| العالم اليوم
بمقاييس القوة والنفوذ والامكانات والمساحة وعدد السكان يعد لبنان بلدا صغيرا اذا ما قورن بالولايات المتحدة الامريكية، الدولة العظمى الاولى في الوقت الحاضر.
أيضاوبنفس المقاييس تعد السلطة الفلسطينية، أضعف وأصغر من لبنان وفق المعايير المادية والدولية.
هاتان الدولتان وحكومتاهما، ان أجيز لنا اعتبار السلطة الفلسطينية حكومة، هاتان الدولتان قالتا وبكل إباء وبقوة (لا) ولم ترضخا للضغوط الامريكية التي مورست بدون رحمة على اللبنانيين والفلسطينيين لصالح الاسرائيليين ولفرض باطل وتغييب حق.
اللبنانيين واجهوا ضغوطا هائلةمن جانب الولايات المتحدة الامريكية ودول اخرى انطلت عليها مسرحية الانسحاب الاسرائيلي من جنوب لبنان فحاولت تلك الدول ب(حسن نية أو سوء نية) الضغط على لبنان الرسمي للقبول بالانسحاب الاسرائيلي وغض النظر عن الانتهاكات والاختراقات الاسرائيلية إلا ان لبنان الرسمي المدعم بالمساندة الشعبية وبندقية المقاومة الاسلامية ظل يرفض تفسير الامم المتحدة وضغوط امريكا وتوسلات الغربيين بقبول الانسحاب الاسرائيلي واصر على تنظيف أرضهم من كل الانتهاكات والخروقات الاسرائيلية طوال اكثر من شهرين حتى فرض على الامم المتحدة ان تفرض على اسرائيل ازالة الانتهاكات ورسم الخط الازرق الذي يتطابق تماما مع ما كانت عليه الحدود اللبنانية قبل العدوان الاسرائيلي الذي سبق اقامة ما كان يسمى ب(الحزام الآمن) وماتبقى من اراض لبنانية لاتزال محتلة احتلتها اسرائيل عام 67 ضمن عدوان الخامس من حزيران.
الصمود اللبناني الرسمي هذا والذي يضاف انتصارا لبنانيا آخر لانتصار المقاومة الاسلامية اللبنانية يتزامن مع الصمود الفلسطيني الذي قاده الرئيس ياسر عرفات في مفاوضات كمب ديفيد الثانية الصمود الذي يتمنى كل العرب والمسلمين وقبل الفلسطينيين ان يستمر حيث واجه ياسر عرفات وفريق التفاوض الفلسطيني الذي رافقه الى كمب ديفيد كل اصناف الضغط والتي وصلت الى حد التهديد لفرض حلول ومقترحات اسرائيلية صيغت بقوالب امريكية لانتزاع تنازلات فلسطينية على حساب الحقوق الاسلامية والعربية والمسيحية في القدس وعلى حساب الحقوق الفلسطينية في مواضيع اللاجئين والحدود والمستوطنات الا ان عرفات ورفاقه صمدوا وعادوا مرفوعي الرأس.
والان تتجه الضغوط اتجاها آخر صوب الدول العربية والاسلامية وحتى الأوروبية حتى لا تساند الحق الفلسطيني.
ضغوط تتطلب من الدول العربية والاسلامية ان لا تؤيد عرفات في موقفه القوي ومطالبته بعودة القدس الشرقية,,!!
وضغوط على العرب والمسلمين ليضغطوا بدورهم على عرفات والفلسطينيين ليقبلوا ما يقدم لهم من سلام الاستسلام,,!!
ضغوط على الاوربييين والعرب والمسلمين والافارقة حتى لا يعترفوا بالدولة الفلسطينية المرتقبة اذا ما أعلنها عرفات دون موافقة واشنطن وتل ابيب,,؟!!
الضغوط كما نسمع ونتابع ما تبثه وكالات الانباء قوية تجمع ما بين الترهيب والترغيب بوعود المساعدات او قطعها، فهل نجد دولا شجاعة كشجاعة اللبنانيين والفلسطينيين,,؟!!
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني Jaser @ Al-jazirah.com
|
|
|
|
|