| محليــات
حتى خصوم المقاومة اللبنانية عموماً وأعداء حزب الله اللبناني خصوصاً، باعتباره رأس الحربة في المقاومة، لم يختلفوا حول حقيقة ان الانسحاب الإسرائيلي المتسارع من جنوب لبنان يوم 24 من شهر مايو الماضي كان هرباً من ضربات المقاومة اللبنانية التي لم توقفها كل الإجراءات الأمنية والاحترازية البشرية والجاسوسية والإلكترونية الاستطلاعية.
وكان نتيجة هذا الانسحاب ان استعاد لبنان سيادته الوطنية الكاملة على كل جنوبه الذي ظل محتلاً طوال اثنتين وعشرين سنة كاملة.
وأول أمس أكملت قوات الطوارئ الدولية انتشارها في جميع المناطق التي كانت تحتلها القوات الإسرائيلية.
ولكن!
للمقاومة وجهة نظر لها اعتبارها، وهي أن سلاح المقاومة ينبغي ان يظل جاهزاً طالما كانت هناك أرض عربية محتلة، وطالما كان هناك معتقلون عرب في السجون الإسرائيلية.
ويمكن تقدير هذا المنطق وقبوله لمبررات قائمة منها:
1 إطلاق صُنّاع القرارات السياسية والعسكرية في إسرائيل التهديدات العسكرية للفلسطينيين خصوصاً وللعرب عموماً، وخصوصاً، الدول العربية المحيطة بها ومنها لبنان وسوريا بشكل خاص.
وقد تزايدت هذه التهديدات بعد فشل قمة كامب ديفيد.
2 إصرار إسرائيل على التمسك بما ليس من حقها ومن ذلك القدس الشرقية المحتلة واعتبارها مع القدس الغربية عاصمة موحدة لها، وهو أمر رفضه الفلسطينيون كما رفضه معهم بنفس التصميم جميع العرب والمسلمين، لأن القدس عربية / إسلامية، وهي العاصمة الشرعية للدولة الفلسطينية.
3 احتمال المواجهة بين الإسرائيليين والفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة مع استمرار الفشل في المفاوضات حول استحقاقات السلام بموجب الاتفاقات المبرمة التي تواصل إسرائيل سياسة التنصل منها، الأمر الذي يجعل من لجوء الفلسطينيين لسلاح المقاومة أمراً حتمياً لتحرير الأراضي المحتلة واستعادة كامل الحقوق، بما فيها إعلان الدولة الفلسطينية في التاريخ الذي أعلنه الرئيس عرفات وهو 13/ سبتمبر المقبل.
4 ومن مبررات تجهيز سلاح المقاومة، التحذير الإسرائيلي/ الأمريكي للسلطة الفلسطينية من عواقب وخيمة في حال إعلان الدولة الفلسطينية من جانب واحد ومما يزيد من هذا الاحتمال أنه من المستبعد أن توافق إسرائيل على قيام دولة فلسطينية مستقلة إلا بشروطها ومواصفاتها، كما أن المفهوم الأمريكي للدولة الفلسطينية لا يختلف عن المفهوم الإسرائيلي لها، الأمر الذي يسوق التطورات نحو نهاية فاشلة لأية جهود سلمية، وبالتالي ترجيح المواجهة.
ولا يملك الفلسطينيون غير سلاح المقاومة ما لم تتطور المواجهة إلى حرب تجر دول المنطقة الى أتونها.
ولن تكون المقاومة اللبنانية بعيدة عن هذه الاحتمالات ولهذا فهي باقية وجاهزة.
الجزيرة
|
|
|
|
|