أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 6th August,2000العدد:10174الطبعةالاولـيالأحد 6 ,جمادى الاولى 1421

محليــات

خاطرة الأحد
استعداد لحوار الحضارات عام 2001م
أحمد بن حمد اليحيى
لعل ما تخصصت فيه الألفية الثانية أنها كانت شاهداً على صراعات وحروب شعوب هذا الكون نحو استقلالها وتحديد مواقع وحدود دولها وكياناتها في كل بقعة من بقاع هذه الأرض مستخدمة لتحقيق ذلك كل ما أنتجه العقل البشري من مبتكرات ومخترعات الحديد والنار حتى ذهبت هذه عن الألفية بتركة من دول يقارب عددها المائة وسبعين تضم الغث والسمين أكثرها جائع عليل الصحة ومثخن بالجراح.
ركضت هذه الدول لتتفيأ تحت مظلة أممية تجمعها فوجدت نفسها فريقين كل فريق يغني على ليلاه، فريق استظل تحتها ليتداوى فيما الآخر استظل ليواسي فقط.
وأخير أفلت شمس الألفية الثانية قبل شهور ومازال فيها الغث يصرخ طالباً الخبز والدواء فيما السمين يجيب بأن الحل العولمة .
وما ان بزغت علينا شمس الألفية الثالثة حتى تستنفر الشعوب أنفسها لتعقد آمالها ولتجرب حظوظها في شخص هيئات الأمم المتحدة لتخلصها من موروثات جوعها ومرضها فما كان إلا أن ينهض شرطيها مجلس الأمن ليقول: (مالكم غير العولمة يارجال) فتجيب (الرعية) الجمعية العمومية (بل حوار الحضارات ياسيدنا).
وهكذا قررت الجمعية العمومية للأمم المتحدة في هذا العام أن يكون عام 2001م عام حوار الحضارات محاولة الدول المستضعفة بذلك التشبث بانقاذها من الغرق من لجة بحر العولمة المتلاطم ولو بقشة.
ثم تقدمت ما يسمى بدول الجنوب بحملة نقدية ضد سياسات العولمة المجحفة فكان مخاضها تقرير عقد مؤتمر لحوار الحضارات بالقاهرة.
وما دام فرد حمزه ثائر ومادام هناك عدم وضوح رؤية حول جدول أعمال هذا المؤتمر وبرامجه فإننا نتمنى أن يدور حول مجمل المشكلات والمعاناة الانسانية في القرن الواحد والعشرين وفق ماتتعطش إليه اقترحته بحوث هيئة اليونسكو والمشروع الألفي إذ ذلك ما تسعى إليه الشعوب ولعل فيه مايبرئ جراحها.
أما إذا كان مثل هذا المؤتمر أو غيره سوف يدندن في التوحد على سلمى فيما يسمى بمشروع الحوار بين الحضارات القديمة مثل الحضارة اليونانية والحضارة الرومانية والمصرية والحضارة الفارسية والحضارات الفرعونية، فهذه لئن بقيت تراثا ظاهرا على السطح للبشر فإن معطياتها قد مضت مثل الألفيتين وبانت لا تسمن ولا تغني من جوع.
وإذا انشغلنا في التباهي والتفاخر بأيام زمان فإن العولمة ستبتلعنا من حيث ندري ولا ندري لا محالة والله المستعان.

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved