أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 9th August,2000العدد:10177الطبعةالاولـيالاربعاء 9 ,جمادى الأول 1421

مقـالات

الاختبارات والمقابلات للقبول: ضوابطها وأخلاقياتها (2)
د, زايد الحارثي
وفي هذا الجزء ينصب الحديث حول تعريف المقابلة ووظيفتها وضوابطها وأخلاقياتها؟
في الهادي الى لغة العرب,, المقابلة من قابل يقابل مقابلة الشيء شيئاً آخر واجهه وقابل الرجل صاحبه في الطريق صادفه أو لقيه وجها لوجه ويقال داري تقابل داره وبينهما طريق, ومقابلة المقابلة هي اللقاء وجها لوجه والمقابلة هي مثول الشخص امام شخص مسؤول أو أشخاص مسئولين لاستنطاقه ومعرفة أهليته وصلاحه والمقابلة في الجبر هي المساواة بين معادلتين مع اسقاط الكميات المشتركة فيهما.
وعلميا فان المقابلة اداة من ادوات البحث يتم بموجبها جمع المعلومات التي تمكن المسؤول او الباحث من الحكم على الشخص المقابل (بكسر الباء) من خلال جمع المعلومات او استثارتها أو التعبيرات الشخصية لدى الشخص الذي تتم مقابلته وذلك للاستعانة بها في بحث علمي أو في التوجيه أو التشخيص.
أما بالنسبة لوظائف المقابلة فيجدر التأكيد على ان المقابلة هي أداة علمية وليست عشوائية أو ارتجالية كما تمارس في واقع كثير من المؤسسات والدوائر حين الرغبة في اختيار أفراد لوظائف أو لتعيين أو لترقية أو لقبول وخلافه, وهذه الوظائف الرئيسية للمقابلات هي ما تقوم به الاختبارات ولكن الفرق هو ان المقابلة لها خاصية التكيّف مع الشخص الذي تتم مقابلته ومهما كانت حال المقابل كأن يكون لا يقرأ أو يحتاج الى توضيح المقصود من السؤال، إضافة الى أن المقابلة لها خاصية التعمق بالنسبة للأسئلة المقدمة أو الحصول على معلومات شخصية لا يمكن الكشف عنها من خلال الاختبارات كالتعرف على بعض سمات وخصائص شخصية الشخص الذي تتم مقابلته,, فالاختبار لمهنة التدريس أو مهنة القضاء أو مهنة المحاماة أو مهنة الطب وغيرها كلها بحاجة الى التعرف على شخصية المتقدم لهذه الوظيفة او المهنة عن قرب وذلك من خلال المواجهة المباشرة في هيئة مقابلة.
ولكن السؤال الواجب طرحه هو هل كل ما يجري من مقابلات لاختيار وظيفة أو للقبول في جامعة أو كلية هي مقابلات علمية موضوعية؟
يجب أن نذكر قبل الاجابة على هذا السؤال,, ان المقابلات كما هو الحال في الاختبارات علم وفن يخضع لمعايير في اعدادها وكذلك في ادارتها واجرائها حتى تكون منصفة ويعوَّل عليها.
ومن ضوابط اجراء المقابلات الاعداد لها ويتضمن ذلك عدة خطوات رئيسية وهي:
(1) تحديد المبررات: اي مبررات اجراء المقابلة هل هي للتأكد من توفر كفايات أو من سمات معينة لدى من يتم مقابلته أو للتفضيل أو لماذا؟
(2) تحديد الأهداف أي أهداف المقابلة وغاياتها وهي خطوة مرتبطة بالأولى.
(3) كتابة الأسئلة أو البنود في ضوء أهداف المقابلة وغاياتها.
(4) الاجراء أو الاختبار القبلي للمقابلة وهي خطوة ضرورية لجعل المقابلة موضوعية ويعوَّل عليها.
وانه بعد تحديد مبررات المقابلة وأهدافها يقوم الباحث باعداد دليل المقابلة ويجب ان يحتوي الدليل على جميع الأسئلة التي توجه خلال المقابلة وان تتبع ترتيباً معيناً يجب الالتزام به في كل مقابلة, وفي معظم الحالات تلقى الأسئلة المكتوبة شفهيا مع اضافة أسئلة توضيحية مناسبة وهناك ثلاثة انواع من المقابلات:
(1) مقننة: وفيها تكون اسئلة المقابلة محددة ويتبع كل سؤال مجموعة من الاختبارات أو الاجابات يختار من بينها المستجيب الاجابة التي تتفق مع رأيه, وتمتاز المقابلة المقننة بأن الاختلافات بين المتقابلين محدودة مما يرفع من ثبات المقابلة وموضوعيتها، كما انه لا مجال امام المقابل (بكسر الباء) لتفسير أو تعديل الاستجابات مما يزيد في صدق المقابلة والاعتماد على نتائجها.
(2) شبه المقننة: وهنا نجد ان الاسئلة لا يتبعها اختبارات محددة ولكن تصاغ الأسئلة بحيث تسمح بالاجابات الفردية فالسؤال مفتوح ولكنه محدد للغاية في محتواه والاعتماد على هذا النوع من المقابلات له ما يبرره ويمكن التعويل عليه.
(3) غير المقننة: وفي هذا النوع من المقابلة يقوم الخبير أو الممتحن بتوجيه اسئلة عريضة في اي ترتيب يراه مناسباً, وهنا نجد ان المقابلة تركز على المستجيب ورغم أن هذا الأسلوب يتميز بوجود ألفة بين الشخص الذي يجري المقابلة والشخص المقابل (بفتح الباء) إلا أن درجة صدقها وثباتها محدودة مقارنة بالنوعين السابقين.
هذا ويجب تجنب صياغة الاسئلة التي تتضمن لا شعورياً اجابة محددة أو غامضة,, كما يجب أن تتوفر بعض الشروط فيمن يجري المقابلة مثل الخبرة والمهارة في فن المقابلة واعدادها وما يترتب عليها من استنتاجات أو قرارات, وهناك ما يسمى بفنية الفعل وفنية التساؤل وفنية المواجهة وفنيات رد الفعل وفنيات المسئولية في المقابلة.
وفي كتب البحث العلمي والقياس والتقويم مزيد من التفاصيل بخصوص فنيات المقابلات وكيفية اجرائها لمن يرغب في التوسع في ذلك.
أما بالنسبة لأخلاقيات المقابلات فهي تتعلق باجراء المقابلة وتسجيل الاجابات ومنها اظهار الاهتمام بمن يجري مقابلته واعطاؤه الوقت الكافي للتعبير عما لديه وعما يمتاز به وكذلك ايضاح الهدف من المقابلة واعطاء الشخص الذي تجري مقابلته الشعور بالامان والطمأنينة والارتياح اثناء المقابلة ليظهر أقصى قدر ممكن من شخصيته حسبما هي, كما يجب عدم استفزاز الشخص المقابل حتى لا تخرج المقابلة عن هدفها وتغير من واقع شخصية الشخص المقابل أو تظهر استجابات غير واقعية او مزيفة.
اما بالنسبة لتسجيل الاجابات فيجب تدوينها وفقاً لبنود ودليل اجراء المقابلة واجابات المستجيب,, كما يجب ان يقوم المقابل بكتابة نقاط مختصرة اثناء المقابلة ثم يوسع هذه النقاط عقب المقابلة، ثم يجب ان يستفسر من يجري المقابلة من الشخص المقابل عما يحتاج الى تفسير أو توضيح إذا وجد ان اجابته غير واضحة,, يستكمل.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved