الثاني كمية الأموال التي تخرج عن طريق العاملين في المملكة اضافة الى العبء على المرافق، فالمياه عندنا محدودة، والكهرباء بحكم توسعة البلاد اصبحت مكلفة، الاتصالات، الخدمات العامة، الامن، كل هذه امور متعددة، فكون امة تزداد 7 ملايين انسان خلال سنوات قصيرة فهذا شيء غير طبيعي، ومقابل هذا بطالة ونعتقد انه من حق كل مواطن ان يعمل سواء كان رجلاً او امرأة، ولكن اين يعمل ومن هذا الجانب نرجو ان ينظر لهذا الامر نظرة جدية، واظن حتى الانسان كشخص لابد ان نجد له العذر عندما يهتم بنفسه ويعالج مشكلته قبل ان يعالج مشاكل الاخرين، فالقضية هذه لا ينظر اليها كما ينظر للقضايا الاخرى، ونحن في عهد العجلة تدور فيه بسرعة.
هذا جانب، الجانب الاخر ان متطلبات المواطن السعودي الحياتية والاسرية غدت اكثر من أية متطلبات اخرى حتى لو كان دخله محدوداً، ونحن نرى أن هذا الجانب له تأثيره بصرف النظر عن مسألة العمالة والاستقدام، لانه يترتب عليه ان نبقى او لا نبقى، فعندما تكون امة نصفها مشلول لاشك ستنشأ في المجتمع اشكال من البطالة والخمول والانصراف الى اشياء اخرى مثل المخدرات، الاخلال بالامن، والى السرقات,, الخ, لهذا الدولة تعمل بكل ما تستطيع واصبح الموضوع سياسة وطن فنحن نقول للشعب اعمل فيجاوبنا بأنه مستعد ان يعمل في أي مجال ولكنه يريد منا ان نوفر له هذا العمل وبأي مرتب مهما كان ولكن حتى في هذا يظل مرتب غير السعودي اقل كما انه يكون اكثر طاعة فأرجو من الجميع خصوصاً اخواننا العرب بشكل عام واليمن بشكل خاص ان ينظروا الى هذا الجانب نظرة موضوعية صادقة ومأخوذة من الواقع ولا تستغرب ان قلت لكم بان الدولة يخرج منها سنويا اكثر من 60 إلى 70 الف مليون دولار كان يمكن ان تصرف في البلد التي تتحمل مسؤولية 17 مليون انسان، وهناك بلدان شددت في هذا الامر وحققت ارتفاعاً في نسبة العمل في منطقتنا، وهناك دول تعدادها السكاني اقل من متطالباتها ولكننا العكس، فتعدادنا السكاني اكثر من متطلباتنا.
فواقعنا مختلف اضافة الى امر آخر نحمل المواطنين المسؤولية فيه وهو عملية التخلف للحاج او للمعتمر او الزائر وهذا كلفنا ايضا جهودا كبيرة وللأسف ينظر اليه من منظور سلبي في اليمن، فعندما يتم ابعاد مواطنين، فالقضية ليست قضية ابعاد لكنها قضية مخالفة للقوانين، وللأسف كما قلت فالمواطن يساعد في ذلك لانه يقوم بتشغيل مثل هذه الفئات باجر اقل وبطاعة عمياء فالآن اعدنا النظر في تنظيم هذه الامور وهي الآن امام مجلس الوزراء ولعلها تقلل من هيمنة السعودي على المقيم في حدود تعزيز مصلحة الطرفين وبالنسبة لاتفاقية الطائف فكما تعلمون ان معاهدة الطائف تضمنت تسهيل الدخول واعتقد انه بمرور اكثر من ستين سنة الى الان اختلفت الأمور ومجالات العمل تغيرت، فأرجو ان ننظر لهذه الامور من هذه الزاوية حتى نُفهم، وحقيقة والله نحن نرحب باخواننا اليمنيين اكثر، فنحن عندنا الان اكثر من 550 الف يمني ونتمنى ان تنسحب بعض الجنسيات ويحل محلهم اليمنيون، فالقضية ليست قضية علاقات بيننا وبين دولة ما ولكن هناك عوامل اخرى ربما الاجور الاقل او القدرة الاكثر على العمل او أي شيء آخر وهذه الامور يعرفها رجال الاعمال.
