| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة
تحية طيبة,,, وبعد
إن كل واحد منا لو كلف نفسه هنيهة وحرَّك جفنية وقلب بصره في واقع مجتمعنا المسلم اليوم لرأى العجب العجاب,, نعم نحن نرفل في عيش رغد وبحبوحة من الهناء والعافية والصحة,, نرفل في نعمة يحسدنا عليها الكثيرون ممن آلمتهم سياط الخوف وأقضت مضاجعهم سحب المحن السوداء وذاقوا مرارة العيش وتجرعوا غصص العذاب والنكال,, ولله الحمد والمنة، ولكن وما أصعب ما بعد لكن الأمراض النفسية استشرت وصار خطرها محدقاً فتكت ومازالت تفتك بالكثيربن منا نحن المسلمين,, العين وما أدراك ما العين؟ الضيق والتأفف من الحياة وتكاليفها، السحر والسحرة والمشعوذون والدجالون الوسوسة وآثارها المدمرة,, فقدان لذة الحياة والأنس بمتعها الطيبة مع توافرها حيث تجد صاحب الملايين في قصر فارهٍ ويملك سيارة بل سيارات فخمة وزوجة حسناء وأموالاً وعقارات ولكنه لم يذق طعم السعادة بعد ولا يهنأ بنوم,تُرى ما سبب ذلك؟ لماذا يحصل هذا كله في مجتمع شرَّفه الله بكتاب عظيم ومنهل معين قال الله فيه (ياأيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين) كما شرّفه برسول رحيم بأمته رؤوف بهم ما ترك خيراً إلا ودلهم عليه ولا شراً إلا وحذرهم منه؟ كيف يحصل هذا في مجتمع يدين بأفضل الأديان وارفعها قدراً وأعلاها منزلة,, دينٍ من التزم به وطبق تعاليمه حيّ حياة طيبة يملؤها الانس ويغمرها التفاؤل ويجللها الهناء والسرور أليس حريا بالمسلم ان يكون سعيداً في حياته مسعداً لغيره ويكون نجما متلألئاً في سماء الدنيا ونوراً يضيء دياجير الظلمات ومعادياً لمهلك البريات الشيطان الرجيم الذي يسعى لإهلاكه واغوائه كي يكون من رفقائه في دار الجحيم,, ألا يعلم المسلم العاقل ان هذا العدو اللدود لا يريد له سعادة ولا هناء ولا راحة,, انه يريد ان يعيش كئيباً متبرماً غارقاً في أوحال الضيق والشقاء,, يريد ان تخسر دنياك وأخراك إذن ألا يجدر بالعاقل الحصيف ان يقف مع نفسه وقفة صادقة ويقوي الرابطة بينه وبين ربه سبحانه ملتجئا إليه متوكلا عليه ذاكراً له كل حين وفي كل وقت حيث العلاج النافع والدواء الناجع لمثل هذه الادواء والمنغصات التي عكرت صفو الحياة وشوهت جمالها انه عمل يسير أجره عظيم عمل سهل واثره كبير عمل يحبه الله ويقرب صاحبه، عمل يباهي الله بفاعله ملائكته,, عمل لا يكلف جهداً ولا تجد منه مشقة، ذكر الله هو قوت القلوب التي متى ما فارقها صارت الاجساد لها قبوراً، ذكر الله الذي هو سبب الحياة الكاملة,, إنه ري القلوب الظماء وجلاء القلوب الصداء,, به تستدفع الآفات وتستكشف الكربات وتهون على المصاب الملمات,, إنه نور ونار نور للمسلم ونار على الشيطان سلاح من أسلحة الايمان وجندي من جنود الرحمن.
إذا كانت كل هذه الفضائل في ذكر الله ألا يليق بنا ان نلزم أنفسنا ونقصرها عليه حتى نسعد ونهنأ بحياتنا دنيا وأخرى.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
خالد ناصر الحميدي تمير
|
|
|
|
|