| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة
إن المتابع للساحة الثقافية اليوم يجد معظم الكتابات التي تجثم على ظهور الجرائد او تحتل اعمدة في المجلات والصحف وكذلك الجلسات والندوات المنقولة عبر القنوات الفضائية,, لو لاحظنا كل هذه الكتابات وجدنا ان الاقلام التي سطرتها مبهورة بالغرب وحضارته وثقافته حد الهوس الامر الذي جعلهم ينظرون الى الماضي نظرة سخرية وازدراء وأنه متأخر متخلف بحاجة الى ترميم واعادة ترتيب وتنظيم ولماذا نحن نجتره ونعيشه ونحن امام هذا التطور والتقدم فالعالم يتقدم ونحن نتأخر وسبب تأخرنا - والكلام لهم - هو تمسكنا وتشبثنا بالماضي فالماضي له عصره ولنا عصرنا له رجاله ونحن لنا رجالنا فهو لا يشكل سلطة علينا وعلى اجيالنا القادمة,, ألخ
ولكن معظم هؤلاء المنبهرين توقفوا في انبهارهم عند سطح هذه الحضارة عند البريق الخادع والثوب الزاهي عند الطائرة والتلفزيون والهاتف,, الخ، اي توقفوا عند الاشياء المادية فلم يقلبوا اوراق هذه الحضارة ولم يغوصوا في عمقها ويبحثوا في مكنوناتها حتى أنهم لايعرفون عن الحضارة الاسلامية شيئاً ولم يجهدوا انفسهم بالمقارنة بين الحضارتين فقط رأوا هذا التدفق الصناعي والانفجار المعلوماتي الذي قد يسيء الى حياتهم بجلبه للأمراض والاخطار لأن الغرب بفلسفته (الرأسمالية) ليس عنده وقت للتأمل ومراجعة الاوراق والنظر في الاضرار والمصائب التي ستجلبها هذه الصناعات والتقنيات لأنه مشغول بالربح والخسارة وكذلك هو مسير من قبل (الرأسمالية) التي تجعله في النهاية بل هي جعلته الآن عبارة عن قطعة من (الأثاث) الحضاري, لو قلب هؤلاء الكتاب في اوراق هذه الحضارة لرأوا الجفاف والجمود والخواء الذي يسكن في قلب هذه الحضارة، جفاف في المشاعر، جفاف في القيم والمبادئ، التمزق والتشرذم والأمراض التي تعصف بالمجتمع.
فهي تفقد التوازن، ترف من الخارج وخواء وجفاف من الداخل فهي كالعجوز الشمطاء في ثوب حسناء، فالحضارة الغربية ردة فعل لكبت الكنيسة، فمن ضغط الكنيسة وقمعها (للتفكر,, والتفكير) انفجرت هذه الحضارة وهي لا تلوي على شيء كالإبل الشاردة وستصل أو هي وصلت الآن كما يقول المختصون والفلاسفة منهم الى طريق مسدود لماذا؟ لأن الهدف هو السيطرة على الآخر، وهو ذلك الانسان الضعيف ومصادرته كليا, كما فعلت الماركسية في السابق وتفعله الرأسمالية الآن والسيطرة على هذا الانسان لا بالمثل والقيم والمبادئ والمفاهيم كما فعلت الحضارة الاسلامية في السابق عندما كان الهدف هو الارتقاء بالانسان واعزازه والرفع من شأنه واكرامه واحترامه,, وانما بوسائلها الثلاث الأسس العلمية والتطبيق الصناعي والمعرفة التكنلوجية هذه الوسائل التخصصية التي لا ترقى الى مستوى التنظير العقلاني فالسيطرة ليست بالعلم والفلسفة وانما بانتصار هذه القدرات الثلاث.
خالد بن عبدالعزيز الحماد بريدة
|
|
|
|
|