رئيس التحرير : خالد بن حمد المالك

أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 10th August,2000العدد:10178الطبعةالاولـيالخميس 10 ,جمادى الاولى 1421

القرية الالكترونية

النافذة
عالم الافتراض والإسهام في النهوض بهذه الأمة 1/1
م, مشبب محمد الشهري
الأمة الإسلامية أمة عظيمة فيها من مقومات الحضارة ما يؤهلها بأن تمسك بزمام العالم وتقوده الى بر الأمان خصوصاً ونحن نعيش في زمن المتغيرات زمن التطورات السريع الذي يصعب على الحصيف التنبؤ عما يخفيه الغد.
ونحن نعيش في زمن زغلل فيه بريق الدولار عين الإنسان وذهب بعقله مما عطل في ذلك الإنسان جميع السجايا الإنسانية والصفات ولم يبق إلا غريزة حب المادة واصبح مجرد ترس في ماكينة الحضارة المادية.
ففي كل شارقة نهار تطالعنا وسائل الإعلام باكتشافات واختراعات جديدة فقد شهد عقد التسعينيات من القرن العشرين تطورات سريعة لم يشهد لها تاريخ البشرية مثيلاً فبالأمس عشنا ميلاد النعجة الشهيرة دوللي التي تعتبر أول حالة استنساخ من نوعها, واليوم نعيش ثورة الجينوم الخارطة الوراثية وهذا لا يعد إلا مجرد فتح بسيط في جدار السد الترابي الذي يحجز خلفه سيلاً هادراً ليست إلا لحظات وينذر بفيضان عارم من الاكتشافات, وكانت أواخر الثمانينيات وبداية التسعينيات قد شهدت تطورات جذرية في تقنية المعلومات والاتصالات وذلك بخروج تقنية الإنترنت الى الوجود مما كان له عظيم الأثر في كثير من التطورات التي بدأنا نلاحظ نتائجها على واقعنا الحالي, فعلى سبيل المثال تقنية المعلومات كان لها الأثر العظيم في تسريع اكتشاف الخارطة الوراثية وتأثير هذه التقنية يعد صحيحاً في أغلب الاكتشافات الحديثة.
وهذه حالنا اليوم فماذا عن الغد؟ لا أحد يعلم غير الله إلا ان الشيء الملاحظ ان عربة التطور منطلقة بسرعة كبيرة وكل يوم تتسارع أكثر وأكثر والله وحده يعلم الى ماذا سيقودنا هذا التطور السريع وبخاصة في عدم وجود الكوابح الأخلاقية لتلك العربة وكذلك في غياب السجايا الإنسانية التي ذكرناها سابقاً المتغيبة عن سائق تلك العربة الحضارية.
ولو سأل سائل اين نقع من كل هذا؟ لأتى الجواب مسوداً للوجوه فنحن لسنا إلا مجرد مشاهد فاغرا فاه في المسرح العالمي ويحاول إن استطاع متابعة مسرحية التقدم التي لا ناقة له فيها ولا جمل ومن يقوم بجميع أدوارها نسبة لا تزيد عن 20% من سكان هذا الكون.
ولا شك ان كثيراً ممن قرأ مقدمة هذا المقال التي فيها ان هذه الأمة الإسلامية لديها من مقومات الحضارة ما يجعلها تتبوأ أرفع المناصب,, سيصابون بهستيريا من الضحك وسيصمون كاتب ذلك الكلام بالمس او في احسن الأحول سينعتونه بالحالم,, فكيف بأمة وصلت الى ما وصلت إليه من الوهن والانهزامية وتغرد خارج سرب التقدم كيف بها ان تمسك بزمام العالم وتقوده الى بر الأمان؟، كيف لأمة تقتات على فتات موائد الأمم الأخرى ان يصبح لها شأن؟ وكيف يكون لها موضع قدم في نادي الدول المتقدمة؟
نعم عزيزي القارئ انني مازلت مقتنعاً ان في حيازة هذه الأمة العظيمة من مقومات الحضارة ما يشفع لها بأن تتبوأ مكاناً عالياً بين بقية الأمم ولكن كيف؟ أما كيف فسيكون موضع حديثنا للأسبوع القادم إن شاء الله وسنرى ما علاقة تقنية المعلومات بهذا الموضوع.
MMshahri@SCS.org.sa

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة][موقعنا]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved