رئيس التحرير : خالد بن حمد المالك

أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 10th August,2000العدد:10178الطبعةالاولـيالخميس 10 ,جمادى الاولى 1421

مقـالات

الأمير عبدالله,, والحدود مع,, الكويت
أعود إلى موضوع حيوي ظل يعتمل في وجداني منذ أسابيع بعد الجهود الطيبة التي بذلها ولي العهد الأمير عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله حول قضية الحدود بين المملكة العربية السعودية والكويت.
والى محاولة الانتهاء من تلك الأمور العالقة حتى تلتفت دولنا في هذه المنطقة الحيوية من العالم الى بناء نفسها ومساندة أفراد شعوبها بكافة طوائفهم وللحاق بسبل الحضارة العالمية الحالية.
إن العلاقات بين الكويت ونجد قديمة وراسخة، وبالنسبة للحدود فلم تكن معروفة سابقاً بالصورة المتعارف عليها في وقتنا الحاضر, لقد كانت العلاقة بين المشيخة الصغيرة الكويت، وبين نجد قلب الجزيرة العربية الممتدة الأطراف، وكان الطرفان حينها يمران بطور من التحولات السياسية من النظم القبلية المحدودة الى نظام دولة حديثة, بالطبع لم تسلم تلك العلاقات من توتر فيما بين الطرفين في محاولة لكل طرف في الحفاظ على استقلاليته الذاتية وروحه الوطنية, أيضا لم يخلُ الأمر من تدخلات أجنبية كان لها مصالح كبيرة في المنطقة، وقد ساهمت في صياغة الأحداث والحدود فيما بعد بين كل دول المنطقة ومن ضمنها نجد والكويت وانتهى الأمر الى ترسيم الحدود بن البلدين العربيين على النمط الأوروبي، لتصبح بذلك أول حدود تعرفها شبه الجزيرة العربية في تاريخها وذلك في العام 1319ه 1902م.
يقول الدكتور خالد السعدون في كتابه المعنون باسم العلاقات بين نجد والكويت ان الكويت ظهرت للوجود في القرن الثامن عشر الميلادي، وهي ككيان سياسي ليست موغلة في القدم، ولكن في منتصف العقد الأخير من القرن التاسع عشر أخذ البريطانيون ينظرون للكويت باهتمام متزايد,, في نفس القرن تقريباً ظهرت بذرة دولة قوية في تربة الجزيرة العربية فقد تحولت الدرعية من قرية صغيرة هادئة، الى مركز قوة اتحد فيه الدين بالسياسة,, وفي العام 1340ه 1922م عُقد مؤتمر العقير وامتد الخط الأحمر، ثم الأزرق، وهكذا تعدد الخطوط وتعقدت مما جعلها ولسنوات بؤرة ذات طاقة كامنة للنزاع بين أطراف مختلفة، نتيجة الصعوبة في رسم الحدود عبر رمال الصحراء، وبين قبائل لم تعرف من قبل أي معابر للحدود السياسية او الجغرافية، وكانت الشرعية الوحيدة المعترف بها شرعية الانتماء القبلي وحسب.
قرأت في أحد الكتب أن الحدود من قبل كانت ترسم من أجل تأمين الملاحة البحرية، أو تجارة المواشي، او من أجل النفوذ، ولكن في بداية العصر الحالي صار للأمر علاقة بالطاقة وأهميتها عالميا,, وصارت للرمال والصحاري معنى.
ولكن الشيء المؤكد هو أن المملكة العربية في العالم المعاصر صارت تتمتع بنفوذ كبير وغدت أكبر دولة منتجة للنفظ، ولها ثقلها الاقتصادي بحيث انها تؤثر بصورة مباشرة أو غير مباشرة على ميزان القوى الاقتصادية في العالم، ولا يغيب عن أذهاننا الدور الفريد للمملكة العربية بوصفها مهد الإسلام وفيها الحرمان الشريفان مكة والمدينة.
إن القوة السياسية والدينية والاقتصادية للمملكة العربية السعودية شدت انتباه كل العالم، وظهرت كتب كثيرة عنها، وكتابات بكل اللغات في الصحف والمجلات.
كتبت الباحثة لطيفة السلوم من جامعة الرياض تعريفاً للحدود في كونها خطوطاً تُرسم على الخرائط وتوضح على الطبيعة لتبين أين تنتهي سيادة دولة من الدول، وأين تبدأ سيادة دولة مجاورة، أو بمعنى آخر هو الخط الذي يفصل سيادة وحدة سياسية عن سيادة وحدة سياسية أخرى, وبداخل تلك الحدود تتمتع تلك الدولة وحدها بحق الانتفاع والاستغلال لخيرات اراضيها، وتدخل ضمن أراضي الدولة المسطحات المائية وأجزاء من البحار التي تجاور شواطئها والتي تعرف بالمياه الإقليمية وكذلك طبقات الجو العليا.
على العموم كانت المملكة ولم تزل تنتهج مبدأ السلم وحسن الجوار بينها وبين كل الدول المحيطة بها,, وبالنسبة لمسألة الحدود فهي مسألة قائمة بين العديد من دول العالم في الغرب والشرق، والخطوط دائمة التغير على مر الزمن، لهذا نجد أن خريطة العالم السياسية لا تبقى على حال, وقد مرت الحدود بالعديد من التطورات حتى وصلت الى شكلها الذي نراه اليوم.
وبالطبع نريد لدولة الكويت أن تعيش الاستقرار بعد التوترات التي مرت بها منذ عشر سنوات، وما عقب ذلك من آثار طالت الحياة الاجتماعية، وبروز سلبيات كثيرة، وانكفاءات متعاقبة وربما حل مشكلة الحدود ومبادرة المملكة العربية السعودية المتمثلة بموقف الأمير عبدالله بن عبدالعزيز الحيوي والفاعل في إنهاء تلك المسألة سوف يؤدي الى استقرار كل الأطراف في المنطقة في الفترة الأخيرة لا نستطيع أن ننكر الدور الثابت للمملكة والذي يجسده الأمير عبدالله في حمل مبادرات السلام وحسن الجوار لكل من ينتمي لهذه المنطقة الاستراتيجية التاريخية, إن المملكة العربية منوط بها في الوقت الحاضر تطوير التعاون الإقليمي في منطقة الجزيرة والخليج العربي، وأيضا عربيا، والى دعوة كافة الدول للتعاون على كافة الاصعدة من أجل استقرار وأمان الجميع.
منى الذكير

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة][موقعنا]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved