أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 9th August,2000العدد:10177الطبعةالاولـيالاربعاء 9 ,جمادى الأول 1421

عزيزتـي الجزيرة

سئل عن أبيه فاغرورقت عيناه بالدموع
عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,, وبعد
لقد اطلعت كغيري من القراء على الموضوعات التي طرحت وتطرح على هذه الصفحة والتي تعالج كثيرا من المشكلات الاجتماعية التي لها آثار سلبية على مجتمعنا فمن هذه المشكلات (مشكلة الطلاق) فكم من واعظ حذر منها وكم من اجتماعي ذكر آثارها وكم من ام بسببها هلت دموع الحزن وكم من ابن قذفت به في بحور الهلاك أظلم مستقبله وخيم عليه كثرة التفكير وشرود الذهن لا يأوي الى فراشه الا بساعة متأخرة من الليل ويقضي ذلك قاعدا واضعا يديه على خديه مغرورق العينين يفكر بأم أو أب أو أحدهما حال بينه وبينهما ظلام الليل واذا اصبح غدا الى مدرسته لا يفكر بنجاح ولا مستقبل بل يريد ان ينسى همومه ولكن اذا وجد معلما يزجره لعدم مذاكرته وينهره لعدم انتباهه او مديرا يعاقبه اذا اخرج اليه أو مرشدا لم يحاول دراسة حالته لازداد همه هموما كثيرة وزادت حالته سوءا.
ودونكم هذه القصة الواقعية والتي حدثت في احد الصفوف الابتدائية قبل سنوات ليست ببعيدة فقد كان هناك طفل يبلغ من العمر تسع سنوات تقريبا ترى الحزن في عينيه وجسمه انحله الهم كثير التفكير شارد الذهن اثناء الدرس, اذا بدأ الدرس اخذ يحدق بالحائط الذي امامه واضعا يده على خده وعيناه مغرورقتان فإذا طلبت منه الانتباه أفاق كأنه مفيق من سبات عميق فلما رأيته مستمرا على هذه حال استدعيته في ذات يوم وسالته عن سبب التفكير العميق وما الذي يشغل باله فقال لي: لا شيء فالححت عليه ولكن لا فائدة فسألته عن والده فاغرورقت عيناه فقلت: هل والدك متوفى؟ فقال: يا ليته فاندهشت من كلامه ولما رأى الدهشة على وجهي استرسل بكلامه والدموع قد اغرقت خديه وقال يا استاذ والدي قد طلق امي وأنا صغير وتزوج بامرأة اخرى ومن ذلك الحين لم يأتنا ولا يعرف الطريق المؤدي الى قريتنا ووالدتي تزوجت برجل آخر وهي الآن تعيش باحدى مناطق المملكة البعيدة وأنا عشت وحيدا هنا أكابد الالم والهم عند جدي وجدتي لأمي, واخبرك بأني احب الذهاب الى المدرسة لا لأجل النجاح بل من اجل نسيان الهموم تلك الهموم التي تعاودني عند الانصراف من المدرسة اذا رأيت كل اب ينتظر ولده وانا لا احد ينتظرني لا اب بالسيارة ولا أم في المنزل ثم خرج وهو يمسح دموع الحزن والاسى.
وقد اوردت هذه القصة الواقعية وهدفي منها:
1 ليعلم الآباء والامهات ان الطلاق يعني تشتت الابناء وضياع مستقبلهم فيصبحون عالة على المجتمع ولتلافي ذلك عليهم بالصبر والتفاهم فيما بينهم.
2 لا بد من وجود مرشد طلابي داخل المدرسة مهما كان عدد الطلاب وان يدرس حالات الطلاب دراسة دقيقة ويعقد اجتماعات معهم ومع مدرسيهم.
3 يجب على كل معلم ان يخبر المرشد بالطلاب الذين يري ان لديهم بعض المشكلات وذلك من خلال متابعته لهم حتى يتنسى للمرشد دراسة حالتهم ومعرفة الظروف التي يمرون بها من اجل الوقوف معهم ومساعدتهم على مجابهة ظروف الحياة.
نسأل الله جل وعلا ان يصلح لنا ولكم ويجعلنا من المتعاونين على البر والتقوى.
عايد بن سالم الحربي
متوسطة وثانوية الدليمية

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved