| العالم اليوم
أكثر المآسي التي تبتلى بها البلدان هي حالة الاقتتال بين ابناء البلد الواحد,, وحين يصل الخلاف الى حد إشهار السلاح من قبل مواطن في بلد ما ضد شقيقه في بلد آخر، وتتم عملية القتل والذبح الجماعي، فان المأساة تصل الى مستوى لا يحتمل من نفس ابناء الوطن الواحد,, واشقائهم في خارجه وكل انسان يجري في عروقه دم.
والجزائر، البلد العربي المسلم يغرق في مثل هذه المأساة الاليمة منذ اعوام,, مذابح وقتل جماعي تتم بطرق واساليب وحشية لا يمكن لأحد أن يتصور حدوثها في هذا العصر,, عصر التحديث والتنوير,,!
ذبح من الوريد إلى الوريد,, وقطع للرؤوس بالفؤوس، والقنابل والسيارات المفخخة، تحصد ضحاياها من الاطفال والنساء والشيوخ والعجائز,, لم يعد احد في مأمن بأرض الجزائر، بدءاً من رجل الأمن الى الطفل الرضيع, كلهم معرضون للذبح، لا فرق بين المرأة الحامل والبنت الشابة والمواطن المدني والطبيب والصحفي والمهندس,, كل انسان يمكن ان يفقد رأسه بضربة فأس,, أو بذبحة سكين,, أو أن تزهق روحه بانفجار قنبلة, او نتيجة إصابته برصاصة.
واذا كانت الجزائر الشاسعة بأرضها كلها، ساحة اقتتال، فإن بعض المدن اصبحت بؤرة للخوف وموطناً للقتل، بعد ان حولها الارهابيون الى محرقة للنفس البشرية، وهو ما يطلق على منطقة البليدة وضواحي العاصمة الجزائر,,!!
فمن يفعل هذه الاعمال التي تقشعر لها الأبدان وتزوغ عنها العيون وتصاب العقول من جرائها بالذهول، والقلوب بالهلع,,؟ هل وصل الامر بالجماعات المسلحة الى هذا المستوى من الوحشية والحيوانية حتى يرتكب أعضاؤها مثل هذه الاعمال، وهل يوجد انسان مسلم يستطيع ان ينفذ مثل هذه الجرائم؟!!
لقد استبشر الجزائريون والمسلمون جميعاً بوصول الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة الى سدّة رئاسة الجزائر ونجح الرجل في تحقيق الوئام وحقق العديد من الخطوات الايجابية، حيث تخلصت الجزائر من الاعمال الارهابية، وكادت تلك الفترة المؤلمة تصبح من مخلفات الماضي حتى تفجرت من جديد منذ قرابة الشهر حيث تجاوز عدد القتلى المائة قتيل,, وكان آخر تلك المجازر المجزرة التي تعرض لها عدد من الاطفال وأسرة جنوب الجزائر.
عودة المجازر وجرائم الارهاب التي تتركز هذه المرة ضد المدنيين الابرياء والاطفال والنساء والشيوخ من المسئول عنها؟!.
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني Jaser @ Al-jazirah.com
|
|
|
|
|