| فنون تشكيلية
*
* عرض :محمد المنيف
المبدعون الشباب والموهوبون بما تعنيه الموهبة هم من يعتمد عليهم في استمرار خطواتهم المستقبلية الداعمة لمسيرة الوطن ولهذا ففي كل الدول المتقدمة علمياً وابداعياً حيز كبير من البرامج للأخذ بأيدي هؤلاء والعناية بهم وتسهيل السبل أمامهم إذ ليس بالامكان ان نصنع مبدعا ولكن بالامكان رعايته فالموهبة كما هي تسميتها هبة من الخالق عز وجل تولد مع من وهبت له ونجدها في القلة القليلة من الناس على اختلاف قدراتهم الذهنية ممن هم في قمة الذكاء او أقل وقد لانجد من بين المائة شخص سوى اثنين فقط وهذا دليل هام على ندرة الموهوب او المبدع مما يزيد أهمية الاخذ بموهبته ورعايتها وهنا يبدأ السؤال الكبير والمهم في ظل وجود اعداد مبشرة بالخير وحاملة بين جوانحها القدرة والعبقرية ماذا يمكن ان نقدم لهم وكيف يتم ذلك ومن المكلفين بالاهتمام بهم وما مدى قدرة اولئك المكلفين على التعامل والتفاعل مع المبدعين والهواة.
أسماء تأتي ثم تنسحب
ومن خلال متابعتنا للعديد من المعارض التي يجد فيها الموهوبون والمبدعون الشباب فرصة مبدئية للتواجد والاحساس بالدعم نفاجأ بعد معرض أو معرضين بابتعاد اولئك الواعدين او اختفائهم تماماً عن العودة مرة أخرى مما دفعنا لبحث الاسباب وسبل حلها إلا اننا نجد التردد من أصحاب الشأن وهم المبعدون بحجة ان صوتهم لن يصل وان في التصريح بما يعانونه ما قد يسبب لهم مواقف عكسية في المستقبل مع منظمي المعارض، ورغم تهرب هؤلاء من الحديث المباشر إلا أن الصفحة استشفت بعض الاسباب منها، ان اقامة بعض المعارض تعتمد في تنظيمها على الشللية واختيار الاسماء اكثر من تمييز اعمال بالإضافة الى وجود الشك في أن اعمالنا والكلام للمبدعين الشباب ليست من ابداعنا مما يعرضنا للإحباط كما يضيف البعض من هؤلاء الشباب ان حظهم في الفوز بالمسابقات ضعيف وأحياناً بعيد المنال لاعتماد المحكمين على الاسماء المعروفة والتي يتكرر فوزها في معارض سابقة ولفنانين اصبحت اسماؤهم ثابتة في كل معرض كما يرى البعض ان الدعوات للمعارض لا تصلهم بينما تصل الفنانين المعروفين مما أوجد حاجزا كبيرا يفصل بين وصول اعمالنا ومشاركتنا للمعارض التي تقيمها الجهات الرسمية كما يضيف هؤلاء الشباب المبدعون ان هناك أيضاً تقصيرا من الاعلام وخاصة الصحافة في ظل غياب فقرات أو برامج في التلفزيون عن الفن التشكيلي واعتماد الصفحات التشكيلية على الفنانين الرواد والمعروفين، كل هذه المبررات والحكايات كما يحب بعضهم تسميتها وغيرها كثير اسباب تستحق الاهتمام ولهذا كان لنا هذا التقرير ولنا أيضاً الرأي.
ارتجالية التنظيم وسوء
التحكيم في مقدمة الأسباب
وإذا وضعنا كل ماجاء سابقاً تحت مجهر الحقيقة وجدنا ان ماقيل من هؤلاء الواعدين صحيح مائة بالمائة وان هناك الكثير من القصور تجاه ابداعهم وتجاه الاخذ بأيديهم وبشكل منظم ومدروس لا ان نعتمد على مايتم من فرص ضئيلة ومحدودة من بعض الاندية والتعامل مع هذا الابداع كنشاط ثقافي مجبرين على إقامته من أجل الميزانية العامة للنادي بينما لايصل مرسم الموهوبين او الفنانين في النادي إلا مايجود به المسؤول من حسنة لاتسمن ولاتغني من جوع والبقية تصرف على الانشطة الرياضية خصوصاً في الاندية المتوسطة والصغيرة التي يحتاج منسوبوها من المبدعين للرعاية وتأمين المستلزمات دون تأكيد على المشرفين الثفافيين بأن يأخذوا الموهوبين بعين الاعتبار وان يتم بناء على ذلك وضع استمارات خاصة مزودة بصور الاعمال تحفظ في ملفات خاصة للمتابعة.
وإذا كنا قد وضعنا الاندية كمثال فلأن الامر منوط بهم في الوقت الذي تغط فيه فروع جمعية الثقافة والفنون في سباتها العميق بينما مواهب التشكيلية تذروها الرياح قد لا تتذكرهم إلا عند تفعيل نشاطها السنوي.
ومن الجوانب الهامة أيضاً والمؤثرة على تواصل اولئك الفنانين الواعدين مايتم من ارتجالية في تنظيم المعارض الجماعية التي تقيمها الجهات المسؤولة عن الفن التشكيلي اعتمادا على الاعلان للمعرض والمحدود الوصول ومن ثم تقديم ماجاد به الوقت دون طرح أي تساؤل عن من لديه بالفعل أعمال جيدة وواعدة مع ما يشوب لجان التحكيم من أخطاء وتهميش للموهوبين والاعتماد على من لهم سابق تواجد وحصلوا على جوائز سابقة للتخلص من الاحراج ومن المؤسف أيضاً أن يواجه بعض الشباب الواعدين والموهوبين حقاً بنرجسية وتعال من بعض الفنانين أو المعنيين بالمعارض ممن لا يملكون ادنى معرفة بأصول العمل الفني وجوانب الابداع المنبئ بقدوم فنان جديد وقدر لهم العمل في هذا المجال أن يظهروا للموهوبين والمبدعين القادمين على مراكب الأمل الاجابات الصادمة والمحبطة وفي كثير من الأحيان الرافضة للمشاركة بحجة ضعف العمل أو أن المعرض يضم أسماء معروفة علماً أن مايتم عرضه بعد ذلك لا يتوافق مع مايقال.
المعارض الخاصة بالواعدين هي الحل
ورغم أن هناك العديد من الحلول والخطوات التي يمكن ان نقف وتقف الجهات المعنية بالفنون من خلالها الا ان المعارض المحددة لهؤلاء كما يمكن ان يطلق عليها معارض الفنانين الواعدين او معارض الفنانين الشباب مع تحديد العمر الزمني والفني بالإضافة لمستوى مايقوم به الفنان الواعد من خطوات جادة وبمستوى جيد تؤهله للعرض مع الفنانين أصحاب التجارب والخبرات المشابهة وهذا ماطالبنا به ولم نجد آذانا صاغية ليتم تحديد المستوى ونوعية المعارض وكان أملنا كبيرا في معرض الفن السعودي المعاصر ان يكون هو المنقذ لحالة الازدواجية ليكون خاصا بالفنانين أصحاب الخبرات وأن يكون هناك معرض آخر للمبدعين الشباب ولكن الأمر مازال مستمراً فأضاع منظمو المعارض صيدهم في عجاجهم واختلط الغث بالسمين ولم يعرف المبدعون الشباب أين موقعهم ومكانهم المناسب وماهو تقييم المنظمين للمعرض لإعمالهم ومع من هم الآن مع الكبار أم مع الهواة بالاضافة لوضع خطة عمل يتم خلالها تحديد المتميزين من المبدعين ووضعهم أمام عين المسؤول المختص ومهمته في المتابعة والدعوة ووضع برامج خاصة لهم ومنها اقامة معارض داخلية وخارجية.
نماذج نقف لها احتراماً وتقديراً
واليوم نحن سعداء ان نقدم نماذج من الابداعات الرائعة ولأسماء نجزم بإذن الله ان قادم الأيام سيكون لهم شأن كبير في الساحة التشكيلية السعودية خاصة والعربية بوجه عام مع اعتزامنا الاستمرار في تقديم أمثال هؤلاء الواعدين والتعريف بهم.
|
|
|
|
|