| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة
لقد توقع الكثير من السياسيين نجاح المفاوضات التي عقدت بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية في كامب ديفيد ولكن هذه المفاوضات فشلت ولم تستطع ان تتوصل الى حل لأية مشكلة من المشكلات بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية، وخرج كل فريق يتهم الآخر بفشل المفاوضات مع ان الحكومة الامريكية برئاسة كلينتون الذي يحضر الاجتماعات بنفسه ليلاً ونهارا أعلن أن القدس هي العقبة الكأداء التي عجز المفاوضون عن حلها.
وفشل المفاوضات يرجع في نظري إلى ضغط الشارع الإسرائيلي فقد ذهب إيهود باراك إلى المفاوضات مكسور الجناح بانسحاب بعض الاحزاب من حكومته واستقالة بعض الوزراء وتهديد آخرين بالاستقالة إن قبل رئيسهم برد الحق المسلوب الى الفلسطينيين في القدس، وفي السماح بالعودة للاجئين الفلسطينيين، وقامت المظاهرات العارمة ضد إيهود باراك لقبوله بمبدأ التفاوض مع رئيس السلطة الفلسطينية على حل شامل وإحلال السلام بين الدولتين, فقد تجمع واحتشد أكثر من مائتي الف يهودي بساحات تل أبيب ينادون ويهتفون بسقوط إيهود باراك ونزع الثقة منه، هذا الشعب الظالم الناكر والجاحد لحقوق الشعب الفلسطيني كان هو السبب الرئيسي في إفشال المفاوضات لأن رئيسهم كان يفاوض وهو تحت مطرقة الخوف من شعبه ومن اليمين المتطرف صاحب النفوذ في الدولة العبرية ناهيك بالمغتصبين سكان المستوطنات.
أما (عرفات) والفريق المفاوض معه فقد تمسكوا بحقوق الشعب الفلسطيني في القدس وفي حق عودة اللاجئين من ارض الشتات إلى ديارهم المغتصبة لأن الشعب الفلسطيني المظلوم منذ نصف قرن كان يقوم بالمظاهرات الضخمة الحاشدة في غزة وفي رام الله دعماً لعرفات في الإصرار على حقوق الشعب الفلسطيني والتمسك بقرارات الشرعية الدولية، ولكن بضغوط شعب ظالم وبضغوط شعب مظلوم فشلت المفاوضات وعاد كل فريق بخفي حنين وعاد كل من عرفات ويهود باراك ليستقبلهما الشعب الظالم والشعب المظلوم وكأنهما ابطال معركة قد نجح كل منهما في كسبها.
ناصر جميل ناصر
|
|
|
|
|