أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 9th August,2000العدد:10177الطبعةالاولـيالاربعاء 9 ,جمادى الأول 1421

مقـالات

نواد للموظفين,, ضرورة اجتماعية
مندل بن عبدالله القباع
إن موظفي الدولة يمثلون جماعة إنسانية لهم حاجاتهم الأساسية والضرورية من أجل العيش والبقاء ولوازم الحياة الآمنة كالمأكل والملبس والمسكن، ولهم كذلك حاجاتهم المعنوية والروحية والجماعية وعلى قمتها الاحتراف والتقدير وإطلاق الطاقات، وتعزيز إمكانات العطاء وتحقيق الذات، وفي مقابل ذلك يتم الارتقاء بنوعية الحياة، وما يدفع لتحقيق الطموحات، وما يعزز معنى الوجود الهادف بما له من معنى.
إن في سد هذه الحاجات إنطلاقة للتنمية البشرية باعتبار أن البشر هم أداة التنمية من حيث إطلاق الطاقات، ودعم القدرات، والدفع بإمكانات العطاء والإنتاج والإنجاز في إطار من تحمل المسئولية الذاتية والمجتمعية من خلال التعاون الجماعي، وهم مبتغاها من حيث أن يتحقق لهم السعادة والرضا والتوافق والأمن والأمان والهناء.
وإن تقديم الخدمات الاجتماعية خاصة الترويحية لهذه الجماعة الإنسانية يؤدي الى تفاعل خلاق واتصال تبادلي حيث يتم مساعدة هذه الجماعة على النماء الشامل وفي نفس الوقت يتم الاستفادة من خبراتها حيث تتوجه اليها برامج التنمية وتستمر هذه في جدلية عملية البناء المستمرة من خلال تعزيز الثقة بالإمكانات والقدرات واحترام هذه القدرات والعمل على صقلها وتجديدها وتنمية الوعي بالمسئولية في تنمية الجماعة الإنسانية لنفسها.
ومن هنا تحتاج هذه الجماعة الإنسانية جماعة الموظفين ليس فقط تأمين الاحتياجات الأساسية بل تحتاج كذلك لإيجاد وسائل وسبل وبرامج تمكنها من القيام بنصيب نشط وأساسي وفاعل في البرامج التي تؤدي الى الترويح عن أنفسهم، والى تحسين شئون حياتهم خاصة المعنوية منها.
ويتم ذلك من خلال تأسيس هيئات ترويحية ومؤسسات شغل الفراغ والاندية الرياضية والمهنية والثقافية التي تخص هذه الجماعة الإنسانية والتي يستحيل عليها الاشتراك في الأندية الرياضية الكبرى المقامة حاليا وذلك لكثير من العوامل المادية والاجتماعية والمكانية، بل من الممكن ان تنشأ هذه الهيئات والمؤسسات بمجهودات من الجهات التي يهمها هذا الشأن، وتعلم الكثير عن خصائص هذا المجال، وتدرك نوعية هذه الجماعة الإنسانية، ولتكن هذه الجهات هي: ديوان الخدمة المدنية، والرئاسة العامة لرعاية الشباب، ورجال الأعمال، وبتعاون من جماعة الموظفين أنفسهم.
إن الاهتمام بأنشاء أندية للموظفين,, ضرورة اجتماعية، ولنبدأ في ذلك بالمدن الكبيرة والتي تكثر بها المصالح الحكومية ويتركز بها عدد كبير من الموظفين مثل مدينة الرياض، ومدينة جدة، ومدينة الدمام,,وغيرها من مدن، وفي هذا ركيزة اساسية لترسيخ دعائم التنمية البشرية التي تعتمد على صياغات جديدة للتطوير لهذه الجماعة الإنسانية يتمشى مع الابعاد الجديدة للتنمية البشرية، وذلك من خلال التركيز على دعائم تحسين نوعية الحياة بشكل متكامل ويتطلب ذلك دعم وتنشيط دور هذه الأندية المقترح إقامتها ليستفيد من نشاطها موظفو الحكومة الذين لهم حاجاتهم الأساسية وأنماط الحياة النوعية، وذلك بتبني أطر الارتقاء الذاتي والتنظيمي، والفني وصولاً الى القيام بدور فاعل في الحياة العملية بما يضمن استمرارية وتطور النمو الهادف.
ومقترحنا بإنشاء أندية للموظفين إنما يتلاقى مع قيم مجتمعنا الفتي وما يهدف اليه من الرعاية الاجتماعية التكافلية التضامنية، والربط بين الفرد والجماعة وتعزيز روح الانتماء والولاء والمسئولية والمصير المشترك باعتبار ان خير الفرد له مردود في خير الجماعة, وتتمثل أغراض هذه الأندية في تحقيق حالة من الرضا من خلال إشباع الحاجات، واكتساب القدرة والمهارة الاجتماعية والتواصل الفعال بين الفرد والمجتمع والانتماء اليه، والالتزام بقضاياه ومثله العليا، وتوفير فرص ومجالات التعبير والتجديد والإبداع في مختلف صوره، والوصول بالمجتمع الى مايحقق صيانة وجوده الحيوى، وتطوره الحضاري.
ويمكن التنسيق في هذا الشأن مع أجهزة حكومية مختلفة ليتم ترسيخ قاعدة الدعم لإقامة هذا المشروع، وكي يصبح أمراً واقعاً أن نرى مقاماً نادياً للموظفين في كل من المدن العامة بالمملكة يتم من خلاله التلاؤم بين البرامج المعطاة من جانب، وبين الحاجات من جانب آخر لتحسين مستوى حياة الموظف والجماعات المستفيدة والمشاركة في هذا المشروع مما يدعم كما ذكرنا ترسيخ قيم الانتماء، والقضاء على الاتكالية وضمان استمرارية برامج التنمية المستدامة، ويتأتى ذلك من خلال تعزيز كفاءة هذه الجماعة الإنسانية وتحسين دورها وتعزيز شروط حياتها ووجودها.
ونسلم سلفا بأن الإنماء الروحي والاجتماعي والمعنوي مفروض ومقرر على صعيد تحقيق الأهداف والخطط والبرامج ذات الصلة بالتنمية المستدامة التي تبعث على التكييف الدائم للبرامج بشكل تطويري والارتفاع بمستوى المشاركة الفاعلة والتي تعتمد على قبول هذه الجماعة الإنسانية للبرامج التي تستفيد من ثمارها مما يجعلها تتبناها، وتصون موجوداتها وترعاها بحماس فردي وجماعي في فهم لأبعاد ومضمون المشاركة الفاعلة والتنظيم اللازم لها.
إن في تنفيذ هذا المقترح وكاتب هذا المقال، من هذه الجماعة الإنسانية وفي موقع يجعله يتلمس احتياجاتها الضرورية والمعنوية عن كثب فيه إثارة لمعاني وقيم التآزر، كما يرتبط بتشجيع مبادرات من جهات عديدة لخدمة هذه الجماعة الإنسانية وتشجيعها للقيام بدور إيجابي في تحسين أحوال أفرادها.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved