أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 9th August,2000العدد:10177الطبعةالاولـيالاربعاء 9 ,جمادى الأول 1421

عزيزتـي الجزيرة

السلوك حضارة
عزيزتي الجزيرة
كثيراً ما نشاهد في وسائل الاعلام المرئية بعض المغامرات والرياضات العنيفة ولتلك المغامرات عشاقها من ممارسين او مشاهدين ولها ضحايا من الطرفين ومن تلك الرياضات إن صحت التسمية سباق السيارات, وكم من حوادث مؤلمة نالت الممارسين والمشاهدين لكن تلك الرياضات تمارس في ميادين خاصة والمركبات أيضاً بمواصفات وتجهيزات تلائم الغرض, والممارسين لتلك المغامرات والمشاهدين لها اختاروا ذلك بمحض إرادتهم في الغالب لكن المؤسف حقاً أن نرى صوراً مشابهة لتلك المغامرات تمارس من البعض عند قيادة المركبات في الشوارع والطرق العامة التي هي ملك للجميع ينشدون فيها الأمن والسلامة ولايقبلون تلك الممارسات ولايتحملون نتائجها المفجعة.
إن الطرق والميادين مرافق خدمة وليست ميادين للسباقات والمغامرات المجنونة وتلك التصرفات تتعارض مع الآداب العامة وهي خروج على المفهوم الصحيح للقيادة ومسؤولياتها وتجاهل لحقائق ونتائج سيئة هي خير واعظ وهي نوع من ترويع الآمنين فالحوادث التي تتحول فيها المركبات إلى قطع متناثرة مقتلعة الأشجار والحواجز ملطخة بدماء الأبرياء هي مشاهد لاتقبلها النفس ولايقرها الذوق السليم، وبعض الإحصائيات تقول إن هناك قتيلا وأربعة مصابين في كل ساعة والخسائر المادية (21) مليار في السنة تلك هي الخسائر المادية والبشرية وهناك خسائر جسيمة أخرى منها الأضرار الاجتماعية والأضرار الصحيةوالاضرار التربوية لأن استمرار هذا السلوك في قيادة المركبات من شأنه المساهمة في ترسيخ مفاهيم وسلوكيات لدى النشء يصعب معالجتها وكأننا بذلك نسير في خط معاكس لما يبذل من جهود في مجال التوعية المرورية.
إن قيادة المركبات سلوك والسلوك حضارة فمتى نشهد تحولا صحيحا والتزاما بالسلوك الحضاري, تتكرر دائماً عبارة (القيادة فن وأخلاق) لكننا في حاجة إلى تفعيلها عملياً, لقد تخلى كثيرون عن تعاليم الدين وحادوا عن السلوك الحضاري في آداب الطريق وتجاهلوا تعاليم وأنظمة السير ونهجوا منهج إن لم تكن ذئباً أكلتك الذئاب ولهذا نرى تصرفات مدهشة تنم عن عدم المبالاة.
إن نظم السير وإرشاداته هي خلاصة معاناة وتجارب ودراسات من سبقونا في صناعة المركبة واستخدامها ولهذا لن يكون هناك بدائل عنهاوالالتزام بها ضرورة وواجب وسبب للحماية بإذن الله من مخاطر السير لقد ايقنت بعض الشعوب بمقاصدها واحترمت مدلولاتها والتزمت بها فظهرت ايجابياتها فأصبحت قيادة المركبة فنا وسلوكا,, فمتى نقوم بواجبنا ونساهم في حماية أنفسنا ومجتمعنا بتصحيح سلوكنا في استخدام الطريق وكما يقال (السلوك حضارة).
والله من وراء القصد,.
فهيد بن فرحان الفايدي

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved