| محليــات
* برمنجهام واس
التقى معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والارشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ مساء أمس الأول بالصحفيين وممثلي وسائل الإعلام البريطانية والأجنبية بمدينة برمنجهام وناقش معهم السبل الكفيلة لتحسين الفهم والتفاهم وتصحيح الصورة الخاطئة التي ظلت بعض وسائل الاعلام والصحف الغربية تعكسها عن الاسلام والمسلمين.
وعبر معاليه في البداية عن سروره باللقاء الذي يهدف إلى التواصل وإلى التقاء الأقطار والبحث عن الحقيقة التي ينشدها الصحفيون والباحثون.
وأشار إلى أن البحث عن الحقيقة هو ما يجب ان يتجه إليه نظر الإنسان العاقل المفكر,, وقال: اما أن نسمع ولا نبحث ولا نتحرى ولا نأخذ الأشياء من مصادرها فهذا يتسبب في أن يكون هناك غياب للحقيقة عن أذهان الناس.
وأوضح معاليه أنه في جميع الأديان وفي جميع المذاهب والمبادئ الروحية والسلوكية هناك اتباع لها يختلفون في وجهات نظرهم حول مسائل كثيرة ولذا لابد ان يكون التعرف للدين وخصوصاً الدين الإسلامي من خلال المصدر الثابت للمسلمين في كل زمان ومكان وهو القرآن الكريم الذي هو كلام الله سبحانه وتعالى وسنة النبي صلى الله عليه وسلم لان هذا مصدر ثابت لا يتغير مع تغير الزمان والمكان اما الافهام والتفسيرات قد تختلف مع اختلاف الناس في كل زمن ومكان ولهذا ندعو دائماً إلى أن نرى الإسلام من خلال نصوصه الأصيلة السابقة لأنها تجاوزت الزمن وصارت صالحة لكل زمن ومكان.
وقال: إن الأوضاع في كل بلد تؤثر على فهم الإسلام وكذلك المعطيات السابقة تؤثر على فهم الإسلام ولذا ينبغي لمن يريد ان يبحث عن حقيقة الإسلام ان يبحث عنه في مصادره الاصيلة وهي القرآن وسنة النبي صلى الله عليه وسلم وهدي الصحابة رضوان الله عليهم.
وبيّن ان الدين يشتمل ايضاً على ممارسات شخصية من العقيدة والعبادات وأيضاً يشتمل على تطبيق عملي له في الدولة فيما يحكم علاقات الناس ببعضهم البعض وفيما يحكم واجبات الدولة تجاه الناس وفيما يحكم تصرفات الناس في القضاء بأنواع الأحكام.
وشدد معاليه على أن المملكة العربية السعودية في العصر الحاضر تمثل النموذج الحي لتطبيق الإسلام وفهمه من مصدره الأصيل الكتاب والسنة لأن دستورها مبني على أساس واحد وهو كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم في جميع مناحي الحياة كالتعليم والممارسات المختلفة والعقيدة وكل تنظيمات الناس وكذلك في القضاء والقوانين التي شرعت في المملكة التي مصدر التشريع الوحيد فيها الكتاب والسنة وعلى ما هو مبين في التفاصيل.
واضاف ولهذا يجب أن ينظر دائماً للدولة الإسلامية في ممارساتها لتطبيق الإسلام في الواقع وان هذا يحتاج من الباحثين إلى التأمل فانهم دائماً ينظرون إلى الدولة في تطبيقها للأصل الذي قامت عليه ولا يحاكمون الدولة أو يحاكمون الممارسة بقانون آخر لانه من اقتنع بشيء فهو يحاكم بما اقتنع وليس بشيء آخر.
وأكد معاليه أن الإسلام دين محبة وسلام وان ذلك يتجسد في معنى كلمة الإسلام لكل من لا يظلم الإسلام وكذلك يدعو القرآن والسنة إلى معاملة الناس بالحسنى وقال تعالى وقولوا للناس حسنى وهذا يشمل جميع انواع الناس وكذلك فان الاسلام يدعو للحوار والحوار المبني على قواعد سليمة وعلى تحري الحقيقة وهو ما يسميه المسلمون بالمجادلة قال الله جل وعلا ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم وان ذلك يعني ان الإسلام يأمر الإنسان المسلم والدولة الإسلامية والجمعيات الإسلامية بأن تحاور دائماً للوصول إلى الحقيقة ونشر مبادئ الإسلام وعقيدته ولهذا فان كل مسلم يؤمن بجميع الرسل الذين أرسلهم الله جل وعلا فيؤمن المسلم بموسى عليه السلام ويؤمن بعيسى عليه السلام كأنبياء ولكنه يؤمن بالإسلام كآخر رسالة وخاتمة الرسالات التي رضيها الله جل وعلا.
ولهذا يمتاز المسلم بالعلاقات الحسنة مع الناس ويمتاز بالايمان بجميع المرسلين ويمتاز باتباع نبيه الخاتم محمد عليه الصلاة والسلام.
وكرر معاليه بانه لابد من الرجوع إلى المصدر وان الإسلام لا يمكن ان يؤخذ من أي كتاب أو أي مؤلف أو مقال في صحيفة دائماً المعلومات عن الإسلام تؤخذ مما تصدره الجهات الرسمية المعتمدة في بلاد الإسلام لانه العمل الجماعي والعمل المؤسسي الذي يتكاتف عليه الجماعة هو أقرب إلى الصواب من الأعمال الفردية ومن ناحية التطبيق أيضاً يجب ان نفهم الإسلام من خلال تطبيق الدولة الإسلامية على الأصل الذي قامت عليه.
ووصف معاليه الإسلام بأنه حديقة جميلة غناء بها أنواع طيبة من الزهور ولكنه وكحال كل حديقة قد توجد بها أعشاب طفيلية تشوه جمالها ولذا يجب ألا تأخذ وسائل الإعلام الغربية أمثلة ونماذج قليلة من الارهاب والتطرف الذي يقع في بعض البلدان والمجتمعات الإسلامية لترسم به الصورة العامة عن الاسلام.
وشدد على أن الإسلام يرفض الارهاب وترويع حياة الآمنين موضحاً ان الأعمال الارهابية ليست مقتصرة على المجتمعات المسلمة انما هناك أعمال ارهابية من معتنقي المسيحية واليهودية ايضاً وتقع في كل الأديان من المتطرفين الذين يتجاوزون الحد ويعتدون على الناس فيما يرونه صواباً.
وأكد معاليه ان الإسلام دين يدعو للاعتدال والتسامح والمحبة .
وكذلك جعلناكم أمة وسطا وغير ذلك ينهي عن عدم الافراط في الغلو وعدم التفريط في التساهل.
ودعا معاليه إلى أن تحفظ للمسلمين حقوقهم وتحسن معاملتهم أسوة بالآخرين في المجتمعات الغربية وغير المسلمة.
وطالب أيضاً بتمثيل البلدان المسلمة في مجلس الأمن الدولي والمؤسسات الدولية الأخرى حتى تساعد ذلك على تحسن التفاهم والحوار بين الحضارات والثقافات وبين الغرب والعالم الإسلامي وحتى يحل ذلك محل الصراع والنزاع بين الحضارات، مشيراً إلى أن المسلمين اصبحوا يعيشون في كل القارات وكل البلدان ويمثلون قوة اجتماعية واقتصادية وثقافية لها وزنها في العالم الذي يصبح أكثر ترابطاً في كل يوم ولا بديل فيه للتفاهم والمعايشة المبنية على الفهم الصحيح.
وحضر اللقاء إلى جانب الصحفيين ومراسلي وسائل الإعلام عمدة برمنجهام السابق السير ريتشارد مور وعدد كبير من أعضاء المجالس المحلية والمسؤولون والشخصيات ورجال الأعمال البريطانيون المسلمون في برمنجهام.
|
|
|
|
|