| وَرّاق الجزيرة
القراء الكرام نواصل بإذن الله نشر مجموعة من الحلقات التي تترجم للوراقين القدامى في منطقة وسط الجزيرة العربية من إعداد الباحث الاستاذ منصور بن عبدالعزيز الرشيد وهي جزء من مشروع علمي كبير له جاوزت سنوات العمل فيه ربع قرن وقد آثر مشكورا ان يخص (وراق الجزيرة) بهذه التراجم على شكل حلقات وكلنا امل في ان يجد فيها القراء ما يفيدهم ويجيب على استفساراتهم المعرفية.
وتابع العالمين سالفي الذكر وسار على خطواتهما من استفادة علماء نجد منهما ومن مؤلفاتهما:
الشيخ العالم العلامة الفقيه فقيه الحنابلة بدمشق، شهاب الدين أبو العباس احمد بن عبدالله بن أحمد العسكري المقدسي الصالحي 842ه/ 912م شيخ المتقدمين من العلماء من نجد: :كالشيخ احمد بن يحيى بن عطوة بن زيد التميمي والشيخ عبدالله بن رحمة وغيرهما من علماء نجد، بعد أن تصدر للتدريس بمدرسة الشيخ ابن عمر بالصالحية بدمشق وصاحب المؤلفات المشهورة في الفقه الحنبلي والتي منها:
1 كتاب حافل بالمسائل الفقهية جمع فيه بين المقنع والتنقيح، فالمقنع لابن قدامة المقدسي، والتنقيح لعلاء الدين المرداوي، وزاد عليها اشياء مهمة على الراجح في المذهب الحنبلي.
وقد أكمل هذا الكتاب من بعده تلميذه العالم العلامة أبوبكر الشيخ أحمد بن محمد الشويكي، والذي هو أحمد بن محمد بن أحمد بن عمر بن أحمد بن أبي بكر الشويكي النابلسي الدمشقي الصالحي، الذي جاور في مكة المكرمة، ومات في المدينة المنورة سنة 939ه وقد سمى كتابه هذا (التوضيح في الجمع بين المقنع والتنقيح) وقد طبع هذا الكتاب على نفقة آل ثاني أمراء قطر، وقال عنه ابن طولون كتاب مفيد ولكن المنية حالت دون اكماله، ووصل فيه إلى باب الوصايا، ونقل عنه المنقور أربعة نقولات في مجموعة (الفواكه العديدة والمسائل المفيدة) وكان الشيخ أحمد بن عبدالله العسكري له تحريرات عديدة على الفتاوى جيدة جداً.
وكان الشيخ أحمد بن يحيى بن عطوة كثير النقل عن شيخه أحمد بن عبدالله العسكري كما أوضح ذلك الشيخ أحمد بن محمد المنقور في مجموعة (الفواكه العديدة والمسائل المفيدة) حيث جاء في مقدمة كتابه ما نصه (وكذا فعل الشيخ شهاب الدين بن عطوة مع ذكائه وحفظه حال قراءته على شيخه أحمد بن عبدالله العسكري ولم يأذن لي بالكتابة فكنت اعقله بعده فاحتجت ان اكتب بعض كلامه بالمعنى وهكذا فعلت) إلخ.
وقد نقل الشيخ أحمد بن محمد المنقور في كتابه الفقهي مما رواه أحمد بن يحيى بن عطوه عن شيخه أحمد بن عبدالله العسكري تسعة وثلاثين نقلا.
فالشيح أحمد بن عبدالله العسكري هو شيخ لكل من:
أ شهاب الدين بن الشيخ أحمد بن يحيى بن عطوة بن زيد الناصري التميمي المتوفى سنة 948ه القاضي في بلدة العيينة.
ب الشيخ أبو بكر احمد بن محمد بن أحمد العلوي الشويكي النابلسي، ثم المقدسي المتوفى سنة 939ه، ولذا فهما قرناء وبينهما مخالفة في عدد من المسائل الفقهية كما ذكر ذلك الشيخ أحمد بن محمد المنقور، كما جاء ذلك في وثيقة نقلها الشيخ أحمد بن محمود المنقور في مجموعة (الفواكه العديدة والمسائل المفيدة)، هي بخط تلميذهما الشيخ موسى بن أحمد الحجاوي 895ه/ 968م في موضوع التمر المعجون إذا عجن هل يكون مكيلاً أو موزونا حيث اختلف الشيخان ابن عطوة والشويكي، وأتى الحجاوي بحل وسط، وجاء في آخر الوثيقة ما نصه (فهذا ما ظهر والله اعلم كتبه موسى الحجاوي ونقلته في خط حسن بن عبدالوهاب وذكر ان نقله من خطه), ومما يدل ان الشيخين ابن عطوة والشويكي قرناء ما جاء في الجزء الثاني من كتاب الفواكه العديدة والمسائل المفيدة حيث جاء ما نصه (الشيخ أحمد بن يحيى بن عطوة أخذ العلم عن الشيخ العسكري، وقد تقدم لك ان موسى الحجاوي أخذ عن الشويكي والشويكي أخذه عن العسكري، فالعسكري شيخ ابن عطوة والشويكي، وهما قرناء، وبينهما مخالفة في مسائل ذكرت في مواضعها، وصلى الله على محمد وعلى آل وسلم,, الخ,وكانت وفاته في شهر ذي الحجة سنة 912ه وصلى عليه جمع حافل، ودفن بسفح قاسيون، ويعتبر آخر من توفى من علماء الحنابلة بالصالحية، وبالله التوفيق.
|
|
|
|
|