أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 9th August,2000العدد:10177الطبعةالاولـيالاربعاء 9 ,جمادى الأول 1421

عزيزتـي الجزيرة

مشيداً بريشة الرسام (هاجد)
فكرة راقية ومعنى عميق لهذه الرسمة
عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بعد
جسّدت رسمة الكاريكاتير للأخ (هاجد) في الصفحة الأخيرة من عدد الجزيرة 10171 ليوم الخميس 3/5/1421ه واقعا مؤلما تعيشه أجزاء من عالمنا العربي اليوم بكل أسف، حيث التهافت على توافه الأمور عوضا عن معاليها، والرضا بالأدنى عن الذي هو خير، فقد بدت لنا الكرة الارضية في هذه الرسمة على قسمين: قسم يمثل العالم الغربي وهو يعج بالمؤتمرات العلمية والأبحاث والملتقيات الادبية وخلافها، بينما القسم الآخر ويمثل العالم العربي قد هاج وماج بمهرجانات الفن والطرب في بيروت ودبي والقاهرة وغيرها، بل ان الفائض من هذا العطاء الفني الممجوج للفنانين والفنانات العرب قد ابتليت به بعض العواصم الاوروبية، وذلك عوضا عن تنويرها بما هي عطشى إليه من النقاء الروحي والعقدي!!
في تصوري أن هذه اللوحة الكاريكاتورية جميلة بكل المقاييس، فقد أبدعت أنامل الأخ (هاجد) في صياغة فكرتها الى مستوى راق جداً، فضلا عن المعنى العميق لهذه الفكرة وما تسعى إلى ايصاله للقارئ من إشارات نقدية متزنة وواعية.
نعم قد توجد في ثنايا المجتمع شريحة يكون لها مثل هذا الاهتمام مع ما فيه من المخالفة للمنهج القويم، ولكن ان يكون همّاً لمختلف الشرائح، وان يزاحم المجالات الأخرى ذات الصلة بمستقبل الأمة ورفعتها هذا شيء عُجاب، فمن المضحكات المبكيات في آن واحد أن ترى هذه الحشود المكتظة في حفلات الغناء، وما تبديه من الرقص المزري على نغمات الموسيقى والصوت النشاز،بينما تجد المقاعد في ندوات العلم والفكر والأدب تشكو قلة الحاضرين!؟, لا أدري حقيقة من الملوم فيما وصلت إليه اهتمامات البعض من ترد وانحدار، إذ ليست هناك نظرة مستقبلية طموحة، وليست للفرد رسالة واضحة يهدف إلى تقديمها من خلال جهد فكري او علمي أو أدبي يحقق الذات ويفيد الآخرين؟
كذلك لابد لنا في ظل هذا التقدم التكنولوجي الذي يشهده العالم اليوم من يد طولى تشارك وتنتج وتبتكر بعيداً عن مقاعد الفرجة والاستهلاك المرفوض، ذلك أنه وبقراءة سطور التاريخ التليد لأمتنا تتأكد الريادة، ومن سجلات واقع الحياة العلمية والعملية لأبنائها تتجلى بكل وضوح نماذج فريدة ورائعة من القدرات والطاقات المؤهلة للإسهام وبكفاءة عالية.
فأين هي قاماتنا الشامخة وعطاءاتنا الخيرة، وما نتحمله من امانة عظيمة ورسالة سامية إزاء هذا العالم المتعطش إلى نهر الهداية، المنتظر بكل حرقة لمشاعل النور وهي تضيء له دياجير الظلام من سراديب الحياة الكئيبة، وذلك تحقيقا لشمولية الرحمة في قوله تعالى: (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)، وقياماً بمسؤولية الدعوة في قوله سبحانه: (قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني)، فهي رسالة لكل الخلق، ومهمة يتحملها الجميع، كلٌّ بحسبه وطاقته وقدرته، وقبل ذلك كله من خلال سلوكه وتعامله,, حينها يكون هذا الإنسان قرآنا يمشي على الأرض، يهدي الحيارى ويرشد التائهين,,, والله المستعان.
أحمد الخنيني
الزلفي

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved