| مقـالات
هل سبق أن وجدت نفسك على شفا الاستسلام يأسا وقنوطا من الحصول على شيء أمنيتك الوحيدة تمثلت في الحصول عليه؟,,, هل كدت ذات يوم أن تسقط في مأزق لم يدر بخلدك الوقوع به البتة؟,,, هل داهمتك ذات ليلة معضلات حرمت جفنك من النوم,,, هل كنت ذات مرة قاب قوسين أو أدنى من الانهيار؟؟,,, هل تجلى صباحك ذات (صباح) وأحسست أن للدنيا باباً واحداً فقط,,, باب مغلق أمامك إغلاقا محكما؟!
حسنا، كيف تغيرت بك الحال (من حال إلى حال؟!),, لكأني بك الآن لا تفتأ تتعجب وتقارن حالك (الآن!) بحالك إبان أزمتك وكيف انكشف بقدرة الله ما اعتراك من ألم ومعاناة في وقت كان اليأس مسيطرا على كيانك والسهاد حليف عينيك وفجأة أزيح الستار وانكشف، بإذن الله ضرك! في الحقيقة إن انكشاف ما اعتراك ليس سوى نتيجة تلقائية لصبرك على ما ألم بك، إن الفرج وكما تعلم منوط بالصبر على قضاء الله وذلك من خلال التبصر والتأني والروية والحكمة وبالتالي الرجاء والاستجداء أولا وأخيرا لخالقك وخالق الرجاء والاستجداء, إن إنسانيتك قادرة بإذن الله على التعامل مع ما قد يعكر صفو (إنسانيتك) طالما تشبثت بالأمل كمضاد حيوي فاعل للألم.
إن مجرد ايمانك بأن مشكلتك مهما عظمت فهي مشكلة قابلة للحل,,, لحل بحد ذاته, إنك لسعيد الآن لكونك لم تخلط بين ما يتطلبه (الحدث) من حلول وقتية/آنية لحظة وقوعه وما تتطلبه ذيوله وتبعاته من حلول مستقبلية طويلة المدى, إنك بحكمتك قد عرفت أن خلطا كهذا قمين بخلق الأوراق وبلبلة الأفكار فتراكم المشاكل فتوسيع نطاق الاستفحال والتأزم فالاذعان والاستسلام.
هل لاحظت كيف نجحت بمجرد أن وضعت في ذهنك أن كل البشر السابق منهم والمنتظر قد امتحنوا ومروا بتجارب أليمة ومع ذلك نجحوا بالخروج من متاهات آلامهم والفكاك من قيود تجاربهم وهم أكثر إصراراً وعزماً على النهل من سلسبيل نهر (أمل) جميل بغد أجمل بشعاع شمس النهار وضياء قمر الليل, ولم لا؟!,,, فإن لم تجرب فبادر وجرب:
فللنجم من بعد الرجوع استقامة وللشمس من بعد الغروب طلوع |
ختاما، تذكر أن مثلنا الفصيح يقول في التجارب علم مستأنف أي جديد, وتذكر كذلك أن معيار التجربة (كعلم جديد) لا يحدد معدنه وحجمه وثمنه سوى أنت وأنت فقط وذلك باستفادتك من دروسها باخضاعها للتطبيق العلمي وعلى غرار قول من قال: السعيد من اتعظ بغيره، والتعيس من اتعظ بنفسه , إنك الآن تمتلك اليقين القاطع لقطع دابر أسباب الشك بحتمية إطلالة الفرج؟ وعليه، تذكر إن جزءا من استفادتك من تجربتك هذه يتمثل بتذكرك لآلام الآخرين وبتقمصك لأدوار ضياع حيلة أخيك الانسان في غياهب اليأس فلهفته وتطلعه للفرج,,, إذن: شارك هذا الآخر آلامه وادع له بالفرج العاجل:
عسى الكرب الذي أمسيت فيه يكون وراءه فرج قريب |
* للتواصل ص ب 4206 رمز 11491 الرياض
|
|
|
|
|