ولكن ما اود التأكيد عليه أقوله من موقع المسؤولية انه لم يأت الينا أي سعودي يطلب استقدام يمني ورفضنا طلبه بينما قد نرفض في حالة استقدام جنسيات اخرى، ونحن صراحة نجد بان اليمنيين هم الافضل لنا امنياً واجتماعيا, ولكن ما اريد قوله هو من المهم جدا ان نُفهم تماما وأؤكد من موقع المسؤولية انه ليس لنا أي هدف في التشدد بعدم الاستقدام الا ان نجد عملا للمواطن السعودي لا أكثر ولا اقل.
امتيازات لليمنيين
* قد نتفق معكم في ماذكرته بالنسبة للاستقدام ولكن بالنسبة لليمنيين المقيمين في المملكة حاليا كانت لهم امتيازات يحصلون عليها في مجال الصحة والتعليم والكفالة,, الخ، فهل سيحصلون على هذه الامتيازات في ظل المعاهدة؟
أي انسان لديه اقامة مشروعة نحن نساعده في ان يعمل في أي مجال، وحتى الانتقال من عمل الى عمل وهذا الآن ما يعاد فيه النظر، فمثلا نظام العمل لغير السعوديين يقرر بأنه من حق الكفيل اذا اختلف مع شخص ان ينهي العقد ويخرج هذا الانسان غير السعودي الى خارج المملكة لمدة سنتين وهذا لا نتعامل به مع اليمنيين.
* وبالنسبة للامتيازات الاخرى التي كانوا يحظون بها؟
هذا الامر يعود كما ذكرت الى زيادة النمو السكاني، فنحن بالرغم من مساعدة الدولة للقطاع الخاص بانشاء مستشفيات في كل مناطق المملكة فلا نزال نشعر بان لدينا نقصاً في القطاع الصحي ونتمنى للمستثمرين ان يعملوا في هذا المجال والآن تنشط وزارة الصحة ووزارة التجارة لجذب استثمارات في المجال الصحي وانشاء مستشفيات فما يحدث ان قلة قدرة المستشفيات الحكومية وقلة حجم المستشفيات الاهلية في الاستيعاب هو الذي فرض علينا اتخاذ مثل هذه الاجراءات.
وبالنسبة للتعليم نفس الشيء وقد تحدثت لكم قبل قليل حول هذا الموضوع، فهناك اعداد هائلة من السعوديين مقبلة على التعليم، واذا اطلعت على الاحصائيات سوف ترى باننا رفعنا نسبة القبول في الجامعات لمواجهة الاعداد الكبيرة من الطلاب فالقضية ليست قضية منح فرص او امتيازات لكنها في الحقيقة قضية قدرة الاستيعاب لا اكثر ولا اقل، ومع هذا الواقع لعلمكم الشخصي فاليمنيون مميزون عن الجنسيات الاخرى.
واجب ,, وإلزام
* وبالنسبة لنقل الكفالة؟
اذا كان النقل بموافقة الكفيل فنحن لا نتردد ابدا حتى أحيانا نتساهل في تغيير المهنة، فنحن ان شاء الله مقبلون على عمل تسهيلات للمقيم والتقليل من هيمنة الكفيل في تحركاته الداخلية وربما نعطي المقيم حرية اكثر في التابعين من أسرته واولاده، فهناك اشياء الآن محل بحث واتوقع ان تصدر قريبا,, وثقوا تماما ان أي طريقة يمكن ان نعملها مع اشقائنا اليمنيين لن نتأخر فيها، ولكن ألا يكون ذلك على حساب السعودي وأظننا معذورون في هذا الامر كما قلت، فأمامنا واجب نحو اخواننا اليمنيين وفي المقابل امامنا الزام امام المواطن السعودي.
* نعود سمو الامير الى حديثكم السابق حول الاولويات الاستراتيجية,, هل يعني حديثكم ان المملكة بدأت تعاني من البطالة؟
للاسف نعم فكما قلت لنا سنوات ونحن نبحث في لقاءات عمل بين رجال التعليم والمسؤولين وبين الباحثين والمتخصصين في اعادة النظر في مخرجات التعليم ونتابع هذا الموضوع بجدية ونفكر في عمل تغيير جذري في مخرجات التعليم بحيث تتواءم مع العصر ومع متطلبات الوضع الحالي ونرجو ان شاء الله ان نصل الى هذا بسرعة اكثر.
* هل هناك نسبة معينة للبطالة؟
كرقم دقيق لا يوجد، لكنها نسبة غير مريحة ومزعجة والمؤلم فيها ان هناك فعلا فرص عمل ولكنها مشغولة, فالقضية التي نعاني منها ليست عدم وجود اعمال، فالاعمال موجودة لكنها مشغولة بغير السعوديين.
* في استراتيجية السعودة، هل هناك خطة للاستغناء عن العمالة في فترة محددة؟
نحن نمضي في ذلك بالتدرج في كل القطاعات الخاصة ونضع لذلك حوافز وجوائز ونعقد سنويا لقاءات لهذا الغرض وأي مؤسسة تحقق نموا في تشغيل العمالة السعودية نمنحها امتيازات محفزة.
* في اطار التعاون المتوقع بين البلدين هل تتوقعون سموكم ان يستأنف مجلس التنسيق اليمني السعودي اعماله؟
اعتقد ان ذلك ما سيحدث والمجلس سيستأنف عمله ان شاء الله.
* حددتم منتصف الشهر الحالي موعدا للاجتماع مع اخيكم اللواء حسين عرب في صنعاء لعقد اللقاء الثاني للجنة العسكرية,, ما ابرز الموضوعات التي ستناقشها اللجنة في اجتماعها هذا؟
هي ليست لجنة عسكرية فقط، وانما لجنة لتنفيذ معاهدة جدة بكل مجالاتها وهي ترسيم الحدود واختيار الشركة المنفذة والتعاون بين المسؤولين عن الحدود، والجانب العسكري يتعلق بمواقع القوات المسلحة في البلدين حسب ماجاء في المعاهدة.
وسيكون هناك اجتماع للجنة الفنية في البلدين يوم 13 الجاري في صنعاء اما الاجتماع الثاني للجنة فسيكون في النصف الاول من اغسطس
وانا بانتظار تحديد الموعد من اخي اللواء حسين عرب وسنراجع في الاجتماع الثاني للجنة ما الذي تم ومناقشة الخطوات التي يجب ان نعملها وعملنا سيكون مستمراً خلال الفترة القادمة.
* في الجانب الأمني، هل هناك اتفاق على تعزيز الاتفاقية المشتركة وهل سيشمل ذلك مثلا تبادل الخبرات، التدريب ,, الخ؟
هناك اجتماع قريب ربما يتم خلال الاسبوع القادم بين المسؤولين في وزارتي الداخلية لا علاقة له بالمعاهدة ويتعلق بالاتفاقية الامنية وكيفية تفعيلها وتعزيزها، واحب ان اشير اننا منذ ان وقعنا الاتفاقية الامنية ابلغنا جميع المسؤولين عندنا بتفعيل هذه الاتفاقية وطبقنا فعلا ذلك.
أغلقنا ملفات الحدود
* بعد توقيع المعاهدة بين اليمن والمملكة وقعت المملكة اتفاقية حدودية مع دولة الكويت,, فهل تعتزم المملكة اغلاق كافة الملفات الحدودية؟
نحن تقريبا اغلقنا كل ملفات الحدود، وارجو ان يفهم الجميع ان موضوعنا مع الكويت يختلف كثيرا حجما ونوعا عن موضوعنا مع اليمن، فالاتفاقية مع الكويت كانت حول الحدود البحرية وهي محدودة جدا,، وهو امر صحيح يسرنا لكنه ليس بحجم المعاهدة مع اليمن وبالنسبة لحدودنا مع بقية الدول لا اعتقد ان لدينا مشكلات، فقد انهينا مع قطر والامارات وعمان والعراق والأردن، ولدينا فقط حدود بحرية مع دولة قطر واخواننا في الامارات ومع ايران لدينا قضية الحقل المشترك وهناك رغبة مشتركة لإنهاء هذا الموضوع، لكن ذلك لا يشكل مشكلة كبيرة في الحقيقة.
