| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة
تسير كل من العملية التعليمية والعملية التربوية وفق أسس علمية بحتة يقف خلفها معالي وزير المعارف الدكتور محمد بن أحمد الرشيد بكل ما أوتي من حنكة ومهارة وتفانٍ من أجل خدمة أحد أهم قطاعات مملكتنا الغالية منتهجا حكمة وزارة المعارف القائلة:
وراء كل أمة عظيمة تربية عظيمة، ووراء كل تربية عظيمة معلمون مخلصون، واعون، عارفون، مقتدرون، متميزون .
ومن أولويات ما تهتم الوزارة به في توجهاتها الحديثة الارشاد الطلابي حيث وضعت شروطاً وضوابط تتيح لمن اجتازها العمل في هذا المجال، فاشترطت الخبرة والممارسة ومدة الخدمة التعليمية وتزكية مدير المدرسة وموجهي الإدارات التعليمية إلى أن اقتصرت مؤخرا على حاملي الشهادة الجامعية البكالوريوس في التخصصات الاجتماعية المعروفة: علم الاجتماع، الخدمة الاجتماعية، علم النفس, والذين اجتازوا الدبلوم التربوي المؤهل للعمل في مجال الارشاد الطلابي، ولعل العمل في هذا المجال يعتبر شيقا وشاقاً في نفس الوقت، فالعمل الارشادي مشوق لمن أراد العمل الدؤوب بحكم تنوع العمل فيه ومرونته بعكس معلم المادة المرتبط بحصص زمنية محددة وفصول وصفوف مخصصة وشرح متكرر للمناهج المختلفة، والعمل الارشادي شاق من ناحية أخرى لمن يقوم به بكل أمانة وإخلاص حيث إن عملية التوجيه والارشاد لا تتم في أي منشأة حكومية وأعني هنا المدارس ما لم يقم المرشد الطلابي أو الأخصائي الاجتماعي بمعرفة التكوين النفسي لطلاب المدرسة ومعرفة ما يحمله كل طالب من ميول وقدرات ومواهب وسلوكيات شخصية.
إن المتعارف عليه حالياً مع الأسف أن المرشد الطلابي هو المعلم المدلل المتفرغ فتجد البعض يكرس كل جهوده ومحاولاته كي يتحول للعمل مرشداً وللبحث عن الراحة المزعومة!
إن عمل المرشد الطلابي ليس منهجاً دراسياً يقوم المعلم بالتحضير والاستعداد له، بل هو وليد اللحظة، فالمرشد الطلابي ينبغي أن يكون على استعداد وجاهزية مستمرة لمعايشة أحوال ومشاكل الطلاب في المدرسة وخارجها وأن يبتكر أساليب جديدة تتوافق مع طلاب الجيل الحديث، كما أن عليه ألا يكتفي بالسجلات المتعارف عليها,, طالب متأخر دراسيا، طالب معيد، سجلات الغياب والتأخر، بل يحتم عليه الواجب متابعة عموم الطلاب متابعة مستمرة ومتابعة ذوي الظروف الخاصة والأيتام المحرومين من حنان أحد أبويهما أو كليهما، وعليه أيضا الوقوف جنبا إلى جنب مع الطلاب وجعل عمله ميدانيا أكثر منه مكتبيا ومتابعة عملية دخول وانصراف طلاب المدرسة وأن يكون هو آخرهم انصرافا وأن يكون على معرفة تامة بجميع طلاب المدرسة وعلى علاقة قوية بأولياء أمورهم ومعرفة ما يهمه من شؤون لأفراد العائلة.
كذلك من الواجبات الأساسية على عاتق المرشد الطلابي الإلمام والمعرفة الكاملة بمستويات جميع الطلاب وفي جميع المواد الدراسية وعليه كذلك تشجيعهم وحثهم على المشاركة في الأنشطة المدرسية حسبما يرى من خلال معرفته لميولهم واتجاهاتهم، فالأنشطة المدرسية كما هو معروف مجال خصب للاطلاع على الطلاب ومعرفة سلوكياتهم وتصرفاتهم وهذا دور من أدوار المرشد الطلابي أكثر مما هو دور المعلم رائد النشاط في المدرسة ولا ننسى في هذا المجال الإشارة إلى أهم الصفات التي يجب أن يتصف بها المرشد الطلابي والتي من أولوياتها التقبل لشخصيته من قبل طلاب المدرسة فيجب أن يكون على قدر كبير من المعرفة بأساليب التعامل معهم دون تنفير.
هذا ما أردت الإدلاء به حول أهمية المرشد الطلابي في مدارسنا وصعوبة عمله على عكس النظرة الموجهة إليه أو النهج المتعارف عليه لدى البعض سائلاً المولى جل وعلا أن يعين كل من يعمل بإخلاص على متابعة وتربية وتعليم أبنائنا من أولياء أمور ومعلمين ومسؤولين.
والله ولي التوفيق.
حمود بن مطلق اللحيدان مرشد طلابي حائل
|
|
|
|
|