الإرهاب مرفوض
* سمو الامير، الارهاب صفة ألصقها الغرب بالعرب والمسلمين، ما مفهومكم للارهاب بشكل عام وكيف يمكن رد هذه التهمة؟
بالنسبة للتهمة التي الصقت بالعرب والمسلمين، الحقيقة هي تهمة مقصودة ولكنهم وجدوا ما يقولونه عند اندفاع بعض المسلمين او بعض العرب, التعامل مع عمليات ارهابية ظهرت خلال العقد الماضي وكلنا نعرف هذا وكنا نتمنى ألا يتعامل المسلمون بوجه عام ولا العرب بوجه خاص مع هذا الارهاب، وكون الغرب او الشرق يعتبر الدفاع عن الحقوق المشروعة ارهاباً فهذا امر مرفوض، فلا يمكن ان اسمي الفلسطيني ارهابيا ولا يمكن ان اسمي المسلمين في كشمير او الشيشان او في البوسنة ارهابيين فالعرب والمسلمون عموما ضد الارهاب، والارهاب يجب ان يحدد بان تعتدي على الابرياء او تحصل على حق دون ان تفكر في من هو مطلوب ومن هو البريء فلا يمكن أن تقتل عشرين شخصاً من اجل شخص واحد كما ان العمل خارج الوطن شيء وداخله شيء اخر، فداخل الوطن لماذا يحاول أي انسان لكي يحصل على حقوقه الوطنية القيام بعمليات ارهابية او يسيء للاستقرار في وطنه، لأنه اذا فقد الاستقرار في أي بلد واهتز الامن سيهتز كل شيء.
صحيح ان ما قيل عن العرب كثير، ولكن الرد العربي في العام 1419 ه كان رداً كبيراً من خلال اتفاق العرب جميعا على اتفاقية مكافحة الارهاب ونحن نطالب الآن العالم ان ينضموا الينا ونطالب بان تكون هناك اتفاقية دولية تماثل الاتفاقية العربية.
ونحن نقول الارهاب أن تطلب ما ليس حقا لك او تدعي بحق وتقتل ابرياء وننطلق كذلك من ديننا ومن عاداتنا وتقاليدنا بان النفس البشرية محرمة والشيء الذي اريد قوله واذكر انني قلته لإخواني وزراء الداخلية في الوطن العربي، اننا في العالم العربي كوزارات داخلية وكأجهزة امنية يجب ان ننفتح اكثر ويجب ان نبذل كل الجهود المكثفة والعملية وليس فقط بالكلام على ان نجعل المواطن يحس بانه هو رجل الامن الاول لذلك نحن اعتمدنا سياسة انه اذا لم يصل رجل الامن الى ان يخلق بينه وبين المواطن وداً واحتراماً نشعر باننا لن نصل الى الهدف، ونرفض ان يكون رجل الامن شرساً، ولابد ان يتقبل حتى اخطاء المواطن كي يطمئن المواطن ويهدأ ويتعاون معه لحل مشكلته، وبالطبع لابد هنا من ان نفرق بين المجرم، القاتل، المعتدي، السارق، المتعامل مع المخدرات والمخل بالأمن العام وحتى هذا يجب ان نتعامل معه بالتحقيق الصحيح الذي يحترم نفسه في عقله وفي جسمه، فهل لا يستطيع رجل الامن الوصول الى الحقيقة الا اذا استعمل كلمات نابية تجرح ضمير الانسان او ان يمسه بشيء يؤلمه في جسده فالتحقيق اختصاص وفن وحقائق تواجه بها المتهم.
لذلك آمل من كل وزارات الداخلية في الدول العربية ان تكون مريحة في تعاملها مع المواطن الذي يواجه مشاكل، وان تكون اقرب اليه، ثم ادعو الا تكون وزارات الداخلية منغلقة وان تكون مفتوحة وعندما ادعو الى هذا الشيء اقول اننا بدأنا بانفسنا واقول انه ربما اكثر وزارة ابوابها مفتوحة هي وزارة الداخلية في المملكة فوزارة الداخلية لدينا ليست جهازاً امنياً فقط ولكنها جهاز مسئول عن قضايا الناس وعن مشاكلهم والحمد لله اننا وصلنا الى ان نكسب ثقة المواطن بانه اصبح يرجع الى وزارة الداخلية حتى في مشاكله الأسرية.
واذا ما عدنا الى موضوع الارهاب نقول إن الارهاب يهدد حياة الانسان البريء لأن الإرهابي يعتقد انه لن يحصل على حقه الا بالقوة، لكن هذا العمل ليس فقط محصورا في حصول الانسان على حق ولكن سيتضرر به آخرون ليس لهم دخل فيه.
*كيف ترى سموكم وجود منظومة آلية متكاملة للامن في المنطقة؟
هذا الامر يتم تحقيقه بالاتفاقيات الثنائية بين الدول العربية، وموجود الآن لدى وزارات الداخلية نماذج للاتفاقيات لكن نحن هدفنا الآن وقد بدأنا منذ اجتماعنا في الجزائر العام الماضي السعي الى اتفاقية موحدة بين جميع الدول العربية وبلاشك اذا حدث ذلك سنكون حققنا هدفاً سامياً عندما نصل الى مرحلة يشعر كل رجل امن او كل جهاز امني انه مسئول عن امن الوطن الآخر وان شاء الله يتحقق ذلك، ونأمل ان ينظر الاعلام العربي الى أمر واقعي وهو نجاح وزراء الداخلية العرب في اجتماعاتهم، فقد قرأنا في بعض الصحف ان سبب نجاح وزراء الداخلية لأنهم يبحثون عن امن القيادات مع العلم بانه لم يطرح في كل اجتماعاتنا موضوع واحد يختص بأمن القيادات.
هذا ما نطلبه
* مسيرة التعاون الخليجي خلال هذه السنوات كيف تقيمونها,, وهل ترى ان المجلس استطاع تحقيق تطلعات شعوبه؟
ما من شك ان مجلس التعاون حقق اشياء ولكن اعتقد ان هناك اشياء اكثر مطلوب ان يحققها، على الاقل توحيد الموقف السياسي وكل ما يتعلق بالجوانب الاعلامية والاقتصادية والموقف الدفاعي كذلك يحتاج الى شيء اكثر والمواطنون في دول مجلس التعاون يطالبون باكثر ويرون بان ما تم اقل مما كانوا يتوقعونه، ونأمل ان شاء الله ان يتحقق لهم ذلك وهناك شيء آخر ولا أريد ان يفهمني اخواننا في مجلس التعاون خطأ، فبدون تقليل حقيقة من حجم او مسئوليات ولا قدر دول مجلس التعاون لكن نحن دولة لها اطلالة على الخليج ولها مساحة في الخليج العربي ولنا بقعة كبيرة وحدودنا وعلاقاتنا تمتد مع اليمن والاردن والعراق ومع دول البحر الاحمر اكثر وربما لو رجعتم الى تسمية المجلس هو مجلس التعاون ولكن ظهرت تسميات مثل الشعب الخليجي، المواطن الخليجي، حتى في المنافسات الرياضية يقال دورة الخليج فنحن دولة عربية ونحن سعوديون لنا مساحتنا ولنا حدودنا مع العراق والبحرين والكويت وقطر والامارات وعمان، وربما عمان تشبهنا إلى حد ما في مساحتها ووجود حدود لها مع اليمن ومعنا.
فاعتقد ان تسمية مواطن خليجي بالنسبة لنا غير دقيقة او غير صحيحة ولكن مواطن دول مجلس التعاون نعم، فنحن سعوديون ولا يفيد في دول مجلس التعاون ان يقول هذا او ذاك انا كويتي، انا بحريني، انا اماراتي وهكذا,, وهذا هو الواقع الآن، فصحيح نحن الدول المطلة على الخليج ولكن معنا العراق ومعنا ايران من الجانب الثاني وهؤلاء دول الخليج، ولكن عندما نقول دول مجلس التعاون فنحن الدول الست، فحجم المملكة وتعدادها السكاني وبقعتها وموقعها يجب ان يؤخذ بعين الاعتبار، ونحن لا ندعي ولا نطالب بشيء اكثر من واقعنا فبلادنا شرفها الله ببيت الله ومصلى رسول الله وما اظن لا مكة ولا المدينة ولا الكثير من مناطق المملكة تطل على الخليج فهي منطقة واحدة المجاورة لدول الخليج وهي المنطقة الشرقية بينما لدينا 12 منطقة لا علاقة لها بهذا، وهذا لا يقلل ابدا من تعاوننا ولا يقلل من تميزنا في مجلس التعاون بالتقارب اكثر والصفات المشتركة اكثر والارتباط الاكثر، فنحن مرتبطون بعضنا ببعض ومسئولون لأن المملكة مثلا لا تتردد في ان تقف مع دول مجلس التعاون واعتقد بان هذا هو المنظور الأشمل والمثال الحي لوقوف المملكة مع الكويت ولكن يجب الا يُنسى ايضا وقوف المملكة مع العراق في حربه مع ايران، فنحن في حرب العراق مع ايران ساندنا العراق ليس ايمانا من الشعب السعودي او القيادة السعودية بأحقية الحرب مع ايران وصوابها، وقد يكون خادم الحرمين الشريفين اكثر رجل قام بجهود لإشعار العراق بان هذا خطأ، ورغم ذلك لم تتردد المملكة في ان تكون عمقا استراتيجيا للعراق ولم تخفِ هذا وفتحت كل ابواب المملكة للعراق، وعندما وقفنا مع العراق لم يكن ذلك تعبيرا عن موقف عدائي لإيران لأنها دولة مجاورة وعلاقتنا معها طيبة، لكن لأن العراق دولة عربية والجوار يحتم علينا وكذلك الدين والعروبة ثم ميثاق الجامعة العربية فالذي ينظر الى موقفنا مع الكويت يجب ألا ينسى موقفنا مع العراق,ولعلكم تذكرون عندما ضربت اسرائيل المفاعل النووي العراقي كان الملك خالد عطر الله ذكراه اول من اعلن استعداد المملكة على ان تعيد هذا المفاعل كما كان.
نتألم لمعاناة العراق
* الوضع العربي حاليا مع ماحدث من انفراجات,, كيف ترونه؟
الوضع العربي اعتقد انه افضل مما كان حتى في العلاقات بين الدول العربية بعضها البعض فنجد ان العلاقات بين دول المشرق العربي مستواها طيب، والعلاقات بين دول المغرب العربي نفس الشيء وهي افضل بكثير مما كانت عليه، لكن لا ننسى بشكل عام ان قضية فلسطين لها تأثير كبير على كل العالم العربي، ولا ننسى ان الوضع في العراق الآن وضع مؤثر على العالم العربي ولا اعتقد بأن اي عربي يسره الوضع العراقي الآن، لذلك فالقضية الازلية القائمة والموجودة التي ستبقى مؤثرة هي قضية فلسطين بلا شك والاجحاف ضدهم الذي يقع من دول العالم وخصوصا من دول الغرب وربما امريكا بالذات من خلال عدم وقوفها العادل مع الحق، ولذلك كل ما يقال عن حقوق الانسان اعتبره مرفوضا قبل ان يخدم حق الانسان الفلسطيني وحق الانسان العربي في فلسطين، كما نأمل ان شاء الله ان يصل العراق في اقرب وقت ممكن الى مايعيده الى موقعه وتفاعله في جسم الامة العربية ونأمل ان تتغلب الحكمة والعقل لإزالة الاسباب التي ادت الى هذه الامور بالتفاهم مع العالم ومع هيئة الامم بالذات او مجلس الامن ولا اعتقد ان العراق بحاجة الى مزيد مما هو حاصل الآن، واحب ان أؤكد بأن المملكة العربية السعودية قيادة وشعبا تتألم كثيرا لمعاناة الشعب العراقي ومشاكله وتتمنى اليوم قبل الغد ان تنتهي هذه المعاناة.
تجنٍ وخطأ
* في ظل هذا الوضع الى أي حد أنتم متفائلون بانعقاد القمة العربية؟
للاسف أنا أقرأ في بعض الصحف العربية أو أسمع ان هناك تحاملا على المملكة وكأنها هي التي تقف امام انعقاد القمة، مع ان وزير الخارجية السعودي عدة مرات اكد بأن المملكة ستحضر اية قمة حتى بدون جدول اعمال لكننا نقول اذا أمكن ان يتفق على ذلك، فإذا كان هناك اصرار على ان المملكة هي المعيقة فهذا تجنٍ وخطأ لا يتفق مع الحقيقة ابدا، ولماذا لا تنعقد قمة على الاقل للتشاور بين القادة العرب، وربما يذلل ذلك الكثير من الصعوبات ومعالجة بعض الامور.
الكرة في ملعب اسرائيل
* فيما يتعلق بمسار السلام هناك من يعتبرون ان فشل قمة كامب ديفيد نجاح للعرب، لأن ياسر عرفات لم يتنازل عن القدس,, كيف ترى ذلك؟
انا اتفق مع هذا الرأي فالفلسطينيون رغم انهم ذهبوا متفائلين بتدخل امريكا خصوصاً ان الوعود التي طرحت بانهاء المشكلة كانت كبيرة وكان الجميع متفائلين بأنه سيتم الاتفاق، ولكن عدم الاتفاق الذي حدث الآن ورغم انه شكل خيبة امل الا انه افضل بكثير مما لو تم اتفاق فيه حيف على الحقوق الفلسطينية.
فبدون شك إن موقف الرئيس عرفات والمفاوضين الفلسطينيين يعتبر موقفا جيداً جدا ونستطيع القول بأن الكرة الآن في ملعب اسرائيل وامريكا وللاسف نجد أن تصريحات الحكومة الامريكية بعد فشل قمة كامب ديفيد لصالح اسرائيل اكثر مما هو لصالح فلسطين.
* شكراً جزيلا سمو الأمير.
|
|
|
|
|